تدريس القرآن الكريم.
طرق تدريس القرآن الكريم:
هناك الكثير من الأساليب والإجراءات والخُطوات التي يتّبعها المعلّمون؛ بغيةَ توصيل المعلومات والأفكار بعبارةٍ لطيفةٍ يسيرةٍ، يستطيعُ الطَّالب فهمها والتَّمكّن منها، وذلك ما يمكن اتّباعه كذلك في طرق التدريس الناجحة في تعليمِ القرآن الكريم؛ وذلك لتحقيق أهدافٍ مرجوّةٍ يضعها المعلّم في تعلّم وتعليمِ القرآن الكريم بأسلوبٍ متزنٍ لطلبتِه، بأقلِّ وقتٍ وتكلُّفةٍ وجهدٍ، وإنّ ممّا يجبُ على مُعلّم القرآنِ الكريم قبل تعليمه الكتاب العزيز أن يُتقن مخارج الحروف بأنواعها؛ الحلقيّة، واللسانيّة، والشفويّة، وأن يستطيع المُعلّم الربط في معاني الآيات حتى يتحقّق المراد منها، ولا بُدّ أن يكون على فهمٍ ووعيٍ شبه تامٍّ في معاني الآيات، حتى يتمكّن من استخراج الأحكام الشرعيّة، وبيان الأهداف الاجتماعيّة والدينيّة؛ فيقصد إلى تجويد وترتيل الآيات بأسلوبٍ مُحبّبٍ، وخاصّةً للأطفال؛ حتى يتعلّقوا بالقرآن الكريم، ويُحبّون تلاوته، وحفظه، وفهمه، ولا شكّ أنّ تلاوةَ القرآنِ بشكلٍ جيّدٍ قائمةٌ على استخلاص النتائج والعِبَر، وهي من أنجح الطرائق في إتقان وتعليمِ القرآن الكريم.
ولا بُدّ من إدراك الهدف من توصيل معاني القرآن الكريم وأحكامه، وإيضاح أهدافه وغاياته للتلاميذ بأساليب ميسّرةٍ واضحةٍ، كذلك ينبغي جعل طرائق تدريس القرآن الكريم شموليّةٍ؛ وذلك بربط الأفكار الواردة في القرآن الكريم بالحياة الإنسانيّة، وأفكارها كأمّةٍ مُسلمةٍ، مع التوضيح لِكُلّ مُسلمٍ أنّ القرآن الكريم هو دستور هذه الأمّة، وسبب رفعتِها، وأساس نُصرتها، وأنّه ليس عبارةٌ عن وثائق مقروءةٍ فقط، أو صفحاتٍ يُتبّرك بها، أو آياتٍ يُتغنّى بها، وإنّما هو منهج الحياة اليوميّة والعمليّة تُؤسّس الفرد والمجتمع لحياةٍ هانئةٍ؛ لذلك وجب الإدراك بأنّ القرآن الكريم هو دستور علمٍ وعملٍ، يُمارسه المسلم في حياته بسلاسةٍ وجمالٍ.
طرق تدريس تلاوة القرآن
الحياة مع القرآن الكريم تبعثُ في النَّفسِ اطمئناناً، وتُحيي الرُّوح الذابلة بينابيع القرآنِ الفيّاضة بكُلّ معاني الدفء والأُنس والراحة، ولا ريب أنّ القلبَ يزدادُ إيمانُه، ويتألّقُ نبضُه، فتلاوتُه عملٌ تعبديٌّ خالصٌ لله -تعالى-، ويبني جسوراً متينةً للآخرة، لذلك كان تعليم القرآن الكريم في الحلقات للتلاميذ في المراحل الأولى، أساساً ومُرتَكزاً لا يدنو أهميةً عن الحفظ والفهم وغيره؛ ولذلك فلا بدّ من التحلّي بآداب القرآن الكريم، وتعويد الأطفال على حُبّه والشوق إليه، ولِتجويد القرآن الكريم جانبان أساسيّان، وهما:
-
الجانب النظريّ: وهذا الجانبُ يُعنَى بمعرفة أحكام علم التجويد، وقواعدها، ومن ثمّ فهمها فهماً وافياً، وحفظها بإتقانٍ؛ لأنّه المُرتكز الأساس في الجانب العمليّ التطبيقيّ.
-
الجانب العمليّ: وهذا الجانبُ يُعنَى بتطبيق الأحكام والقواعد التجويديّة تطبيقاً تامّاً، عن طريق التَّلقّي بالسَّماع والمشافهة من أفواه العلماء العارفين بأحكامه وقواعده، المُتقنين لتلاوتِه وبيانه، وقد جاء أنّ تعلّم هذا الجانب واجبٌ على كُلّ مسلمٍ قادرٍ على تطبيقه وتلاوته بإتقانٍ، وممّا يدلّ على هذا قوله -تعالى-: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا)، وقوله -تعالى-: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ)؛ وهذا ما استند إليه العلماء في وجوب تطبيق الأحكام التجويديّة في التلاوة القرآنيّة.
وممّا ينبغي على مُعلّم القرآن الكريم أن يُرسّخ المفاهيم الإيمانيّة، والمبادئ الإسلاميّة الصحيحة في تعليمه القرآن الكريم لتلاميذه؛ فيحرص على إذكاء روح المراقبة، واستشعار أهميّة العبادات بتنوّعها، وأن ينهض برقيٍّ في نفوس تلاميذه إلى مرتبة الصالحين، والتّرفّع عن النقائص والملّذات الدنيويّة، وأن يُثمّن في نفوسهم أهميّة الدعاء والتوجّه إلى الله -تعالى- به، وأن يحرص كذلك على إيضاح مكنونات العبادة في الإسلام، وأنّ الله لم يخلق عباده عبثاً؛ فإنّهم مسؤولون عن العبادات أمام الله، فعلى سبيل المثال: الصَّلاة هي جوهرة الإسلام وعماده الثابت، وهي اتّصالٌ مع الله -عزّ وجلّ- في كُلّ حينٍ بالذّكر والقرآن، وإيقاظٌ للضمائر، والتَّفكّر في المصائر، فإذا تمكّن المُعلّم من تحقيق هذه الثوابت والدعائم في قلوب التلاميذ توكّلاً وإيماناً، وتطبيقها على الجوارح عملاً وإتقاناً.
طرق تدريس حفظ القرآن
تتمحور طُرق تعليم حفظ القرآن الكريم حول أربع طرقٍ، بيانها فيما يأتي:
-
الطَّريقة الجماعيّة: وهذه الطريقة تحتّم أن يكون الطلبة على مستوى واحدٍ، فيبدأ المعلّم بتلاوةِ الصفحةِ مثلاً تلاوةً متقنةً مرتّلةً، وهذا مقدارٌ يحدّده المعلّم للطلبة، ومن ثمّ يختار الطلبة المتميّزين في الأداء فيُعيدون المقدار نفسَه، ثمّ يأتي دور الطلبة الآخرين، كُلٌّ على حِدة، يُعيدون تلاوة نفس المقدار بشكلٍ فرديٍّ، وأخيراً يُسمّعون المقدارالمقرّر للمعلّم، ويُمكن تطبيق هذه الطريقة في عدّة أماكن؛ منها: المدارس النظاميّة، والمعاهد، والمراكز القرآنيّة، وكذلك تطبيقها مع الطلبة المبتدئين في تلاوة المصحف، ومن إيجابياتِ هذه الطريقة: حرص المعلّم على ارتفاع مستويات الأداء في الأحكام التجويديّة؛ عن طريق الإنصات لتلاوته، ومن ثمّ الإنصات للطلبة المتميّزين في أدائهم، بالإضافة إلى إعلاء الهِمم وشحذها؛ من خلال تمكين الطلبة الضِّعاف في التلاوة والحفظ على مسايرة زملائهم في ذلك، ودفعهم إلى التّميّز مثلهم، أمّا من سلبيّاتها؛ فمنها: عزو الحاجة إلى الإمكانات الماديّة والبشريّة؛ لتحمّل أفواج تلو الأفواج من متعلّمي المعاهد والمراكز القرآنيّة، وعدم مراعاة الفروق الفرديّة؛ وذلك من خلال تأخّر وكبت تميّز الطلبة المجتهدين من الاستمرار والتقدّم في الحفظ، لمسايرة زملائهم الضِعاف.
-
الطريقة الفرديّة: وهي طريقةٌ تقوم على فتح الآفاق للطلبة في الحفظ والأداء، كُلٌّ حسب طاقته وقدرته وتميّزه، وهذا من باب التنافس والانطلاق في الحفظ والتلاوة، وتحت إشراف ومتابعة المعلّم بكفاءةٍ، وتكون هذه الطريقة في الحلقات المتعدّدة المستوى في المراكز والمعاهد، وكذلك للفئة التي تُجيد القراءة بشكلٍ مُتقنٍ في المصحف، ومن إيجابياتها: مراعاة الفروق الفرديّة للطلبة، وفتح المجال للتنافس المتميّز والتقدّم، وعدم حصرهم في بؤرة الجماعة التي قد تكون خانقةً للطلبة المتميّزين، كما تتيح الفرصة لمشاركة الطلبة المتميّزين في مساعدة وتدريس زملائهم الضِّعاف، وذلك بعد تأدِية ما عليهم من مهامٍ، أمّا من سلبياتها: إحباط بعض الهِمم لدى بعض الطلبة الذين لم يتمكّنوا من اللحاق بزملائهم المتميّزين، ممّا قد يُشكِّل عدم استمرارهم أو انسحابهم، واستمرار بعض الطلبة بإعادة السُّور نفسها، أو اقتصارهم على ما مضى منذ مدّةٍ طويلةٍ.
-
الطريقة الترديديّة: وهي طريقةٌ تؤدّى عن طريق ترديد الآيات خلف من يقوم بقراءته بصوتٍ واضحٍ، وتطبيقٍ للأحكام بشكلٍ مُتقنٍ، وهي تُطبّق للطلبة الذين لا يُحسنون القراءة من المصحف، أو المبتدئين منهم، أو الذين يكونون في الحلقات الجماعيّة، ومن إيجابياتها: تخليص الطلبة من مشاكلهم في النُّطق، وتصحيح حروفهم بالترداد، وتنبيههم على الأخطاء التي قد يقعون فيها من أنفسهم، كما تُمكِّن هذه الطريقة من تعرّف الطلبة على المصطلحات التجويديّة في المصحف، من علامات وقفٍ وابتداءٍ، والأرباع والأحزاب، والسجدات، وغيرها، ومن سلبياتها: زيادة ضَعْف الطلبة الضِّعاف باختفاء أصواتهم تحت أصوات زملائهم، فلا يُردّدون معهم، ورفع الأصوات أحياناً قد يُؤثّر على باقي الحلقات في المعهد أو المركز، وأيضاً قد يكون هناك عدم مراعاة للفروق بين الطلبة.
-
الطريقة الجماعيّة الترديديّة: وهذه طريقةٌ جامعةٌ بين الطّريقتَيْن الأولى والثالثة، وهي تكون للطلبة بشتّى مستوياتهم مبتدئين أو متقدّمين وعلى خطواتٍ، منها ما يأتي:
-
يحرص المعلّم على جذب انتباه الطلبة إليه؛ بافتتاحه الحصة بمقدّمةٍ جميلةٍ؛ بتعريفهم بمعنى السُّورة بشكلٍ عامٍّ، أو قصّتها، أو ذكر معانٍ إجماليّةٍ، ممّا يُرغّبهم بالتلاوة والحفظ.
-
يقوم المعلّم بتلاوة الآيات بأسلوبٍ مُتقنٍ مؤثرٍ صادقٍ، حتى يصل للطلبة بحبٍّ ورغبةٍ في التعلّم، بحيث يُعيدون من ورائه، مراعياً الأحكام والقواعد، وغيرها من علامات الوقف والابتداء، وتحقيق المعاني المرجوّة، وتقصير المقاطع على الطلبة حتى يتمكّنوا من التلاوة بأداءٍ جيّدٍ كمعلّمهم، ومن ثمّ تُتاح الفرصة للطلبة المتفوقين بإعادة التلاوة، ثمّ قِسمٌ آخرٌ من الطلبة المتوسّطين؛ ليُظهر مدى فهمهم واستيعابهم.
-
يعطي المعلّم المجال للطلبة بحفظ ما عليهم، ثمّ تسميعه فيما تبقّى من الحَلَقة من وقتٍ، والبقية في موعد الحلَقة الأخرى.
توصياتٌ مهمّةٌ لمُدرّسي القرآن
يُنصح مُعلّم القرآن بالعديد من الأمور في تعليم تلاميذه، منها:
-
الحرص على استخدام أسلوب التدرّج في التعلّم، فيبدأ المعلّم في تعليم نُطق الحروف والكلمات بطريقةٍ صحيحةٍ، ومن ثمّ تخليص التلاميذ من مشكلات عيوب النُّطق؛ كالتأتاة، والفأفأة، وغيرها، وتخليصهم من التأثّر باللهجات بأشكالها المحليّة والأعجميّة، وتدريبهم على نُطق الكلمات دون لحونٍ جليّةٍ، ومن ثمّ تدارك الأخطاء الخفيّة شيئاً فشيئاً.
-
عدم السَّماح للطلاب بالانتقال من صفحةٍ إلى آخرى، حتّى يتمّ التأكّد من أنّهم أتقنوا الأولى بشكلٍ جيّدٍ؛ من حيث نُطق الكلمات والحركات.
-
تدريبهم الطلاب على اكتشاف أخطائهم بأنفسهم؛ وذلك في درس التلاوة، فلا يردّ المعلّم الخطأ، وإنّما يتوخّى معهم حتى يعرفوا ما الخطأ الذي وقعوا فيه.
-
عدم تكليفهم فوق طاقتهم، بل يُكلّف كُلّ طالبٍ منهم حسبَ طاقته؛ فلا يشعرالضَّعيف بالعجز، ولا يشعر المتميّز بالملل والسآمة.
-
استخدام أسلوب الموازنة بين كُلٍّ من الحفظ الجديد والمراجعة، فلا يطغى أحدهما على الآخر، ولا ينتقل الطّلبة إلى حفظٍ جديدٍ دون تثبيت الحفظ القديم.
-
الاستماع إلى تلاوات الطلبة؛ فلا يستمع المعلّم لأكثر من طالبٍ في الوقت نفسه، بل يُتابع كُلَّ واحدٍ على حدة.
-
مساند الطّلبة لأنفسهم، وهم الفئة الجيّدة المتميّزة، بحيث يُقرِئون الطّلبة الضِّعاف، فمن أجازوه منهم، عرض تلاوته على المعلّم.
-
الالتزام بآداب التلاوة، وآداب حَمَلة القرآن، وتربية التلاميذ عليها؛ كالإنصات أثناء التلاوة، والجلوس بتؤدةٍ وسكينةٍ ووقارٍ، والطّهارة في الملبس والمكان، والبسملة والاستعاذة في بداية التلاوة، وغيرها من الآداب.
-
مراعاة استخدام الأساليب المناسبة لإيضاح الدرس أثناء حَلَقة التلاوة، أو أثناء تعليم درسٍ في التجويد، ومن تلك الأساليب؛ استخدام الأشرطة مثلاً، أو القراءات المثاليّة من قِبل الطلبة المتميّزين، والصُّحف واللوحات الحائطيّة إن توفرت، واستخدام الكُتب التجويديّة المختصّة، وكذلك على المعلّم أن يحرص على استخدام السَّبورة في الشرح، والتوضيح لعلامات الإعراب، أو علامات الوقف، وغيرها.
-
تهيئة الجو النفسيّ والعاطفيّ للطلبة؛ وذلك من خلال ابتدائه بالترغيب والتحبيب والحثّ على الآيات بالحفظ والعمل، والتلطّف في طرح حوارات المعلّم مع طلبته، وأهميّة قراءةِ الآيات بطريقةٍ مُتقنةٍ صحيحةٍ، والتأدّب بآداب مجالس القرآن، وحسن الإنصات والسماع.
كيفيّة تعليم القرآن الكريم للطفل:
البيت العامر بالقرآن الكريم، لهو بيت خيرٍ وسكينةٍ واطمئنانٍ، فلقد عُمّر حبّ القرآن الكريم فيه، فعلى الآباء والأمهات أن يحرصوا على تعليم أطفالهم القرآن من سنٍّ مبكّرةٍ، حتى يغدو الطفل رجلاً صالحاً في مجتمعه متأدبّاً بآداب وأخلاق القرآن، وقد حفِظ معظم الأئمة الكبار القرآن وهم صغارٌ؛ فالطبريّ -رحمه الله- حفِظه وهو في سنّ السابعة، والسّيوطيّ -رحمه الله- في السادسة؛ فأُولى المراحل هي أنسب الأوقات للحفظ، فيبدأ الطفل بالتقلين والتكرار من صغر سنّه، ويعتاد على أن يستمع للقرآن الكريم بتلاوةٍ صحيحةٍ، ومن بابٍ أولى أخذه إلى شيخٍ مُتقنٍ ليتعلّم عنده، والحرص أن يكون القرآن دائماً معه فينظر فيه، ويحفظ مواضع كتابة الكلمات، فلا يُخطئ بالتلاوة، ويتمكّن منها ومن الحفظ، فالخطأ الذي يخطئه الطفل ولا يُصحّح له، يَصعُب في كثيرٍ من الأحيان تصحيحه، وممّا يُعين على ذلك أيضاً الأشرطة المسجّلة بالقرآن، فيستمع لها الطّفل ويردّد مع القارئ، وُيفضَّل البدْء معه بالسُّور القِصار التي يَسهُل عليه حفظها وقراءتها، وعلى الآباء والأمهات تشجيع أطفالهم على الحفظ بشتّى الوسائل، وتحبيبهم بالقرآن الكريم، وإكرام معلميهم؛ فينتفع الطّفل بأدب مُعلّمه قبل علمه وعمله، وكذلك المتابعة المستمرّة تزيد من الحرص والتشجيع، ويغدو الطفل سريعاً في الحفظ مُحبِّاً للقرآن مسارعاً إليه.
والطريقة المناسبة لتعليم الأطفال، هي البداية بتعليمه حروف التهجّي، وبعد إتقانها تُكتب بعض الكلمات السهلة، فيتدرّب عليها، وعلى نُطقها نُطقاً صحيحاً، ومن ثمّ تُكتب له كلمات البسملة والاستعاذة، ومن ثمّ يُتدرّج بالسُّور الأسهل فالأسهل، ويكون حفظه في كُلّ يومٍ بقدر ما يستطيع أن يُحافظ عليه، فلا يزيد ولا ينقص منه شيئاً، ويهتم بمراجعة ما سبق من الحفظ أيضاً، ولا بُدّ من تقديم النافع لهم عن طريق عرض حكمةٍ أو قصّةٍ، أو أن يُطلب منه عملٌ ما؛ كالرسم، أو كتابة ما استفاده، ولا بُدّ من تكرار محفوظه بشكلٍ يوميٍّ، والحرص الدائم على تشجيعه وتحفيزه ومكافأته، وإقامة حفلةٍ متواضعةٍ له كُلّما أتمّ سورةً وأنجزها حفظاً وفهماً، وأخيراً أن يكون المُربّي، سواء كان أمّاً، أو أباً، أو معلّماً، على وعيٍّ في الاطّلاع المستمرّ على المراحل العمريّة للطفل؛ بحيث يأتي له بالمناسب في سنّه.