تطور التعليم في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
تطور التعليم في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية

تطور التعليم في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية.

 
لم يكن التعليم في منطقة الباحة يختلف كثيرًا عن بقية المناطق الأخرى قبل العهد السعودي وبعده بقليل، باستثناء بعض المناطق منها: منطقة الحجاز خصوصًا؛ بحكم وجود الأمكنة المقدسة في كل من: مكة المكرمة والمدينة المنورة وأثر هذه المكانة الدينية التي تجعلها على اتصال دائم ومستمر بمجتمع الجزيرة العربية والمجتمع الخارجي؛ ما كان له الأثر في نمو الحركة التعليمية والحركة الثقافية وتطورهما بمنطقة الحجاز، سواء من خلال الحلقات الدينية المتنوعة التي كانت تقام يوميًا داخل الحرمين الشريفين أو تلك التي كان يقيمها العلماء والفقهاء في منازلهم، ثم التطور الذي حدث، فيما بعد، عن طريق إنشاء 6 مدارس شبه نظامية على نفقات المحسنين من الداخل والخارج؛ مما امتد أثره فيما بعد إلى بقية المناطق الأخرى بنسب متفاوتة قبل بداية التعليم النظامي وبداية تأسيس المديرية العامة للمعارف عام 1344هـ/1925م، وذلك عن طريق أولئك الذين عادوا إلى أوطانهم بعد تلقيهم العلوم الدينية في الحرمين الشريفين، أو عن طريق المدارس غير النظامية أو كليهما معًا، بوصفهم فقهاء يعلمون الناس أمور دينهم ويفتونهم فيما أشكل عليهم في أمور حياتهم.
 
وقد كان التعليم في منطقة الباحة قبل 1353هـ/1934م، يقوم على الجهود الفردية والأسرية، فالراغبون في العلم والمعرفة من أبناء المنطقة كانوا يذهبون إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة مشيًا على الأقدام، أو على ظهور الدواب، في حين كان يسافر بعضهم إلى اليمن، حيث اشتهرت المراكز العلمية، مثل: زبيد وبيت الفقيه التي يأتي إليها أناس كُثر من كل مناطق الجزيرة العربية يتعلمون فيها العلوم الشرعية وعلوم اللغة وبعض العلوم الأخرى، وقد أسهم هؤلاء بعد عودتهم بجهودهم وإمكاناتهم المتواضعة في وضع البذور الأولى لحركة التعليم في المنطقة.
 
كما أسهم موقع المنطقة الذي يعدّ ممرًا للحجاج القادمين من اليمن إلى الأمكنة المقدسة، في إقامة مدارس بالقرى التي كانوا يقيمون بها لفترة قصيرة لتعليم أبنائها قراءة القرآن الكريم والفقه والكتابة أحيانًا، وهي أشبه بما يمكن تسميتها بالمدارس (الموسمية) فبعض هؤلاء القراء الذين يأتون لأداء مناسك العمرة يأتون مبكرين قبل موسم الحج بأشهر، وقد يمكث بعضهم بعد أداء المناسك فترة ليست بالقصيرة، وكان سكان القرى يقدمون السكن والطعام للمعلم ولا يبخلون عليه بالمال إذا تيسر أحيانًا، ويهيئون مكانًا لتعليم التلاميذ، وعند عودتهم إلى ديارهم يزودونهم بما يحتاجون إليه من مؤونة السفر والمال حسب القدرة.
 
كما أسهمت مدارس الشيخ عبدالله القرعاوي - رحمه الله - في المنطقة الجنوبية في نشر الحركة التعليمية والتوعية الدينية في مرحلة لاحقة، ومنها منطقة الباحة، وفي تعليم الأطفال والشباب القراءة والكتابة وأمور الدين وبعض مبادئ الحساب، وكان يتولى أمر هذه المدارس أئمة المساجد ورجال الدين، في حين كانت المدرسة تدفع أجور القائمين على التعليم، كما تقدم الحوافز المالية لتشجيع الطلاب للالتحاق بها.
 
شارك المقالة:
99 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook