ينبغي على كلِّ شخص أن يكون على دراية تامة باتجاه القبلة تبعاً لمكان تواجده إذا نوى للصلاة، فالصلاة ركنٌ من أركان الإسلام، وفي تأديتها ثوابٌ وأجرٌ عظيم من الله تعالى، ولكن إذا صلّاها الفرد بطريقة خاطئة أو بضياع ركن من أركانها، فإنه سيضيع أجر صلاته وهو في غفلةٍ من أمره.
كان المسلمونُ قديماً يوجّهون قبلتَهم عندّ الصلاة باتجاه أولى القبلتين وثالث الحرمين التي وردت في القرآن الكريم، وهي مدينة بيت المقدس، وبقيت القبلة على هذا النحو حتّى بعث اللهُ إلى نبيّه محّمد -عليه الصلاة والسلام- بأن يوجه قبلته وقبلة جميع المسلمين شطرَ الكعبة المشرفة في المسجد الحرام الواقع في مكة المكرّمة، كما ورد في الآية الكريمة : (قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ) [البقرة، الآية: 144]
يمكنُ تعريف القبلة في اللغة العربيّة بأنها الواجهة التي يقابلُها الإنسان، أمّا تعريفها من المنطلق الدينيّ فهي الجهة التي يقابلها المسلمون عند وقوفهم وإقامتهم لشعائر الصلاة، و عند قيامهم بذبح ذبائحهم في سبيل الله تعالى، وغيرها من الأمور التي يجب فيها التوجه إلى جهة خاصّة، وهي جهة الكعبة المشرّفة الواقعة في المسجد الحرام في مكة المكرمة، والأساس عند التوجّه للقبلة هو مواجهتها بمقاديم البدن، وهي: الوجه، والصدر، و البطن، وقد جعل الله هذه القبلة ليميّزَ فيها أمّة نبيّه محمّد عن غيرهم من الأمم، وذلك لقوله تعالى: (وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ) [البقرة، الآية: 143]
نظراً لتطوّر التكنولوجيا وظهور الاختراعات المختلفة التي سهّلتْ على الناس الكثير من الأمور والمهامّ، كانت هناك الحاجة لابتكار ما قد يساعدهم أيضاً في تحديد قبلة شعائرهم الدينيّة، فبعد أن كانت تحدّد بشكل بدائيّ تقريبي عن طريق معرفة الاتجاهات الأربعة، واتجاه الشمس، أو تحديد مكان البلد بالنسبة لمكّة المكرّمة، ثم استخدام البوصلة في تحديد اتجاهها، ظهرت الحاجة لتحديدها بشكل أدقّ وأكثر سهولة باستخدام العديد من الخدمات الإلكترونيّة ومواقع تحديد الاتجاه المعتمدة على شبكات الإنترنت المتاحة، ومن أهمّ هذه الوسائل المتطورة ما يلي:
موسوعة موضوع