تحويل الشرايين الكبرى أعرضه وأسبابه

الكاتب: د. ايمان شبارة -
تحويل الشرايين الكبرى أعرضه وأسبابه.

تحويل الشرايين الكبرى أعرضه وأسبابه.

نظرة عامة

تبدّل وضع الشرايين الكبرى هو عيب قلبي خطير ونادر يوجد منذ الولادة (خلقي)، حيث ينعكس الشريانان الرئيسيان الخارجان من القلب (يتبادلان موضعهما). كما تسمى الحالة أيضًا بتبدّل وضع الشرايين الكبرى اليميني. يوجد نوع أكثر ندرة من هذه الحالة يسمى تبدّل وضع الشرايين الكبرى اليساري.

يغيّر مرض تحويل الشرايين الكبيرة طريقة انتقال الدم في أجزاء الجسم؛ مما يؤدي إلى نقص الأكسجين في الدم الذي يتدفق من القلب إلى باقي أجزاء الجسم. ومن دون تزويد الجسم بالدم الكافي الغني بالأكسجين، لا يستطيع أداء وظائفه بشكل سليم، ويتعرض الطفل لمضاعفات خطيرة أو الوفاة إذا لم يخضع للعلاج.

عادة ما يُكتشف تحويل الشرايين الكبيرة إما قبل الولادة وإما بعدها بساعات أو أسابيع.

والجراحة التصحيحية بعد الولادة بفترة وجيزة هي العلاج المعتاد لمرض تحويل الشرايين الكبيرة. قد ينزعج الوالدان من إنجاب طفل مصاب بتحويل الشرايين الكبيرة، ولكن بالعلاج المناسب، فالمستقبل مبشر.

الأعراض

تشمل أعراض تحويل شرايين القلب الكبيرة:

  • لون أزرق في الجلد (الزرقة)
  • ضيق النفس
  • فقدان الشهية
  • بطء في زيادة الوزن

متى تزور الطبيب

غالبًا ما يتم اكتشاف تبدل وضع الشرايين الكبيرة بمجرد ولادة طفلك أو خلال الأسبوع الأول من حياته.

في حالة عدم ظهور العلامات والأعراض في المستشفى، اطلب المساعدة الطبية الطارئة في حالة ملاحظة تغير لون جلد الطفل إلى اللون الأزرق (الزُراق)، لا سيما في منطقة الوجه والجسم.

الأسباب

تَحدُث حالة تبديل الشرايين الرئيسيَّة أثناء نمو الجنين بينما لم يزل قلب طفلكِ يتطوَّر. وسبب حدوث هذا العيب مجهول في معظم الحالات.

في الطبيعي، يتصل الشريان الرئوي — الذي يحمل الدم من قلبكَ إلى رئتيكَ لتلقِّي الأكسجين — بالحجرة اليُمنى السُّفلية (البُطَيْن الأيمن).

ويتدفَّق الدم الغنيُّ بالأكسجين من رئتيكَ إلى الحجرة اليسرى العلوية من قلبكَ (الأذين الأيسر)، ثم إلى الحجرة اليُسْرى السُّفلية (البُطين الأيسر) عبر الصمام المترالي. ويتصل الشريان الأورطى في الطبيعي بالبُطَيْن الأيسر. حيث يحمل الدم الغنيَّ بالأكسجين من قلبكَ إلى بقية الجسم من جديد.

تتبدَّل أماكن الشريان الرئوي والشريان الأورطى، في حالة تبديل الشرايين الرئيسيَّة. حيث يتصل الشريان الرئوي بالبُطَيْن الأيسر، ويتصل الشريان الأورطى بالبُطَيْن الأيمن.

وهنا يتدفَّق الدم غير المُشبَّع بالأكسجين عبر الجانب الأيمن من القلب ويعود للجسم مرة أُخرى دون المرور عبر الرئتين. بينما يتدفَّق الدم الغنيُّ بالأكسجين عبر الجانب الأيسر من القلب ومن ثم يعود مباشرةً للرئتين دون أن يمرَّ عبر بقيَّة أجزاء الجسم.

ويُسبِّب تدفُّق الدم غير المُشبَّع بالأكسجين خلال الجسم تَلَوُّن الجلد بالأزرق (زرقة). ونتيجةً لذلك، يُطلَق على تبديل الشرايين الرئيسيَّة العيب الخلقي بالقلب المُسبِّب للزرقة.

وعلى الرغم من تسبُّب بعض العوامل في ارتفاع خطر الإصابة بهذا المرض، مثل العوامل الوراثية، والحصبة، وأمراض فيروسية أُخرى خلال الحَمْل، وتخطِّي عُمر المرأة الحامل 40 عامًا، أو إصابة الأم الحامل بمرض السُكريّ، فإن السبب يظل مجهولًا في أغلب الحالات.

تبدل وضع الشرايين الكبرى اليسرى

في هذا النوع النادر من تبديل الشرايين الكبيرة - يُسمَّى أيضًا التبديل اليساري للشرايين الكبيرة أو في بعض الأحيان يُشار إليه بتبديل التصحيح الخلقي - وفيه يُبدَّلُ البُطينان بحيث يصبح البُطين الأيسر على الجانب الأيمن للقلب ويَتلَقَّى الدم من الأذين الأيمن، والبُطين الأيمن على الجانب الأيسر من القلب ويَتلَقَّى الدم من الأذين الأيسر. أحيانا يُسمَّى أيضًا هذا النوع من تبديل الشرايين الكبيرة بتبديل التصحيح الخلقي.

