تصوير الشرايين التاجية واستخداماتها

الكاتب: د. ايمان شبارة -
تصوير الشرايين التاجية واستخداماتها.

تصوير الشرايين التاجية واستخداماتها.

نظرة عامة

تصوير الأوعية التاجية هو إجراء يستخدم التصوير بالأشعة السينية لرؤية الأوعية الدموية في القلب. يُجرَى الاختبار بوجه عام لمعرفة ما إذا كان هناك ما يعوق تدفُّق الدم المتجه إلى القلب.

إن تصوير الأوعية التاجية هو جزء من مجموعة إجراءات عامة تُعرَف باسم قسطرة القلب (القلبية). تستطيع إجراءات القسطرة القلبية تشخيص أمراض القلب والأوعية الدموية وعلاجها على حدٍّ سواء. إن تصوير الأوعية التاجية الذي يمكن أن يساعد في تشخيص أمراض القلب، هو النوع الأكثر شيوعًا في تقنية القسطرة القلبية.

أثناء تصوير الأوعية التاجية، يتم الحقن بنوع من الصبغة التي يمكن رؤيتها عبر جهاز التصوير بالأشعة السينية داخل الأوعية الدموية للقلب. يلتقط جهاز التصوير بالأشعة السينية بسرعة مجموعة من الصور (صور وعائية) مما يتيح رؤية الأوعية الدموية. عند الضرورة، يمكن للطبيب فتح شرايين القلب المسدودة (الرأب الوعائي) خلال تصوير الأوعية التاجية.

لماذا يتم إجراء ذلك

قد يوصي طبيبك بتجربة تصوير الأوعية التاجية إذا كان لديك:

  • أعراض مرض الشريان التاجي، مثل ألم الصدر (الذبحة الصدرية)
  • ألم في صدرك أو فكك أو رقبتك أو ذراعك لا يمكن تفسيره بواسطة اختبارات أخرى
  • ألم الصدر الجديد أو المتزايد (الذبحة الصدرية غير المستقرة)
  • عيب في القلب وُلدت به (مرض قلبي خِلقي)
  • نتائج غير طبيعية على اختبار الإجهاد القلبي غير الباضع (اللا جراحي)
  • مشكلات الأوعية الدموية الأخرى أو إصابة في الصدر
  • مشكلة صمّام القلب التي تتطلب عملية جراحية

نظرًا لأن هناك خطرًا صغيرًا لوجود مضاعفات، فلا يُجرى تصوير الأوعية عادةً إلا بعد إجراء اختبارات القلب غير الباضعة (اللا جراحية)، مثل تخطيط كهربية القلب أو تخطيط صدى القلب أو اختبار الجهد.

المخاطر

كما هو الحال مع معظم الإجراءات التي تتم على القلب والأوعية الدموية، فإن إجراء الصور الوعائية للأوعية التاجية له بعض المخاطر، مثل التعرض للإشعاع من الأشعة السينية المستخدمة. ولكن، من النادر حدوث مُضاعفات خطيرة. تشمل المخاطر والمضاعفات المحتملة ما يلي:

  • النوبة القلبية
  • السكتة الدماغية
  • حدوث إصابة في الشريان المقسطر
  • عدم انتظام ضربات القلب (اضطراب النظم القلبي)
  • تفاعلات تحسسية تجاه الصبغة أو الأدوية المستخدمة أثناء الإجراء
  • تلف الكلى
  • النزيف المفرط
  • الإصابة بالعدوى

كيف تستعد

في بعض الحالات، يتم إجراء الصور الوعائية للأوعية التاجية حسب الحالات الطارئة. وفي الحالات الأكثر شيوعًا، على الرغم من ذلك، يُجدوَل موعد مسبق لها، مما يمنحك الوقت للاستعداد.

يتم إجراء الصور الوعائية في مختبر القسطرة (القسطرة) في المستشفى. سيعطيك فريق رعايتك الصحية تعليمات محددة ويتحدث معك عن أي أدوية تتناولها. تتضمن الإرشادات العامة:

  • لا تأكل أو تشرب أي شيء بعد منتصف الليل قبل إجراء الصورة الوعائية.
  • خذ جميع أدويتك إلى المستشفى معك في زجاجاتها الأصلية. اسأل طبيبك عما إذا كنت ستتناول أدوية الصباح المعتادة.
  • إذا كنت مصابًا بداء السكري، فاسأل طبيبك عما إذا كان يجب عليك تناول الأنسولين أو الأدوية الفموية الأخرى قبل إجراء الصورة الوعائية.

ما يمكنك توقعه

بعد إجراء العملية

قبل بدء إجراء الصورة الوعائية، سيراجع فريق الرعاية الصحية المتابع لحالتك تاريخك الطبي، ويشمل أنواع الحساسية لديك والأدوية التي تتناولها. قد يُجري الفريق اختبارًا بدنيًّا ويتحقَّق من مؤشراتك الحيوية — ضغط الدم والنبض.

ستقوم أيضًا بتفريغ المثانة وارتداء ملابس المستشفى. قد تضطر إلى خلع العدسات اللاصقة والنظارات والمجوهرات ودبابيس الشعر.

في أثناء إجراء العملية

بالنسبة لهذا الإجراء، ستستلقي على ظهرك على طاولة الأشعة السينية. نظرًا لاحتمالية إمالة الطاولة أثناء الإجراء، يمكن ربط أحزمة الأمان على صدرك وساقيك. تتحرك كاميرات الأشعة السينية حول الرأس والصدر وحولها لالتقاط صور من زوايا عديدة.

سيُُدخَل أنبوب وريدي (IV) في وريد ذراعك. قد تُعطى مهدئًا عبر الوريد لمساعدتك على الاسترخاء، بالإضافة إلى الأدوية والسوائل الأخرى. ستشعر بالنعاس الشديد وقد تنجرف للنوم أثناء الإجراء، ولكن سيظل بإمكانك الاستيقاظ بسهولة لاتباع أي إرشادات.

تراقب المسارات الكهربائية على قلبك طوال الإجراء. يتتبع سوار ضغط الدم ضغط دمك، كما يقيس جهاز آخر، وهو مقياس التأكسج النبضي، كمية الأكسجين في الدم.

قد تُحلق كمية صغيرة من الشعر من المنطقة الإربية أو الذراع حيث سيُدخل أنبوب مرن (القسطرة). يتم غسل المنطقة وتطهيرها، ثم تخديرها بحقن مخدر موضعي.

يُجرى شق صغير عند مكان الدخول، وإدخال أنبوب بلاستيكي قصير (الغمد) في الشريان. يُدخَل القِسطار عبر الغمد إلى الأوعية الدموية ويُسحب برفق إلى القلب أو الشرايين التاجية.

يجب ألا يسبب سحب القِسطار ألمًا، ويجب ألا تشعر بحركته في جسمك. يرجى إبلاغ فريق الرعاية الصحية في حال الشعور بالانزعاج.

تُحقن الصبغة (مادة التبايُن) من خلال القِسطار. عندما يحدث هذا، قد تشعر لفترة وجيزة بالتدفق أو الدفء. ولكن مرة أخرى، أخبر فريق رعايتك الصحية إذا كنت تشعر بالألم أو بالانزعاج.

من السهل رؤية الصبغة على صور الأشعة السينية. أثناء تحركها عبر الأوعية الدموية، يمكن لطبيبك مراقبة تدفقها وتحديد أي انسداد أو مناطق ضيقة. اعتمادًا على ما يكتشفه طبيبك أثناء تصوير الأوعية الدموية، قد تخضع لإجراءات قِسطار إضافية في الوقت نفسه، مثل رأب الأوعية بالبالون أو وضع دعامة لفتح شريان ضيق. قد تساعد الاختبارات غير الجراحية الأخرى، مثل الموجات فوق الصوتية، طبيبك في تقييم الانسدادات المحددة.

يستغرق تصوير الأوعية الدموية حوالي ساعة واحدة، على الرغم من أنه قد يكون أطول، وخاصة إذا دُمِجَ مع إجراءات القسطرة القلبية الأخرى. التحضير والرعاية اللاحقة للعملية يمكن أن تضيف المزيد من الوقت.

بعد العملية

عند انتهاء الصورة الوعائية، يُزال القِسطار من ذراعك أو من المنطقة الإربية، ويُغلَق الشق بالضغط اليدوي أو بمشبك أو بسدادة صغيرة.

ستُنقَل إلى غرفة الإفاقة لإخضاعك للملاحظة والمراقَبة. بمجرد أن تستقر حالتك، ستعود إلى غرفتك، حيث ستخضع للمراقَبة بانتظام.

ستحتاج إلى الاستلقاء على ظهرك لعدة ساعات لتجنُّب النزيف، في حالة إدخال القِسطار في المنطقة الإربية. خلال هذه المدة، قد يُستخدَم الضغط على الشق من أجل منع النزيف وتعزيز التئامه سريعًا.

قد تستطيع العودة إلى المنزل في نفس اليوم أو قد تضطر إلى المبيت في المستشفى لليلة واحدة. اشرب كمية كبيرة من السوائل للمساعدة في إخراج الصبغة من جسمك. يمكنك تناوُل بعض الطعام، إذا شعرت برغبة في ذلك.

اسأل فريق الرعاية الصحية عن متى يمكنك استئناف تناوُل الأدوية أو الاستحمام أو الاغتسال أو العمل أو أداء الأنشطة المعتادة الأخرى. تجنَّبْ لعدة أيام أداء الأنشطة الشاقة ورفع أشياء ثقيلة.

من المرجَّح أن يظل موضع البزل مؤلمًا عند اللمس لفترة من الزمن. قد تظهر به كدمة خفيفة وانتفاخ صغير.

اتصل بمكتب طبيبك إذا:

  • تلاحظ نزيفًا أو كدمات أو تورمًا جديدًا في موقع القسطرة
  • تتزايد آلامك أو انزعاجك في موقع القسطرة
  • لديك علامات الإصابة بالعَدوى، مثل الاحمرار أو التصريف أو الحُمَّى
  • هناك تغيُّر في درجة الحرارة أو لون الساق أو الذراع التي تم استخدامها لهذا الإجراء
  • هناك ضعف أو خدر في الساق أو الذراع؛ مكان إدخال القسطرة
  • كنت تشعر بألم في الصدر أو ضيق النفس

النتائج

تصوير الأوعية التاجية يمكنه التوضيح للطبيب الخطأ في أوعيتك الدموية. حيث يمكنه أن:

  • يعرض عدد الشرايين التاجية لديك المسدودة أو المتضيقة باللويحات الدهنية (تصلب الشرايين)
  • تحديد أماكن الانسداد في أوعيتك الدموية
  • توضيح كم انسداد تدفق الدم عبر أوعيتك الدموية
  • فحص نتائج جراحة تحويل المسار التاجي السابقة
  • فحص تدفق الدم داخل قلبك وأوعيتك الدموية

معرفة هذه المعلومات يمكنه مساعدة طبيبك على تحديد العلاج المناسب لك ومدى خطورة حالة قلبك بالنظر لصحتك. بناء على نتائجك قد يقرر طبيبك مثلاً أنك قد تستفيد من عمل رأب للأوعية التاجية أو دعامات للمساعدة على تصفية الشرايين المسدودة. من المحتمل أيضًا أداء رأب وعائي أو دعامة أثناء تصوير أوعيتك لتجنب الحاجة إلى إجراء آخر.

شارك المقالة:
67 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook