غالبًا ما يحدث تضيّق الشريان الأبهر منذ الولادة (خلقي). وتتدرج خطورة الحالة من بسيطةٍ إلى شديدة، ويمكن ألا يُنتبه لوجودها إلا بعد الكبر، يتوقف ذلك على درجة تضيّق الشريان الأبهر.
وغالبًا ما يصاحب تضيّق الشريان الأبهر بعض المشاكل الأخرى في القلب. وبالرغم من أنه يمكن علاج هذه الحالة بنجاح، فإن الشخص يحتاج إلى متابعة حالته مدى الحياة.
تعتمد أعراض تضيق الأبهر على مدى شدة الحالة. لا يعاني أغلب المصابين بهذه الحالة أعراضًا. قد تظهر لدى الأطفال المصابين بتضيق أبهر خطير علامات وأعراض في وقت مبكر من حياتهم، أما حالات الإصابة الطفيفة بتضيق الأبهر التي لا تظهر بها أعراض قد لا يتم تشخيصها حتى البلوغ. قد يواجه البعض أيضًا علامات وأعراض لعيوب خلقية أخرى في القلب بمصاحبة تضيق الأبهر.
قد يبدأ الأطفال حديثو الولادة ممن لديهم تضيق أبهر شديد في مواجهة علامات وأعراض هذا المرض بعد وقت قصير من ولادتهم. وهذه تشمل:
قد يؤدي تضيق الأبهر في الأطفال حديثي الولادة في حال تركه دون علاج إلى فشل القلب أو الوفاة.
لا يواجه الأطفال الأكبر عمرًا والبالغون المصابون بتضيق الأبهر غالبًا أعراضًا لأن تضيق الأبهر لديهم قد يكون أقل شدة. إذا كانت لديك علامات أو أعراض ظهرت بعد الطفولة، فالأغلب أنه سيتم قياس ضغط الدم (فرط ضغط الدم) في ذراعك. مع ذلك، يحتمل أن يكون ضغط الدم لديك أقل في ساقيك. قد تتضمن العلامات والأعراض ما يلي:
اطلب مساعدة طبية إذا واجهت أنت أو طفلك العلامات أو الأعراض التالية:
رغم أن مواجهة هذه العلامات أو الأعراض لا يعني بالضرورة أنك مصاب بحالة خطيرة، فمن الأفضل أن تخضع لفحص سريعًا. قد يساعد الكشف المبكر عن الأمراض والعلاج منها على إنقاذ حياتك.
لا يعرف الأطباء بالتحديد الأسباب التي تؤدي إلى تضيق الأبهر (تضيق الشريان الأورطى). لأسباب غير معلومة، يحدث تضيق خفيف إلى شديد في جزء من الأبهر. وعلى الرغم من إمكانية حدوث تضيق الشريان الأبهري في أي مكان بطول الأبهر، لكنه غالبًا ما يحدث بالقرب من أحد الأوعية الدموية المعروفة باسم القناة الشريانية. تبدأ الحالة بشكل عام قبل الولادة (خَلقي). عيوب القلب الخلقية هي أكثر العيوب الخلقية شيوعًا لدى الولادة.
نادرًا ما تحدث الإصابة بتضيق الأبهر في مرحلة متقدمة بالحياة. يمكن أن تؤدي الإصابة الرضحية إلى تضيق الأبهر. نادرًا ما يمكن لتصلب الشرايين الشديد (التصلب العصيدي) أو حالة تؤدي إلى التهاب الشرايين (التهاب الشرايين تاكاياسو) أن تؤدي إلى تضيق الأبهر مما يؤدي إلى تضيق الشريان الأورطى.
عادة ما يحدث تضيق الشريان الأورطي خلف الأوعية الدموية المتفرعة إلى الجزء العلوي من الجسم قبل الأوعية الدموية المؤدية إلى الجزء السفلي من الجسم. عادة ما يمكن أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع ضغط الدم في الذراعين وانخفاضه في الساقين والكاحلين.
مع تضيق الشريان الأبهري، تعمل الحجرة السفلية اليسرى للقلب (البطين الأيسر) بصعوبة أكبر لضخ الدم عبر الأبهر الضيق، ويزيد الضغط في البطين الأيسر. وهو ما يمكن أن يؤدي إلى كثافة البطين الأيسر (تضخم).
كثيرً ما يحدث تضييق الأبهر مع غيرها من عيوب القلب الوراثية، على الرغم من عدم معرفة الأطباء للسبب الكامن وراء حدوث عيوب قلبية متعددة معًا. تعتبر هذه الحالة أكثر شيوعًا في الذكور أكثر من الإناث. يمكن أن تكوني أنتِ أو طفلكِ أكثر عرضة للإصابة بتضييق الأبهر في حال وجود حالات مرضية محددة في القلب وتشمل:
قناة شريانية سالكة. قبل الولادة، تكون القناة الشريانية بمثابة وعاء دموي يصل الشريان الرئوي الأيسر بالأبهر— سامحةً للدم بتخطى الرئتين.
عادة ما تُغلق القناة الشريانية بعد الولادة مباشرة. وفي حال بقائها مفتوحة، تُسمى بالقناة الشريانية السالكة.
ثقوب في الجدار بين الجانبين الأيسر والأيمن من القلب. قد تعاني ثقبًا في الجدار (الحاجز) بين غرف القلب العلوية (عيب الحاجز الأذيني) أو غرف القلب السفلية (عيب الحاجز البطيني) عند مولدك.
ويتسبب هذا الثقب في اختلاط الدم الغني بالأكسجين من جانب القلب الأيسر من القلب بالدم ناقص الأكسجين من جانب القلب الأيمن.
تضيق الصمام الأبهري. تنطوي هذه الحالة على تضيُّق في الصمام الفاصل بين بطين القلب الأيسر والأبهر (الصمام الأبهري). ويعني ذلك أن القلب يكون مضطرًا إلى الضخ بقوة أكبر ليحصل جسمك على تدفق كافٍ من الدم.
وبمرور الوقت، يمكن أن يتسبب ذلك في سماكة عضلة القلب؛ الأمر الذي يؤدي إلى ظهور أعراض، مثل ألم الصدر، أو نوبات إغماء وضيق النفس، أو فشل القلب.
تضيُّق الصمام التاجي. تنطوي هذه الحالة على تضيُّق الصمام (الصمام التاجي) الواقع بين غرفة القلب العليا اليسرى (الأذين الأيسر) والبطين الأيسر الذي يدع الدم يتدفق عبر الجانب الأيسر من قلبك.
وفي تلك الحالة، قد يرتجع الدم إلى رئتيك متسببًا في قصر النفس أو احتقان الرئة. وكما هو الحال مع تضيُّق الصمام الأبهري، يمكن أن تؤدي تلك الحالة أيضًا إلى فشل القلب.
يشيع تضيُّق الأبهر بين الأشخاص الذين يعانون حالات وراثية محددة، مثل متلازمة تيرنر. يوجد لدى النساء والفتيات اللاتي يعانين متلازمة تيرنر 45 كروموسومًا بدلاً من 46 كروموسومًا، حيث ينقص لديهم أحد الكروموسومات X أو أنها تكون غير مكتملة. يُصاب حوالي 10% من النساء والفتيات اللاتي يعانين متلازمة تيرنر بتضيُّق الأبهر.
تحدثي إلى طبيبكِ إذا عانيتِ أنتِ أو طفلكِ أيًا من عوامل الخطورة تلك، أو كان لديكما تاريخ عائلي من مرض القلب الوراثي.
يؤدي تضيق الأبهر الذي لم يتم علاجه إلى مضاعفات بشكل متكرر. قد تكون بعض المضاعفات نتيجة لضغط الدم المرتفع طويل الأمد الذي تسبب في حدوثه تضيق الأبهر. إن حدوث المضاعفات بعد علاج تضيق الأبهر أمر محتمل كذلك.
قد تشمل مضاعفات تضيق الأبهر:
وبالإضافة لذلك، إذا كان تضيق الأبهر شديدًا، فقد لا يتمكن القلب من ضخ كمية كافية من الدم إلى أعضاء الجسم الأخرى. قد يتسبب ذلك في حدوث ضرر بالقلب، وقد يؤدي أيضًا إلى الفشل الكلوي، أو فشل عضو آخر.
إذا تم علاج تضيق الأبهر الذي تعاني منه عندما كنت صغيرًا، فأنت معرض لخطر إعادة تضيقه مع مرور الوقت. وأيضًا لديك درجة خطورة أكبر للإصابة بارتفاع ضغط الدم. ستحتاج إلى متابعة تضيّق الأبهر مدى الحياة، وقد يلزمك تناول علاجات إضافية.
لا يمكن منع تضيق الأبهر، لأنه عادة ما يكون موجودًا منذ الولادة (خلقي). ومع ذلك، إذا كنتِ تعانين أنتِ أو طفلك مرضًا يتسبب في زياة خطر الإصابة بتضيق الأبهر، مثل متلازمة تيرنر أو الصمام الأبهري ثنائي الشرفات أو أحد العيوب القلبية الأخرى أو سجل عائلي بأمراض القلب الخلقية، فإن الكشف المبكر يمكن أن يساعد. تناقشي مع الطبيب في خطر الإصابة بتضيق الأبهر.