إنّ تشخيص سرطان الثدي يتم عادةً نتيجة الفحص الروتيني أو من خلال الكشف السريري بعد إخبار الطبيب بطبيعة الأعراض التي تظهر على المصاب، وهناك العديد من الفحوصات التي تساعد على التأكد من التشخيص، يمكن بيانها كما يأتي
إنّ ظهور أيّ عرض من أعراض سرطان الثدي أمرٌ يستدعي مراجعة الطبيب في أقرب وقتٍ ممكن، حيث يجري الطبيب فحص الثدي للشخص المعنيّ، وقد يتم تحويله إلى عيادة متخصصة في سرطان الثدي، وذلك في حال كانت الأعراض التي يشكو منها الشخص المعنيّ تستدعي إجراء مزيدٍ من الفحوصات، وقد تتشابه هذه الأعراض مع حالات مرضية أخرى،وفي هذا السياق يجب التطرّق إلى علامات وأعراض سرطان الثدي، فمن هذه العلامات ما يأتي:
يتميز الفحص الذاتي للثدي بأنّه مريح وغير مكلف، كما يمكن للفرد إجراؤه في أي مرحلة عمرية وبشكلٍ منتظم بمفرده، وتجدر الإشارة إلى أنّ البعض يعتقدون أنّ الفحص الذاتي للثدي يعتبر فحصاً مفيداً وضرورياً، وخاصةً عند إجرائه بالتزامن مع طرق الفحص الأخرى، حيث يمكن أن يزيد من احتمالات الكشف المبكر عن سرطان الثدي، ويمكن بيان خطوات إجراء الفحص كما يأتي:
قد تظهر بعض التغيرات الطبيعية في الثدي في أوقات مختلفة من الدورة الشهرية لدى المرأة مثل ظهور كتلة أو حدوث تغير في الثدي، وهو أمر لا يدعو للخوف، كما أنّ مظهر وملمس الثدي يتغير مع التقدم في العمر، بالإضافة إلى أنّ ملمسه يختلف عادةً في الأجزاء المختلفة منه، حيث يُعدّ السطح الصلب على طول الثدي حتى الوصول إلى القاع أمراً طبيعياً، وفي الحقيقة تنبغي مراجعة الطبيب في حال ملاحظة إحدى الأعراض والعلامات المذكورة سابقاً.
يختلف فحص الثدي السريري عن الذاتي في أنّ الفحص السريريّ يُجرى من قِبَل مقدم الرعاية الصحية المدرّب والمختص في إدراك التغيرات المختلفة أو العلامات التحذيرية، حيث يفحص مقدم الرعاية الصحية مظهر الثدي، والجلد المغطي له لملاحظة أي علامات غير طبيعية، كما يتم فحص الحلمة وملاحظة خروج أي سائل منها عند الضغط عليها قليلاً، وقد يُطلب من الشخص المعنيّ رفع الذراعين أعلى الرأس، أو وضعهما على الجانبين أو على الوِركَين، إذ تسمح هذه الوضعيات لمقدم الرعاية الصحية بملاحظة الاختلافات في الحجم أو الشكل بين الثديين، أما بالنسبة للفحص الذاتي فيُنصح بإجرائه مرة واحدة شهرياً في المنزل.
يُجرى تصوير الثدي الشعاعيّ (بالإنجليزية: Mammogram) باستخدام جرعة منخفضة من الأشعة السينية التي تسمح للطبيب المختص الكشف عن أي تغييرات في أنسجة الثدي، ممّا يمكّنه من الكشف عن الإصابة بسرطان الثدي بشكلٍ مبكر، حتى عندما تكون الكتلة صغيرة وقبل شعور الشخص المعنيّ بوجودها، وفي هذه الحالة يسهل العلاج غالباً، وفي الحقيقة هناك نوعان لتصوير الثدي الشعاعي، أحدهما يُسمّى التصوير الشعاعيّ للثدي لغرض الفحص (بالإنجليزية: Screening mammograms)؛ الذي يُستخدم لغايات الكشف عن علامات سرطان الثدي لدى النساء اللاتي لا يعانين من أيّ أعراض أو مشاكل، حيث تُؤخذ صور سينية (بالإنجليزية: X-ray pictures) لكل ثدي من زاويتين مختلفتين، بينما يُسمّى الآخر بالتصوير الشعاعي التشخيصي للثدي (بالإنجليزية: Diagnostic mammograms)؛ والذي يستخدم لتشخيص الثدي لدى النساء اللاتي يعانين من بعض الأعراض أو تبين وجود تغيرات لديهن عند التصوير بالفحص السابق، كما قد يتم إجراؤه لدى النساء اللاتي خضعن لعلاج سرطان الثدي في وقتٍ سابق.
يمكن اتباع بعض النصائح تحضيراً لإجراء التصوير الشعاعي، ومن هذه التعليمات نذكر ما يأتي:
من التوصيات التي تُقدّم قبل الخضوع للتصوير الشعاعيّ ما يأتي:
يستغرق إجراء التصوير الشعاعيّ 20 دقيقة تقريباً، وقد يستمر أكثر من ذلك عند إجرائه لغايات تشخيصية، حيث يتم وضع الثدي وضغطه بين صفيحتين أو لوحتين متصلتين بكاميرا معيّنة لأخذ صورتين من اتجاهين مختلفين، وقد تتطلب بعض الحالات أخذ أكثر من صورتين، ومن ثم تتم إعادة الخطوات السابقة للثدي الآخر، وفي الحقيقة تعتبر خطوة ضغط الثدي ضرورية لجعله مسطحاً، ولتقليل سمكه، حتى يتسنى للأشعة السينية اختراق بعض الطبقات المتداخلة من أنسجة الثدي، ويجدر بالذكر أنّ إجراء هذا التصوير قد يكون مؤلماً لدى بعض النساء، لكنّ معظم النساء يشعرن بانزعاج بسيط فقط.
تظهر نتائج التصوير على شكل صور ذات خلفية سوداء، ويظهر الثدي باللون الرمادي والأبيض، إذ إنّ المناطق الكثيفة تكون باللون الأبيض وتمثل النسيج الضام والغدد، أما المناطق الأقل كثافة كالأنسجة الدهنية فتكون باللون الرمادي، وفي الحقيقة تختلف نتائج التصوير من شخص إلى آخر، فبعض الناس يمتلكون نسبة أعلى من الأنسجة الكثيفة، ولأنّ الأورام تظهر باللون الأبيض كذلك؛ فإنّه من الصعب في مثل هذه الحالات التفريق بين النسيج الطبيعيّ والورم، ومن جهة أخرى تجدر الإشارة إلى أنّ الثدي يصبح أقل كثافة مع التقدم في العمر، وينبغي التنبيه إلى أنّ الصورة المعيارية السليمة للثدي يكون معظمها باللون الرمادي غالباً، إلا أنّ زيادة مساحة المناطق البيضاء لا يعني بالضرورة وجود مشكلة صحية.
يقوم مبدأ التصوير بالموجات فوق الصوتية (بالإنجليزية: Ultrasound) على إرسال موجات صوتية عالية التردد إلى الثدي، ومن ثم تُحوّل إلى صور يمكن رؤيتها على شاشة عرض، ويُعدّ التصوير بالموجات فوق الصوتية إجراءً مكملاً للفحوصات الأخرى؛ إذ لا يمكن استخدامه بشكلٍ منفرد لتشخيص سرطان الثدي، حيث يمكن استخدامه عند ملاحظة وجود أمر غير طبيعي عند إجراء التصوير الشعاعي أو الفحص البدني، ويُعتبر هذا التصوير أفضل طريقة لمعرفة طبيعة الكتلة فيما إذا كانت صلبة أو مملوءة بالسائل، إلا أنّه لا يمكن من خلاله معرفة فيما إذا كانت الكتلة سرطانية أم حميدة، كما يمكن أن يستخدمه الأطباء في توجيه الإبرة بشكلٍ دقيق إلى المنطقة المشتبه إصابتها من الثدي أثناء أخذ خزعة.
قد تختلف طريقة إجراء التصوير بناءً على حالة الشخص المعنيّ وطبيعة ممارسة مقدم الرعاية الصحية، إلا أنّه يُجرى بشكلٍ عام باتباع ما يأتي:
يُستخدم في التصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: Magnetic Resonance Imaging)، واختصاراً MRI، مغناطيس كبير الحجم وموجات راديوية، بالإضافة إلى جهاز حاسوب لإنتاج صور واضحة جداً لجسم الإنسان دون استخدام الأشعة السينية.
يحتاج الشخص المعنيّ إلى إجراء بعض الخطوات واتباع الإرشادات تحضيراً لتصوير الرنين المغناطيسي للثدي، ويمكن بيانها كما يأتي:
يحتاج إجراء تصوير الرنين المغناطيسي للثدي مدة تتراوح بين 30 دقيقة إلى ساعة، حيث يُعطى المريض رداءً ويُطلب منه خلع جميع ملابسه ومجوهراته، وقد تُحقن مادة صبغية وريدياً في ذراع الشخص المعنيّ، وذلك لتسهيل رؤية الأوردة والأنسجة عبر الصورة، بعد ذلك يُطلب من المريض الاستلقاء على بطنه على طاولة مجوفة، إذ يُدخل الثديين في تجويف هذه الطاولة، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الطاولة هي جزء من جهاز التصوير، فهو جهاز كبير الحجم وفي وسطه فتحة تنزلق هذه الطاولة في داخلها، فإذا كان المريض يعاني من مشكلة في الأماكن الضيقة والصغيرة، فيجب إخبار الطبيب بذلك، فقد يتم إعطاء المريض مهدئاً بسيطاً لحل هذه المشكلة، وفي أثناء إجراء التصوير يصدر الجهاز مجالاً مغناطيسياً حول المريض، وأمواج راديوية موجهة لجسمه، حيث يسمع المريض أصوات قرع ونقر صادرة عن الجهاز دون أن يشعر بشيء، لذلك قد يُعطى سدادات للأذن لتجنّب الصوت المرتفع، ومن الجدير بالذكر أنّه يمكن للمريض التحدث مع المختص عبر مكبر صوت، ويتم إرشاده للبقاء مستلقياً قدر المستطاع والتنفس بشكلٍ طبيعي، إذ تتم مراقبة وتتبع عملية التصوير من غرفة أخرى.
يُعتبر إجراء أخذ خزعة من الثدي الطريقة المؤكدة الوحيدة لتشخيص سرطان الثدي، حيث يُؤخذ جزء من نسيج المنطقة المراد فحصها من الثدي باستخدام إبرة مخصصة وموجهة بالأشعة السينية أو غيرها من الفحوصات التصويرية، ومن ثم تُرسل هذه العينة إلى المختبر لتحليلها، ويجدر بالذكر أنّه عادةً ما تُترك علامة على المنطقة التي أُخذت منها الخزعة، وذلك ليسهُل تحديدها في حال الرغبة في إجراء فحوصات تصويرية مستقبلاً،ويُشار إلى أنّ هُناك أنواع لخزعة الثدي، والتي نذكر منها ما يلي:
قبل الخضوع لإجراء أخذ الخزعة لا بُدّ من إخبار المختص في حال المعاناة من أيّ نوع من الحساسية، وكذلك يجدر إخباره فيما إن كان الشخص المعنيّ يأخذ دواء الأسبرين أو أيًا من الأدوية المُميّعة أو المضادة لتخثر الدم، وفي بعض الحالات قد تُؤخذ الخزعة تحت التصوير بالرنين المغناطيسيّ، وفي مثل هذه الحالة يجدر التحضير للإجراء كما في التحضير للتصوير بالرنين المغناطيسي سالف الذكر، وتُنصح المرأة بارتداء حمالة الصدر عند الرغبة في إجراء الخزعة لأنّها تساعد على إبقاء الكمادات الباردة في موضعها إذا دعت الحاجة لتطبيقها.
في الحقيقة توجد العديد من الطرق والإجراءات الطبية التي يمكن أن يلجأ إليها الطبيب لأخذ خزعة من الثدي، وإنّ اختيار الطبيب لنوع الإجراء يعتمد على عدة عوامل، من بينها: حجم الكتلة أو التغير غير الطبيعيّ في الثدي، وكذلك موقعها وخصائصها الأخرى. وتجدر الإشارة إلى أنّ تحليل الخزعة يساعد الطبيب على معرفة المعالم الخاصة بأي سرطان، الأمر الذي يساعد على تحديد الخيارات العلاجية، ويتضمن تحليل الخزعة ما يأتي:
من الممكن أن يترتب على الخضوع لإجراء الخزعة ظهور بعض الآثار الجانبية، مثل انتفاخ الثدي أو حدوث كدمة فيه، ومن الممكن أن يحدث نزف بسيط في موضع الخزعة أو أن يُصاب بالعدوى، ويجدر التنبيه إلى ضرورة مراجعة الطبيب في حال ظهور أي علامة قد تدل على وجود عدوى، مثل الاحمرار، أو دفء الثدي، أو نزول قيح أو ما شابه من موقع الخزعة، أو في حال ارتفعت درجة حرارة المرأة، وبشكل عام فإنّ المرأة تُنصح بأخذ مسكنات الألم من نوع باراسيتامول مع تطبيق الكمادات الباردة لتخفيف الألم والانتفاخ في حال المعاناة منهما، ويجدر العلم أنّ الشخص المعنيّ غالبًا ما يكون قادرًا على استعادة قدرته على ممارسة أنشطته اليومية المختلفة خلال يوم من أخذ الخزعة.
قد يُلجأ لإخضاع المرأة لأنواع أخرى من الفحوصات إضافةً إلى تلك الموضّحة سابقًا بهدف تشخيص سرطان الثدي، ومنها ما يأتي: