تثبيت الأمن في الأحساء بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
تثبيت الأمن في الأحساء بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

تثبيت الأمن في الأحساء بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية.

 
إن الأعمال التي قام بها بعض الأعراب في عهد الدولة السعودية الثانية، وأدت إلى الإخلال بالأمن، وبخاصة تعديهم على الحجاج والقوافل التجارية وسرقة ما يحملونه؛ ما اضطر الإمام فيصل بن تركي إلى القيام بحملة عسكرية ضدهم ومعاقبتهم.
 
وفي بداية دخول الأحساء في عهد الملك عبدالعزيز، وتولي الأمير عبدالله بن جلوي مهمات أمير المنطقة الشرقية، أولى الجانب الأمني جل اهتمامه تحقيقًا لتطلعات الملك عبدالعزيز. ومن أهم الأمور التي قام بها في هذا السبيل قيامه بفتح المراكز التابعة للإمارة وتسيير دوريات من الخوايا، كما كانت له اتصالات مستمرة مع الأمير عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي أمير حائل، وبعض أمراء المناطق، وشيوخ القبائل لمعالجة القضايا الأمنية. وفي الاتجاه ذاته أخذ ابن جلوي يبعث الحملات التأديبية لمعاقبة القبائل في حال عدم التزامها بأنظمة الدولة  
 
وفي فترة لاحقة تداخلت عوامل داخلية وخارجية كان لها دور كبير في إثارة القلاقل في المنطقة الشرقية، وخصوصًا أن القبائل القاطنة في هذه المنطقة كانت معتادة على الغزو وتنشط في حالة الفوضى والاضطراب التي توفر لها مكاسب كبيرة عن طريق اعتراض القوافل وغزو المدن والقرى، وكان لهذه القبائل أتباع خارج حدود المنطقة يؤيدونها فيما تقوم به من هذه الأعمال. وللثقة التي أولاًها الملك عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية عبدالله بن جلوي الذي أخذ على عاتقه عمل كل ما يمكن في سبيل نشر الأمن في هذه المنطقة. فكان من أهم الأعمال التي قام بها: تتبعه أعوان هذه القبائل التي تعكر صفو الأمن حتى خارج حدود المملكة سواء في الكويت أو في مناطق الساحل المهادن  
 
وكان قد قام بعض قبيلة العجمان بأعمال عدائية خلال معركة جراب (وقعت في 8 / 3 / 1333هـ الموافق 23 / 1 / 1915م)؛ ما أغضب الملك عبدالعزيز، لكنه تعامل مع هذه المستجدات في ظل علاقاته مع الكويت. وفي تطور لاحق انتقل بعض هذه القبائل، وبخاصة العجمان عام 1333هـ / 1915م بعد معركة جراب إلى شمال شرق الجزيرة العربية، وأخذت تعتدي على قوافل التجار وعلى العشائر الموجودة هناك، هذا الأمر دفع الملك عبدالعزيز إلى أن يقوم بعمل حاسم لحفظ الأمن في المنطقة الشرقية التي توحدت مع باقي بلاده من جهة، ولصيانة أمن بعض القبائل والعشائر التابعة للكويت من جهة أخرى، وبخاصة بعد أن استنجد أمير الكويت بالملك عبدالعزيز لهذا الغرض  
 
لم يستعجل الملك عبدالعزيز بعقاب قبيلة العجمان على الرغم من تعهد شيخ الكويت بأن يمد الملك عبدالعزيز بالرجال والسلاح، وألاّ يستقبل من يلجأ من قبيلة العجمان إلى الكويت، أو يتوسط بينها وبين الملك في الصلح  .  لكن الموقف تغير بعد أن توجه زعماء العجمان بقبيلتهم إلى الأحساء مدعومين ببعض الأشخاص الذين كانت لهم مواقف غير ودية مع الملك عبدالعزيز. دفعت هذه الظروف الجديدة الملك عبدالعزيز إلى التوجه إلى الأحساء لمحاربتهم، إذ تغيرت الظروف سريعًا بعد وفاة الشيخ مبارك في شهر المحرم عام 1334هـ / 1916م، حيث حاول خليفته جابر الصباح أن يحسِّن علاقته مع الملك عبدالعزيز، ومن مظاهر ذلك أنه طلب من العجمان مغادرة بلاده، فتوجه أكثرهم شمالاً، ونـزلوا في صفوان بإذن من أمير الزبير واشترطت عليهم بريطانيا وأمير الكويت بألا يقوموا بأي أعمال عدائية ضد الملك عبدالعزيز. وبعد فترة وجيزة عرض عليهم ابن رشيد الإقامة في منطقته، وقد وصل ثلاثمئة من العجمان إلى ابن رشيد من دون إبلاغ الشيخ جابر   لم تستمر الأمور كما اتفق عليه؛ بسبب وفاة أمير الكويت الشيخ جابر بعد توليه الحكم بسنة وشهرين تقريبًا، ثم تولى الحكم بعده أخوه سالم، وعندها تنصل العجمان من تعهدهم، وبدؤوا يشنون الغارات على القبائل الموالية للملك عبدالعزيز من داخل الأراضي الكويتية. اتصل الملك عبدالعزيز ببريطانيا لكي تضغط على أمير الكويت للجم هذه القبائل ما اضطرهم إلى تغيير موقفهم، والتعاون مع الملك عبدالعزيز والخضوع له، فعفا عنهم، وعادوا إلى موطنهم الأول الأحساء، وانضم بعضهم إلى حركة الإخوان  
 
 
شارك المقالة:
55 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook