تُقسَّم قراءة ضغط الدم المُقاس بملليمتر زئبقي (mm Hg)، إلى عددين. يَقيس الرقم الأول أو العلوي الضغط في شرايينك عندما يَنبض قلبك (الضغط الانقباضي). يَقيس الرقم الثاني أو السفلي الضغط في شرايينك بين النبضات (الضغط الانبساطي).
تَنقسم قياسات ضغط الدم إلى أربع فئات بشكل عام:
يُعد كلٌّ من الرقمين في قراءة ضغط الدم مهمين. ولكن بعد سن 50، تكون القراءة الانقباضية أكثر اهمية. ويُعد ارتفاع ضغط الدم الانقباضي المعزول هي الحالة التي يكون الضغط الانبساطي طبيعيًّا (اقل من 80 مم زئبق) ويكون الضغط الانقباضي مرتفعًا (أكبر من أو يساوي 130 مم زئبق). إنه النوع الشائع من ارتفاع ضغط الدم بين الأشخاص الذين تَزيد أعمارهم عن 65.
من المحتمل أن يَأخذ طبيبك اثنين إلى ثلاث قراءات لضغط الدم في ثلاثة أو أكثر من المواعيد المنفصلة قبل تشخيص ارتفاع ضغط الدم. ذلك لتباين ضغط الدم عادة على مدار اليوم، وقد يَرتفع خلال زيارات للطبيب (ارتفاع ضغط الدم بسبب المعطف الأبيض).
يَجب قياس ضغط الدم عامة من كلا الذراعين لتحديد ما إذا كان هناك اختلاف. من المُهمِّ استخدام رباط ذِراع ذي مقاسٍ مُناسِب.
قد يَطلب الطبيب منك تسجيل ضغط الدم في المنزل لتوفير معلومات إضافية والتحقق ما إذا كان لديك ارتفاع في ضغط الدم.
قد يُوصي الطبيب بإجراء مراقبة على اختبارات ضغط الدم على مدار الساعة ويُسمي مراقبة ضغط الدم الإسعافي للتأكد من وجود ضغط دم مرتفع. الجهاز المستخدم لإجراء هذا الاختبار يَقيس ضغط الدم في فترات زمنية منتظمة على مدار 24 ساعة ويُعطي صورة دقيقة للغاية عن تغيرات ضغط الدم طول فترة النهار والليل. رغم ذلك، لا تَتوفر هذه الأجهزة في جميع المراكز الطبية وقد لا يُمكن سداد تكاليفها.
إذا كنت مصابًا بأي نوع من ارتفاع ضغط الدم، سيُراجع الطبيب تاريخك الطبي ويفحصك بدنيًّا.
قد يُوصي طبيبك أيضًا بإجراء اختبارات روتينية، مثل اختبار البول (تحليل بول) واختبارات الدم واختبار الكوليسترول وتخطيط كهربي للقلب، وهو اختبار يَقيس النشاط الكهربي للقلب. وقد يُوصي طبيبك أيضًا بإجراء اختبارات اضافية، مثل مخطط صدى القلب، للبحث عن مزيد من العلامات الدالة على مرض القلب.
إحدى الطرق المهمة لمعرفة ما إذا كان علاجك لضغط الدم فعالًا، وللتأكُّد مما إذا كنت مصابًا بارتفاع ضغط الدم، أو لتشخيص سوء حالة ارتفاع ضغط الدم، هي عن طريق مراقبة ضغط الدم في المنزل.
أجهزة ضغط الدم المنزلية متاحة بشكل كبير وليست غالية، ولا تحتاج لوصفة طبية لشرائها. قياس ضغط الدم في المنزل لا يغني عن زيارتك للطبيب، وأجهزة قياس ضغط الدم المنزلية قد تتسم ببعض مواطن القصور.
تأكد من استخدام جهاز معتمد، وتأكد من مناسبة أداة القياس. أحضر جهاز القياس معك إلى عيادة الطبيب للتأكد من دقته مرة في العام. تحدث مع طبيبك عن كيفية البدء في فحص ضغط دمك في المنزل.
الأجهزة التي تقيس ضغط دمك من الرسغ أو الإصبع لا يُوصى بها من جانب الجمعية الأمريكية للقلب (American Heart Association).
تغيير نمط حياتكَ يمكن أن يساعدكَ في قطع شوط طويل نحو السيطرة على ارتفاع ضغط الدم. قد يوصي طبيبكَ بإجراء تغييرات على نمط الحياة بما في ذلكَ:
ولكن في بعض الأحيان لا تكفي تغييرات نمط الحياة وحدها. بالإضافة إلى الحمية والتمرينات الرياضية، قد يوصي طبيبكَ بتناول أدوية لخفض ضغط الدم.
يعتمد مستهدَف علاج ضغط الدم لديكَ على مدى صحتكَ.
يجب أن يكون مستهدَف علاج ضغط الدم لديكَ أقل من 130/80 مم زئبق إذا:
على الرغم من أن 120/80 مم زئبق أو أقل هو المستهدَف المثالي لضغط الدم، فإن الأطباء غير متأكدين إذا كنتَ بحاجة إلى علاج (أدوية) للوصول إلى ذلكَ المستوى.
إذا كان عمركَ 65 عامًا أو أكبر، وكان استخدام الأدوية يَنتج عنه انخفاض في ضغط الدم الانقباضي (أقل من 130 مم زئبق)، فلن تحتاج إلى تغيير أدْوِيتكَ إلا إذا تسبَّبَت في آثار سلبية على صحتكَ أو نوعية حياتكَ.
تعتمد فئة الأدوية التي يصفها الطبيب على قياسات ضغط الدم ومشكلاتكَ الطبية الأخرى. من المفيد أن تعمل مع فريق من المهنيين الطبيين ذوي الخبرة في توفير العلاج لارتفاع ضغط الدم لوضع خطة علاج متفردة.
مدرَّات البول الثيازيدية. مدرَّات البول، وتُدعَى أحيانًا حبوب الماء، هي أدوية تعمل على كليتيك لمساعدة جسمكَ على التخلص من الصوديوم والماء، مخفضة بذلك من حجم الدم.
مدرَّات البول الثيازيدية هي عادة الخيار الأول، لكنها ليست الوحيدة، في أدوية ضغط الدم المرتفع. مدرَّات البول الثيازيدية تتضمَّن كلورثاليدون، وهيدروكلوروثيازيد (ميكروزايد) وغيرهما.
إذا لم تكن تَستخدِم مُدرَّات للبول ولا يزال ضغط دمك مُرتفِعا، فتحدَّث مع طبيبك عن إضافة أحدها أو استِبدال دواء تتناوله حاليا بِمُدرٍّ للبول. قد تعمل مدرَّات البول أو مضادات قنوات الكالسيوم بصورة أفضل لدى الأشخاص من ذوي الأصول الأفريقية وكبار السن أكثر من مُثبِّطات الإنزيمات المحولة للأنغيوتنسين (ACE) وحدها. هناك أثر جانبي شائع لمدرّات البول هو زيادة التبوُّل.
حاصرات قنوات الكالسيوم. تساعد هذه الأدوية، وتشمل أملوديبين (نورفاسك)، وديلتيازيم (كارديزم، وتيازاك، وغيرهما) على إرخاء عضلات أوعيتكَ الدموية. البعض يُبْطِئ من ضربات قلبك. قد تعمل حاصرات مستقبلات الكالسيوم بصورة أفضل عند كبار السن والأشخاص من الأصول الأفريقية أكثر من مثبطات الإنزيم المحول للأنغيوتنسين وحدها.
يتفاعَل عصير الجريب فروت مع بعض حاصِرات مُستقبلات الكالسيوم، رافعًا مستويات الأدوية في الدم ويضعك في خطرٍ أكبر من المضاعفات الجانبية. تحدَّثْ مع طبيبكَ أو الصيدلي الخاص بكَ إذا كنتَ قلقًا من التفاعلات.
إذا كنت تعاني من الوصول إلى ضغط الدم المستهدف باستخدام مجموعة الأدوية المذكورة أعلاه، فقد يصف لك طبيبك ما يلي:
حاصرات بيتا. تُقلِّل هذه الأدوية عبء العمَل الواقِع على القلب وتفتح الأوعية الدموية ممَّا يجعل القلب أقلَّ نبضًا وأقلَّ إجهادًا. تتضمن حاصرات بيتا الأكسبوتولول (سكترال) والأتينولول (تينورمين) وغيرها.
لا يُوصف استخدام حاصرات بيتا وحدها عادةً ، ولكنها قد تكون فعالة إذا ما صاحبتها بعض أدوية ضغط الدم الأخرى.
مثبطات الرينين. يبطئ دواء الألسكيرين (تيكتورنا) إنتاج الرينين، وهو إنزيم تفرزه الكلية، ويبدأ في سلسلة من التفاعلات الكيميائية التي تعمل على زيادة ضغط الدم.
يعمل الأليسكيرين عبر تقليل قدرة الرينين في بدء هذه التفاعلات. نظرًا للخطر الناتج عن المضاعفات الخطرة، ويشمل ذلك السكتات الدماغية؛ ينبغي عدم تعاطي الألسكيرين مع مثبطات الإنزيم المحول للأنغيوتنسين، ولا حاصرات مستقبلات الأنغيوتنسين.
قد تحتاج إلى تقليل عدد الجرعات الدوائية اليومية إلى أن يصف لك طبيبك تركيبةً من الأدوية المنخفضة الجرعات بدلًا من تناوُل عقار واحد بجرعات كبيرة. في واقع الأمر، يكون تناول عقارين أو أكثر لمعالجة ضغط الدم له فاعلية أكبر من تناوُل عقار. وفي بعض الأحيان يكون التعرف على أكثر الأدوية أو التركيبات فاعليةً أمرًا خاضعًا للتجربة والخطأ.
إذا ظل ضغط دمك مرتفعًا على نحو مستعصٍ بالرغم من تناول ثلاث أنواع مختلفة من أدوية ارتفاع ضغط الدم على الأقل، وعادة ما ينبغي أن يكون إحدى هذه الأدوية مدرًّا للبول، فربما تشعر بارتفاع ضغط الدم المقاوم.
كما يُعد الأشخاص الذين لديهم ارتفاع ضغط دم خاضع للسيطرة- ولكن يتناولون أربعة أنواع مختلفة من الأدوية في الوقت نفسه لتحقيق هذه السيطرة على ضغط الدم- مصابين بارتفاع ضغط الدم المقاوم. ينبغي إعادة النظر عمومًا في احتمالية السبب الثانوي لارتفاع ضغط الدم.
لا تعني الإصابة بضغط الدم المقاوم أن ضغط دمك لن ينخفض أبدًا. في الواقع، إذا تمكنت أنت أو طبيبك من التعرف على سبب استمرار ارتفاع ضغط الدم، فثمة فرصة جيدة يمكنك من خلالها تحقيق هدفك بمساعدة علاج يكون أكثر فعالية.
يمكن لطبيبك أو أخصائي ارتفاع ضغط الدم:
تخضع للدراسة بعض العلاجات التجريبية، مثل الاستئصال باستخدام ترددات موجات الراديو القائم على القسطرة للعصب السمبثاوي الكلوي (إزالة العصب الكلوي) والتحفيز الكهربائي لمستقبلات ضغط الجيب السباتي.
إذا كنت لا تتناول أدوية ارتفاع ضغط الدم بالضبط كما يُوصى بها، فقد يصبح ضغط دمك في خطر. إذا كنت تفوت الجرعات نظرًا لأنه لا يمكنك تحمل الأدوية، أو لأنك تشعر بتأثيرات جانبية أو لأنك نسيت ببساطة تناول أدويتك، فتحدث إلى طبيبك المعالج عن الحلول. لا تغير علاجك دون إرشادات الطبيب.