تطور الطرق والمواصلات في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
 تطور الطرق والمواصلات في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية

 تطور الطرق والمواصلات في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية.

 
تتميز منطقة الباحة بتضاريس متنوعة، فمن جبال وعرة يزيد ارتفاعها على 2200م إلى سهول يقل ارتفاعها عن 100م إلى حواف جبلية شديدة الانحدار، لذا تمثل المنطقة الهضبية ومنطقة الجبال 90% من مساحة منطقة الباحة، في حين تشغل منطقة الوديان والمنطقة الساحلية 10% من مساحة المنطقة، ولا شك أن تنوع مظاهر السطح أدى إلى صعوبة إنشاء الطرق الداخلية  التي تربط بين مدن المنطقة وقراها وظلت مدة طويلة منعزلة لا تعتمد إلا على مسالك جبلية يتنقل السكان بينها سيرًا على الأقدام أو على ظهور الدواب  .  وكان المسافرون إلى الطائف - أقرب المدن إلى منطقة الباحة - يسيرون على أقدامهم وبعضهم يستأجر دواب من مكان إلى آخر حتى عام 1367هـ/1948م عندما قام أحد أبناء المنطقة بفتح طريق ترابي للسيارات من الطائف إلى وادي بيدة الذي يبعد عن الباحة، بواحد وثلاثين كيلومترًا، إلا أن صعوبة هذا الطريق وخطورته، وبعد المسافة بينه وبين القرى أدى إلى التفكير في فتح طريق أسهل، وكان ذلك عن طريق الطائف - العقيق - الظفير الذي افتتح خلال عام كامل بعد أن قررت لجنة جاءت إلى المنطقة لمعرفة إمكانية فتح طريق بين المنطقة ومدينة الطائف، وقد رأت اللجنة استحالة فتح طريق للسيارات إلى منطقة الباحة لصعوبة تضاريسها ووعورتها، وقد وصلت أول سيارة لقرية الظفير ببلدة الباحة عام 1371هـ/1952م، وتواصلت جهود الأهالي في فتح الطرق من بيدة إلى الظفير عن طريق جبل العرق وشمرخ، وعلى الرغم من الجهود الأهلية ظلت الصعوبات والأخطار قائمة لقسوة التضاريس التي لا يمكن التغلب عليها إلا بقوة جبارة تمثلت فيما بعد في شق طريق الطائف - بيدة - الظفير - بلجرشي وتمهيده بوساطة الآليات الثقيلة.
 
وعلى الرغم من أن السفر بالسيارة إلى مدن المنطقة الغربية من المملكة أصبح أقل معاناة من السابق، إلا أن المخاطر والصعوبات لا تزال تكتنفه بين الحين والآخر، ولا سيما عند هطل الأمطار وجريان السيول، أما بالنسبة إلى القرى فلم يكن الاتصال بالسيارات ممكنًا، حيث ظل الاتصال والتنقل بينها يتم عن طريق الدواب.
 
وبتحسن الأوضاع المالية للدولة من عائدات البترول وإنشاء وزارة المواصلات عام 1372هـ/1953م، سعت الدولة إلى ربط المدن والقرى بشبكة من الطرق المعبدة لكي يتحقق التواصل الاجتماعي والتكامل الاقتصادي بين أجزاء المملكة، ولكي يتحقق ذلك أنشئت فروع لوزارة المواصلات سابقًا والنقل حاليًا في كل منطقة من مناطق المملكة لتتولى عملية التخطيط والإشراف والصيانة على مشروعات خدمات الطرق في كل منطقة.
 
وفي منطقة الباحة بدأت خدمات الطرق عندما أنشأت وزارة النقل (وزارة المواصلات سابقًا) إدارة الطرق والنقل حاليًا عام 1383هـ/1963م وتتبعها ثلاث فرق، هي: فرقة غامد، أسست عام 1383هـ/1963م، وفرقة زهران، أسست عام 1383هـ/1963م، وفرقة تهامة، أسست عام 1393هـ/1972م.
 
تتولى هذه الفرق شق الطرق وصيانتها، والمحافظة على سلامتها من أضرار الأمطار والسيول، وأيضًا فتح الطرق الزراعية وصيانتها، وتتولى الإدارة عملية الإشراف على الصيانة العادية والوقائية لشبكة الطرق في منطقة الباحة التي من أهمها: طريق الطائف - الباحة - أبها - جيزان، ويبلغ طوله 775كم، والواقع منه داخل حدود المنطقة 140كم؛ وطريق الباحة - العقيق، وطريق عقبة الباحة، وطريق الباحة - بلاد زهران، وهو جزء من طريق الطائف - بني سعد - الباحة، والجزء الواقع منه ضمن منطقة الباحة يبلغ طوله 61كم، وطريق المخواة - قلوة - نابر، وطريق المظيلف - المخواة - المجاردة، ويبلغ طول الجزء الواقع في منطقة الباحة 70كم، وطريق جرب، وهو طريق زراعي يبلغ طوله 46كم  
 
شارك المقالة:
197 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook