تصنيف التربة في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
تصنيف التربة في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية

تصنيف التربة في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية.

 
بناءً على نتائج المسح الشامل لأراضي المملكة الذي قامت به وزارة الزراعة والمياه عام 1406هـ/ 1986م  ،  والمبني على أساس التصنيف الأمريكي الشامل للأراضي؛ فإن أراضي منطقة عسير تشتمل على رتبتَي الأراضي الجافة (أريدي سولز Aridisols) والأراضي الحديثة (إنتي سولز Entisols)، وفيما يأتي تفصيل ذلك:
 
أ - رتبة الأراضي الجافة (أريدي سولز Aridisols):
 
تشتمل رتبة الأراضي الجافة في منطقة عسير (وهي تربة طميية ملحية حصوية عميقة ومتوسطة العمق) على تحت رتبة الأورثيدز، وتحتوي تحت رتبة أراضي الأورثيدز في المنطقة على مجموعات الترب الكبرى الآتية:
 
 مجموعة الكالسي أورثيدز.
 
 مجموعة الكامب أورثيدز.
 
وتتسم ترب الأراضي الجافة في المنطقة بأن محتواها المائي منخفض جدًا في معظم أيام السنة، وبأنها لا تحتفظ بقدر من الرطوبة الكافية لسد المتطلبات المائية للنباتات ذات الاحتياجات المائية المتوسطة لفترة زمنية طويلة. وترب الأراضي الجافة في المنطقة لا تحتوي قطاعاتها على جميع الآفاق التشخيصية, وإنما قد تحتوي على أفق أو أفقين من هذه الآفاق. وفيما يأتي وصف لمجموعات الترب الكبرى الواقعة ضمن تحت رتبة الأورثيدز:
 
1 - مجموعة الكالسي أورثيدز (Calciorthids):
 
تُعد ترب الكالسي أورثيدز إحدى مجموعات الترب الكبرى الواقعة ضمن تحت رتبة الأورثيدز التابعة لرتبة الأراضي الجافة الأكثر انتشارًا في المنطقة. وتحتوي قطاعات ترب الكالسي أورثيدز في المنطقة على الأفق الكلسي، ويتشكل هذا الأفق في قطاعات تلك الترب نتيجة ترسب كربونات الكالسيوم وتراكمها بعمق لا يزيد على 100سم من سطح التربة. وفي بعض أراضي منطقة عسير (الأجزاء الشرقية) تُعد عملية غسل كربونات الكالسيوم من الطبقة العلوية من قطاع التربة أمرًا غير ممكن بسبب قلة الأمطار المتساقطة على هذه الأجزاء، ولهذا السبب فإن معظم الأجزاء العلوية من قطاعات ترب هذه الأراضي تُعد أراضي جيرية. ومن أهم ما تتسم به ترب أراضي الكالسي أورثيدز في المنطقة أن عمق قطاعاتها يراوح بين القطاع الضحل والقطاع العميق، كما أن الملوحة فيها تراوح بين الترب غير الملحية والترب شديدة الملوحة. وتمثل الوحدتان 10 و 12 ترب الكالسي أورثيدز في المنطقة. ويوضح (جدول 16) الخصائص الفيزيائية والكيميائية لوحدات ترب الكالسي أورثيدز المنتشرة في المنطقة، ومدى صلاحيتها للزراعة.
 
2 - مجموعة الكامب أورثيدز (Camborthids):
 
تُعد تربة الكامب أورثيدز إحدى مجموعات الترب الكبرى الواقعة ضمن تحت رتبة الأورثيدز التابعة لرتبة الأراضي الجافة المنتشرة في منطقة عسير. وتحتوي القطاعات العميقة لهذه الترب على الأفق الكامبي، ويُعد قوامها قوامًا طمييًا وطمييًا حصويًا، وأما ملوحتها فتراوح بين الترب غير الملحية والترب شديدة الملوحة. ومن أهم وحدات ترب الكامب أورثيدز في المنطقة الوحدات 26 و 27 و 28 و 29. ويوضح (جدول 16) الخصائص الكيميائية والفيزيائية لترب هذه الوحدات، ومدى صلاحيتها للزراعة وتتداخل ترب الكالسي أورثيدز مع البروزات الصخرية في المنطقة في ترب الوحدات 18 و 19 و 21. كما تتداخل ترب الكالسي أورثيدز والكامبي أورثيدز بعضها مع بعض ومع ترب الأراضي الحديثة في المنطقة في ترب الوحدات 17 و 22 و 23 و 24 و 25 و 30. ويوضح (جدول 17) الخصائص الفيزيائية والكيميائية لترب تلك الوحدات ومدى صلاحيتها للزراعة.
 
ب - رتبة الأراضي الحديثة (إنتي سولز Entisols):
 
تنتشر رتبة الأراضي الحديثة (وهي جبال ومدرجات زراعية شبه مستوية) في منطقة عسير في مواقع الكثبان الرملية، وفي مواقع رواسب الأودية الفيضية الحديثة، وفي أراضي المنحدرات. وتتسم ترب أراضي هذه الأجزاء من المنطقة بأن قطاعاتها لا تحتوي على جميع الآفاق التشخيصية، لذا فإن هذه الترب تبقى في مرحلة الشباب ولا تصل إلى مرحلة النضج. وتُعد تربة التوري أورثنتس والتوري سامنتس والتوري فلوفنتس المتداخلة من أهم المجموعات الكبرى التابعة لرتبة الأراضي الحديثة المنتشرة في المنطقة؛ (جدول 18) ، وفيما يأتي وصف لهذه المجموعات الكبرى:
 
1 - مجموعة التوري أورثنتس (Torriorthents) المتداخلة:
 
تُعد تربة التوري أورثنتس إحدى مجموعات الترب الكبرى الواقعة ضمن تحت رتبة الأورثنتس التابعة لرتبة الأراضي الحديثة، وتمثل الوحدتان 37 و 39 ترب التوري أورثنتس المتداخلة مع البروزات الصخرية في منطقة عسير، وتُعد ترب الوحدة 39 من أكثر وحدات التوري أورثنتس المتداخلة مع البروزات الصخرية انتشارًا في المنطقة. وتشكل البروزات الصخرية حادة الانحدار نحو 45% من أراضي هذه الوحدة، بينما تشكل ترب التوري أورثنتس نحو 40% من تلك الأراضي، وأما الجزء المتبقي (15% من أراضي هذه الوحدة) فإنه يتشكل من أنواع أخرى من الترب. ويتسم قوام ترب هذه الوحدة بأنه قوامٌ طمييٌّ حصويٌّ، وأما كمية الأملاح فيها فإنها تراوح بين صفر و 8 ملليموز/سم. وفيما يتعلق بمحتواها المائي فإنه يقل عن 6سم/150سم. وتُعد ترب هذه الوحدة غير صالحة للزراعة؛ وهذا قد يعود إلى شدة انحدارها؛ (جدول 18) ، كما تتداخل ترب التوري أورثنتس مع ترب الكالسي أورثيدز في الوحدتين 40 و 45. ويوضح (جدول 18) الخصائص الفيزيائية والكيميائية لترب تلك الوحدات ومدى صلاحيتها للزراعة.
 
2 - مجموعة التوري سامنتس (Torripsamments):
 
تُعد ترب التوري سامنتس إحدى مجموعات الترب الكبرى الواقعة ضمن تحت رتبة سامنتس التابعة لرتبة الأراضي الحديثة المنتشرة في الأراضي المغطاة بالكثبان الرملية من منطقة عسير. وتمثل وحدات الترب 48 و 49 و 51 و 52 ترب التوري سامنتس في المنطقة. وتتداخل ترب التوري سامنتس مع البروزات الصخرية في وحدتَي الترب 54 و 55. وتُعد ترب الوحدة 48 من أكثر وحدات التوري سامنتس ظهورًا في المنطقة. وتتسم ترب التوري سامنتس بالقوام الرملي، وبقدرتها المنخفضة على الاحتفاظ بالماء 6 - 8سم/150سم. وتتداخل البروزات الصخرية مع تربة التوري سامنتس في المنطقة في وحدة الترب 41. كما تتداخل ترب التوري سامنتس مع البروزات الصخرية في وحدتَي الترب 54 و 55. ويوضح (جدول 18) الخصائص الفيزيائية والكيميائية لترب تلك الوحدات ومدى صلاحيتها للزراعة.
 
3 - مجموعة التوري فلوفنتس (المتداخلة):
 
تُعد تربة التوري فلوفنتس إحدى مجموعات الترب الكبرى الواقعة تحت رتبة فلوفنتس التابعة لرتبة الأراضي الحديثة المنتشرة في أراضي الرواسب الفيضية بمجاري الأودية في المنطقة. وأهم ما يميز هذه المجموعة من ترب الأراضي الحديثة في المنطقة أنها تتكون من رواسب متجانسة يصعب تمييز الطبقات في داخل قطاعاتها العميقة. وأما فيما يتعلق بالملوحة في تلك الترب فإنها تراوح بين ترب غير ملحية وترب متوسطة الملوحة. وفيما يتصل بقوام ترب هذه المجموعة فإنه إما قوام رملي وإما طميي وإما حصوي. كما تتسم هذه الترب بأنها جافة قليلة الرطوبة. وتمثل تربَ التوري فلوفنتس في المنطقة وحدةُ الترب 43 المتداخلة مع التوري أورثنتس والوحدة 44 المتداخلة مع التوري سامنتس. ويوضح (جدول 18) الخصائص الفيزيائية والكيميائية لتلك الترب ومدى صلاحيتها للزراعة.
 
ج - ترب الحرَّات:
 
تنتشر الحرَّات في أجزاء متفرقة من منطقة عسير، وحسب التصنيف الأمريكي للأراضي فإن ترب أراضي الحرَّات تقع ضمن الوحدة 36 التي يتشكل 80% منها من مساحات من الحمم البركانية و 20% من أنواع أخرى ثانوية من الترب. وتراوح ملوحة ترب هذه الوحدة بين ترب خفيفة الملوحة وترب شديدة الملوحة. وتُعد ترب أراضي الحرَّات تُربًا غير صالحة للزراعة؛ وقد يعود هذا إلى وج - ود الكتل الــصخرية المنتــشرة ف - وق سطح الأرض.
 
د - التربة الزراعية:
 
1 - خصائصها:
 
تنتشر الأراضي الزراعية في أجزاء متفرقة من منطقة عسير. وتُعد سفوح مرتفعات عسير شديدة الانحدار من تلك الأجزاء التي تنتشر الزراعة فيها، وقد استطاع الإنسان بجهوده المستمرة خلال قرون مديدة تحويل تلك السفوح الجبلية إلى مدرجات زراعية. كما تنتشر الأراضي الزراعية في بطون الأودية وفي الأراضي المنخفضة التي يتوافر فيها القدر الكافي من المياه اللازمة لقيام الزراعة. وتُقدر مساحة الأراضي المزروعة في المنطقة بنحو 35224 هكتارًا  .  ويتأثر الإنتاج الزراعي في المنطقة بخصوبة تربتها وبخصائصها الفيزيائية والكيميائية. ولمعرفة خصائص ترب المنطقة وأثرها في الإنتاج الزراعي قامت وزارة الزراعة والمياه بدراسة عشرة حقول زراعية في المنطقة، ودلت نتائج الدراسة على أن قوام ترب المنطقة إما أن يكون قوامًا لوميًا رمليًا وإما قوامًا لوميًا. وفيما يتعلق بقيمة الحموضة في تلك الترب فإنها تراوح بين 7 و 7.4, وتدل قيمة هذا المؤشر على أن هذه الترب تُعد تربًا محايدة وصالحة لنمو معظم المحصولات الزراعية. وأما قيمة الملوحة في تلك الترب فإنها تراوح بين 0.43 و 0.95 ملليموز/سم، وتدل هذه القيم على أن ترب جميع الحقول المدروسة غير ملحية مما يجعلها صالحة لنمو جميع المحصولات الزراعية. وفيما يتعلق بنسبة كربونات الكالسيوم فإنها تراوح بين 5.71% في الحقل رقم 3 و 18.90% في الحقل رقم 5. وأما قيمة المادة العضوية فإنها تراوح بين 1.24% في الحقل رقم 3 و 4.72% في الحقل رقم 10؛ (جدول 19) 
 
2 - مشكلاتها:
 
تعاني ترب الأراضي الزراعية في منطقة عسير من مجموعة من المشكلات التي قد تؤدي إلى تدهورها وإلى خفض معدلات إنتاجيتها، ومن أهم المشكلات التي تواجهها هذه الترب ما يأتي:
 
أ) التملح:
 
تُعد مشكلة التملح من المشكلات التي تواجهها الترب الزراعية في الأراضي الصحراوية المستوية والمنخفضة الواقعة في شرق الأجزاء الهضبية من منطقة عسير؛ إذ تعاني ترب هذه الأراضي من تراكم الأملاح ومن ارتفاع منسوب الماء الأرضي الذي أدى إلى تكوين القشرة الملحية الصلبة  .  وفي بيشة - على وجه الخصوص - تعاني التربة الزراعية من كثرة الرواسب الملحية التي تساعد مياهُ السيول على زيادة كميتها وتراكمها, كما أن لرداءة التصريف المائي دورًا في تجمع الأملاح في تلك الترب  .  وينتج عن تملح التربة عدم قدرة جذور النباتات على امتصاص الماء الموجود في التربة, مما يؤدي إلى إعاقة نموها والإضرار بها وإلى خفض معدلات إنتاجيتها, وأحيانًا يؤدي تملح التربة إلى تبوير الأرض. ويمكن إزالة الأملاح من الترب عالية الملوحة في المنطقة عن طريق غسل الأملاح من التربة بوساطة استعمال كميات كبيرة من مياه الري عن طريق الري بالغمر, وإنشاء مصارف ذات أعماق مناسبة لنقل الماء الفائض ومنع ارتفاع منسوب الماء الأرضي.
 
ب) التعرية:
 
تتعرض ترب الأراضي الزراعية في منطقة عسير إلى التعرية الريحية والمائية:
 
1) التعرية الريحية: 
 
تتعرض ترب الأراضي الزراعية الواقعة شرق الهضاب في المنطقة إلى التعرية الريحية, وبخاصة تلك الترب التي تُزرع بالمحصولات الحقلية, كما هي الحال في الحقول المزروعة بالحبوب. وتُعد حركة الرمال بوساطة الرياح من المشكلات الرئيسة التي تعاني منها تربة تهامة عسير  .  وتنشط التعرية الريحية في تلك الأجزاء من المنطقة للأسباب الآتية:
 
 جفاف التربة في معظم أيام السنة نتيجة قلة الأمطار.
 
 انعدام الغطاء النباتي.
 
 تعرض تلك الأراضي لهبوب الرياح عالية السرعة  . 
 
ويمكن التقليل من أثر التعرية الريحية في تربة أراضي تلك الحقول الزراعية عن طريق ما يأتي:
 
 إقامة مصدات الرياح بزراعة الأشجار في الاتجاه المعاكس لهبوب الرياح السائدة في المنطقة.
 
 ترك مخلفات المحصولات الزراعية وبقاياها في الحقول بعد حصادها؛ وذلك للحفاظ على تماسك جزئياتها.
 
 عدم حراثة الأرض بعد عملية الحصاد؛ لأن ذلك يساعد على تماسك جزئيات التربة، ومن ثم يقلل من أثر التعرية عليها  . 
 
2) التعرية المائية: 
 
تتعرض ترب أراضي المدرجات الزراعية  في المرتفعات غزيرة الأمطار في منطقة عسير إلى التعرية المائية؛ وقد عُزِي   تعرُّض هذه الأراضي للتعرية المائية إلى شدة تضرس تلك الأجزاء من سطح المنطقة، ويوجد رأي آخر   عدَّ انجراف التربة بوساطة السيول من أخطر ما تواجهه تربة ساحل تهامة, حيث تجرف السيول ترب الحقول الزراعية كاملةً، خصوصًا في موسم سقوط الأمطار على السفوح الغربية للمرتفعات التي تنحدر أوديتها بشدة نحو تهامة. ويمكن الحفاظ على تربة المنطقة من التعرية المائية عن طريق التقليل من سرعة الجريان المائي السطحي، وذلك بالقيام بما يأتي:
 
 زراعة المدرجات.
 
 ترك مخلفات المحصولات في الحقول الزراعية.
 
 اتباع نظام الدورات الزراعية.
 
 تطبيق نظام الزراعة الكنتورية في الأراضي التلالية والمتموجة في المنطقة, حيث تتم حراثة الأرض بطريقة تتفق مع خطوط الكنتور بدلاً من أن تكون الحراثة وفقًا للانحدار 
شارك المقالة:
42 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook