لم يتفق الخبراء الطبيون على مجموعة واحدة من المبادئ التوجيهية المتعلقة بفحص داء السكري الحملي. يتساءل البعض عما إذا كان يلزم إجراء فحص السكري الحملي إذا كنتِ أصغر من 25 عامًا وليس لديك أي عوامل خطر. ويذكر آخرون أن فحص جميع النساء الحوامل هو أفضل طريقة للكشف عن جميع حالات السكري الحملي.
اختبار تحدي الجلوكوز الأولي. في هذا الاختبار، ستتناول محلولاً من شراب الجلوكوز. وبعد ساعة واحدة، ستخضع لفحص دم لقياس مستوى السكر في الدم. يُعتبر عادة مستوى السكر في الدم الأقل من 130 إلى 140 ملليغرام لكل ديسيلتر (ملغم/دل)، أو 7.2 إلى 7.8 ملليمول لكل لتر (ملليمول/لتر)، طبيعيًا في اختبار تحدي الجلوكوز، على الرغم من احتمالية اختلاف ذلك حسب العيادة أو المعمل.
إذا كان مستوى السكر في الدم أعلى من المعتاد، فهذا يعني ارتفاع احتمالية خطر الإصابة بداء السكري الحملي. سيلزم أن تخضع لاختبار تحمل الجلوكوز لتحديد ما إذا كنت مصابًا بهذا المرض أم لا.
من الضروري مراقبة سكر الدم وضبطه، للحفاظ على صحة طفلكِ وتجنُّب حدوث مضاعفات أثناء الحمل والولادة. كما ستحتاجين إلى مراقبة مستويات سكر الدم في المستقبل. قد تتضمن استراتيجيات علاجكِ ما يلي:
مراقبة نسبة السكر في الدم. أثناء الحمل، قد يطلب منكِ فريق الرعاية الصحية فحص مستوى سكر الدم من أربع إلى خمس مرات يوميًّا، بحيث تكون المرة الأولى في الصباح ثم بعد الوجبات، للتأكد من الحفاظ على مستوى سكر الدم في حدود النطاق الصحي. قد يبدو هذا مزعجًا وصعبًا، ولكنه يزداد سهولة مع الممارسة.
لاختبار مستوى سكر الدم، اسحبي نقطة دم من إصبعكِ باستخدام إبرة صغيرة (إبرة وخز)، ثم ضعي الدم على شريحة الاختبار التي يتم إدخالها في جهاز قياس الغلوكوز، وهو جهاز يقيس ويَعرض مستوى سكر الدم.
سيراقِب فريقُ الرعاية الصحية سكرَ الدم ويتحكم به أثناء المخاض والولادة. إذا ارتفع مستوى السكر في الدم لديكِ، فقد يفرز بنكرياس طفلكِ مستويات عالية من الأنسولين؛ مما قد يؤدي إلى انخفاض السكر في الدم لدى الطفل بعد الولادة مباشرة.
من المهم أيضًا متابعة فحوصات سكر الدم. إذا كان لديكِ سكري الحمل فقد يزداد خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني لاحقًا في الحياة. تَعاوني مع فريق الرعاية الصحية لمراقبة المستويات لديكِ. إن اتباع عادات حياتية معززة للصحة، مثل النظام الغذائي الصحي والانتظام في ممارسة التمارين الرياضية، يمكن أن يحدَّ من تعرُّضكِ للخطر.
تناوُل نظام غذائي صحي. إن تناوُل أنواع أطعمة مفيدة بكميات صحية هو أحد أفضل السبل للتحكم في نسبة السكر في دمكِ والوقاية من زيادة الوزن المفرطة، مما قد يزيد خطر تعرُّضكِ لحدوث مضاعفات. لا ينصح الأطباء بفقدان الوزن أثناء الحمل؛ إذ يبذل الجسم جهدًا كبيرًا لدعم جنينكِ في طور النمو. لكن يمكن أن يساعدكِ طبيبكِ في تحديد أهداف لزيادة الوزن بناءً على وزنكِ قبل الحمل.
يركز النظام الغذائي الصحي على الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة، أيِ الأطعمة ذات القيمة الغذائية العالية والمحتوية على ألياف والمنخفضة الدهون والسعرات الحرارية، كما يركز أيضًا على خفض استهلاك الكربوهيدرات العالية التكرير بما فيها الحلويات. لا يوجد نظام غذائي واحد يناسب جميعَ النساء. قد تحتاجين إلى استشارة اختصاصي النُّظم الغذائية المُسجَّل أو المشرف التثقيفي لمرض السكري، لوضع خطة للوجبات بناءً على وزنكِ الحالي وأهداف زيادة الوزن أثناء الحمل، ومستوى سكر الدم، وعادات التمارين الرياضية، والأطعمة المفضلة والميزانية.
ممارسة التمارين الرياضية. يلعب الانتظام في ممارسة الأنشطة البدنية دورًا رئيسًا في خطة الحفاظ على صحة كل امرأة قبل الحمل وخلاله وبعده. تقلِّل التمارين الرياضية مستوى السكر في الدم عبْر تحفيز جسمكِ لنقل السكر إلى الخلايا واستخدامه للطاقة. وتعمل التمارين الرياضية أيضًا على زيادة حساسية الخلايا للأنسولين؛ مما يعني أن جسمكِ سيحتاج إلى إنتاج كمية أقل من الأنسولين لنقل السكر.
ومن المزايا الأخرى التي يوفرها الانتظام في ممارسة التمارين الرياضية، المساعدة في تخفيف بعض جوانب عدم الراحة أثناء الحمل مثل ألم الظهر، والتشنج العضلي، والتورم، والإمساك، وصعوبة النوم. كما يمكن أن تساعد التمارين الرياضية في الحفاظ على لياقتكِ للعمل الصعب في المخاض والولادة.
بعد الحصول على موافقة الطبيبِ، احرصي على أداء تمارين رياضية متوسطة الشدة خلال معظم أيام الأسبوع. إذا لم تمارسي أي تمارين لفترة من الوقت، فابدئي ببطء واعملي على زيادتها تدريجيًّا. يُعد المشي وركوب الدراجات والسباحة اختيارات جيدة أثناء فترة الحمل. كما تفيد أيضًا الأنشطة اليومية مثل الأعمال المنزلية والعناية بالحديقة.
موقع : mayoclinic