ومع ذلك، يَتَوزَّع الدم عادةً توزيعًا صحيحًا عبر القلب والجسم. وهنا يتصل البُطين الأيسر الواقع على الجانب الأيمن بالشُّريان الرئوي، والذي ينقل الدم غير المُحَمَّل بالأكسجين إلى الرئتين، بينما يتصل البُطين الأيمن الواقع على الجانب الأيسر بالشريان الأورطي، والذي يحمل الدم الغني بالأكسجين إلى الجسم.

ولأن هذا التصحيح يتم خلقيًّا، فقد لا يختبر بعض الأشخاص المُصابون بهذه الحالة النادرة أعراضًا لسنواتٍ عديدةٍ ويستمرون دون تشخيص حتى سن البلوغ. ومع ذلك، يُصاب كثير من الأشخاص الذين لديهم هذه الحالة بعيوب خلقية أخرى في القلب والتي قد تسبب أعراضًا، وعادةً ما نجد أن هؤلاء الأشخاص لديهم مرض بالقلب منذ الطفولة. قد يخضع الأشخاص لعمليةٍ جراحيةٍ لإصلاح العيوب. اعتمادًا على حالتهم الصحية واعتلالات القلب.

كما قد لا يعمل البُطين الأيمن جيدًا كغرفة رئيسة لضخ الدم مع مرور الوقت، مما قد يؤدي إلى فَشَل في القَلب لدى البالغين. غالبًا ما يكون لدى البالغين أيضًا وظيفة غير طبيعية للصمام الحارس للبُطين الأيمن (الصِّمام الثُّلاثِيُّ الشُّرَف). يمكن أن تُسبب الوظيفة غير الطبيعية للصمام والبُطين فَشَلًا بالقَلب. قد تكون هناك حاجة لعلاج مثل استبدال الصمام، أو الأجهزة المساعدة البُطينية أو في نهاية المطاف عملية زرع القلب.

عوامل الخطر

على الرغم أن السبب الدقيق لتحول الشرايين الكبيرة غير معروف، فهناك الكثير من العوامل التي قد تزيد من خطر ولادة الطفل بهذه الحال، وتتضمن هذه العوامل ما يلي:

  • وجود تاريخ للأم مع الحصبة الألمانية (الحميراء) أو إصابتها بمرض فيروسي آخر خلال فترة الحمل
  • شرب الكحوليات خلال فترة الحمل
  • التدخين خلال فترة الحمل
  • أُمٌّ مُصابة بمرض السُّكَّري غير المنضبط

المضاعفات

تتضمن المضاعفات المحتملة لتحويل الشرايين الكبيرة ما يلي:

  • نقص وصول الأكسجين للأنسجة. ستحصل أنسجة طفلك على كمية قليلة للغاية من الأكسجين (نقص الأكسجين). وإذا لم يكن هناك بعض الخلط بين الدم الغني بالأكسجين والدم ناقص الأكسجين داخل جسم طفلك، فلن يتمكن من البقاء على قيد الحياة.
  • الفشل القلبي. فشل القلب — حالة لا يستطيع فيها القلب ضخَّ الدمِ الكافي لتلبية احتياجات الجسم — قد يتطور مع مرور الوقت لأن البطين الأيمن يضخ تحت ضغطٍ أعلى من المعتاد. قد يجعل هذا الضغطُ الإضافي عضلةَ البطين الأيمن متصلبةً أو ضعيفة.
  • تلف الرئة. يسبب الدم الغني بالأكسجين تلفًا في الرئتين، الأمر الذي يجعل التنفس صعبًا.

يجب إجراء جراحة لجميع الأطفال الذين يَشْكون من تبديل الشرايين الكبيرة في سن مبكرة، وعادةً في غضون الأسبوع الأول. عملية تبديل الشرايين هي الجراحة الأكثر شيوعًا لتصحيح تبدل الشرايين في الأطفال المصابين به. وخلال هذه العملية، يقوم الجراحون بنقل الشرايين الكبيرة بحيث تتصل بغرفة الضخ الصحيحة. وينبغي أيضًا نقل الشرايين التي تغذي القلب (الشرايين التاجية). وبالرغم من أن هذه العملية تنقذ حياة الأطفال، فقد تحدث بعض المشكلات لاحقًا في الحياة، ويشمل ذلك:

  • تضيُّق الشرايين التي تمد القلبَ بالدم (الشرايين التاجية)
  • اضطرابات ضربات القلب (عدم انتظام ضربات القلب)
  • ضعف عضلات القلب أو تصلُّبها، الذي يؤدي إلى فشل القلب
  • تضيُّق الوصلات حيث تتصل الأوعية الكبيرة
  • صمامات القلب المسربة

الوقاية

في معظم الحالات، لا يمكن منع نقل الشرايين الكبيرة. إذا كان لديك تاريخ عائلي لعيوب في القلب أو إذا كان لديك بالفعل طفل يعاني خللاً في القلب، ففكر في التحدث مع مستشار وراثي وأخصائي أمراض القلب في عيوب القلب الخلقية قبل الحمل.

بالإضافة لذلك، من المهم أخذ خطوات للحصول على حمل صحي. على سبيل المثال، قبل الحمل، تأكدي من تحديث كل التطعيمات، وابدئي بتناول الفيتامينات المتعددة باستخدام 400 ميكروجرام من حمض الفوليك.

شارك المقالة:
88 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook