قال تعالى: "فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُم فوَلّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ" (البقرة: 144)، تفسير الآية الكريمة السابقة يقول بأن الله سبحانه يطلب من عباده عند قيامهم بفرض الصلاة بأن يكونوا على استقبال المسجد الحرام أو على جهته لمن لا يراه، أمّا الذي يتواجد فيه فيجب أن تكون صلاته باستقبال الكعبة تماماً، ولكن إذا كان لا يستطيع رؤية الكعبة وعجز عن استقباله لها، هنا صلاته صحيحة، وفي حالة أن يكون راكباً في مركبة تمشي ولا يستطيع أن يأخذ القبلة الصحيحة بسبب سير المركبة، فهنا اتّجاه القبلة تكون في الاتجاه الذي تسير فيه المركبة، أما في حالة عدم قدرة المسلم على استقبال القبلة مثل: المريض، أو المكسور، أو المربوط على غير القبلة، هنا يسقط عليه فرض أداء صلاته باستقبال القبلة.
أبدأ كلامي في تحديد الاتجاه الصحيح للقبلة وأنت في منزلك بأبسطها، وهو أخد نفس اتجاه القبلة التي يأخذها أي مسجد قريب من منزلك، لأنّه عند بناء أي مسجد يجب التحري والبحث دقيقاً لتحديد القبلة الصحيحة، وهذه طريقة من أسهل الطرق، وفي بعض الأحيان يوجد دليل على اتجاه القبلة من اتجاه الشمس، أو النجوم، أو القطب الشمالي وهو أدقها، أيضاً في حالة تطوّرنا الإلكتروني الحديث فإن تحديد القبلة أصبح أكثر سهولة ويسر، ممكن تحديده بالبوصلة الإلكترونية، أو البرامج الحديثة على الهواتف الخليوية، أعود في حديثي إلى تحديد القبلة عن طريق الشمس فهي تعد من الطرق المتبعة بكثرة ونتيجتها أيضاً دقيقة، وتكون بتحديد الاتجاهات الأربعة من شروق وغروب الشمس، فبالتالي تحديد مكان القبلة حسب المنطقة التي يتواجد فيها، أو أن يكون اتجاه القبلة معاكس تماماً لاتجاه الشمس، أي أن يعطي الشخص ظهره للشمس، وما يقابله هو اتجاه القبله، والله أعلى وأعلم.
موسوعة موضوع