تطور بناء الطرق وصيانتها في المنطقة الجنوبية تطورًا كبيرًا في الفترة الماضية؛ ما سهل عمليات الانتقال بين أرجاء المنطقة المختلفة، وقد أتى هذا التطور بعد جهود كبيرة قام بها المسؤولون على الرغم من وعورة المنطقة الجبلية وصعوبة الانتقال بين المرتفعات الشاهقة والوديان العميقة  . فمدينة أبها على سبيل المثال هي ملتقى عدد من الطرق الرئيسة التي تربطها مع مدن الجنوب وساحل تهامة والباحة والطائف وغيرها. وتشرف على الطرق وصيانتها بالمنطقة إدارة الطرق والنقل في منطقة عسير التي تأسست عام 1383هـ/ 1963م  ،  وتختص هذه الإدارة أيضًا، بالتعاون مع فرع الإدارة العامة للطرق والنقل في بيشة، بمتابعة كل ما يتعلق بالطرق التي بلغ مجموع أطوالها 4.417كم من الطرق المسفلتة الآن بعد أن كانت لا تتجاوز 275كم عند إنشاء الإدارة و 16.674كم من الطرق الترابية والزراعية بعد أن كانت 904كم عند إنشاء الإدارة  

 

وتعد منطقة عسير من أصعب المناطق من حيث تكوينها الجيولوجي والجغرافي، إذ إنها تضم تجمعات سكنية في السراة التي ترتفع 3 آلاف متر عن سطح البحر، بالإضافة إلى تجمعات سكنية أخرى في سفوح الجبال وعلى ساحل البحر الأحمر، وكان الانتقال بين كل هذه الأجزاء صعبًا للغاية ومحفوفًا بالمخاطر، ولكن أمكن إيجاد طرق تمر من أعالي الجبال تصل إلى السهول عن طريق ما يسمى بالعقبات  

 

ولا يضاهي هذه العقبات سوى عقبتي الباحة والهدا بالطائف، ويكلف الكيلو متر الواحد من العقبات أكثر من 40 مليون ريال، على أقل تقدير، وتتجاوز تكاليف العقبات وحدها مليار ريال. وهي على أعلى المستويات الفنية، ويندر أن توجد طرق جبلية بهذه المواصفات الهندسية الرائعة. وبفضل هذه العقبات أصبح أهالي منطقة عسير ينتقلون من الجبال إلى البحر خلال ساعة واحدة ومن منخفضات تهامة إلى قمم السراة خلال دقائق قليلة. وهي نعمة من دون شك كلفت كثيرًا، ولكنها أراحت كثيرين أيضًا وفتحت آفاقًا واسعة تأثرت بها التوجهات التنموية والحياة الاجتماعية وانعكست على نواحي الحياة العامة جميعها  

ومن أهم الطرق الموجودة في المنطقة:  

 

- طريق الطائف - أبها - جازان: 

 

يعد من أضخم مشروعات الطرق التي نفذت في المملكة عمومًا، ويربط هذا الطريق ثلاثًا من أكثر مناطقها كثافة سكانية، وهي: منطقة مكة المكرمة، ومنطقة جازان، ومنطقة عسير. ويبلغ طول هذا الطريق نحو 775كم، وقد أسهم إسهامًا كبيرًا في وضع حلول حاسمة لكل مشكلات الانتقال والتبادل التجاري بين هذه المناطق، واستفادت منه نحو 419 مدينة وقرية وهجرة، يسكنها نحو نصف مليون نسمة. كما سهل الطريق المذكور اجتذاب أعداد هائلة من المصطافين الذين يقضون فترات العطلات في ربوع عسير. وقد بدأت وزارة المواصلات بتنفيذ هذا المشروع العملاق عام 1383هـ/1963م عبر سلسلة جبال السروات ويمتد من مدينة الطائف إلى مدينة أبها ثم ينحدر باتجاه تهامة إلى جازان. وقد كلَّف المشروع نحو مليار وستمئة مليون ريال، وقد أطلق عليه طريق الخير والنماء نظرًا إلى أهميته.

 

- طريق أبها - نجران:

 

يبلغ طوله 279كم، ويمر هذا الطريق عبر خميس مشيط - السراة - ظهران الجنوب، ويتفرع ليربط نجران بالرياض عن طريق السليل ونجران وشرورة. ويخدم هذا الطريق منطقتي عسير ونجران، بالإضافة إلى المدن المجاورة وقراها. وقد بلغت تكاليف إنشائه306 ملايين ريال.

 

- طريق أبها - الرياض:

 

يبلغ طوله 1.200كم ويمر عن طريق تثليث - وادي الدواسر - الرياض، ويبلغ طول الطريق الداخل في حدود إدارة الطرق بعسير 450كم، وقد كلَّف هذا الطريق 808.106.659 ريالاً.

 

- طريق أبها - الطائف:

 

يبلغ طوله 543كم ويمتد على سلسلة جبال السروات مارًّا بالاثنين وبللسمر، وتنومة، والنماص، وسبت العلايا والباحة ثم الطائف.

 

- الطريق الساحلي: أبها - مكة - جدة: 

 

يمر هذا الطريق بعقبة شعار ثم محايل - بارق - المخواة - الليث. ويبلغ طوله 700كم.

 

- الطريق الساحلي أبها - جدة:

 

يمر هذا الطريق بعقبة ضلع مارًّا بالدرب - القحمة - البرك - القنفذة، ويبلغ طوله 703كم، فيما يبلغ طول الطريق في نطاق خدمات الطرق بإدارة عسير نحو 150كم وكلَّف تنفيذه 333 مليون ريال.

 

- طريق أبها - جازان:

 

يبلغ طوله 188كم ويعد الامتداد الجنوبي لطريق الطائف - أبها ويمر بالدرب - بيش - صبيا ثم جازان.

 

- طريق عقبة شعار: 

 

يبلغ طوله 63كم ويضم 11 نفقًا ويحتوي على 351 عبَّارة و 32 جسرًا يبلغ طولها 3.211 مترًا ومتوسط ارتفاع أعمدته 65 مترًا، وتصل العقبة مدينة محايل بأبها وخميس مشيط. وتربط طريق الطائف - أبها - جازان، بطريق مكة المكرمة - الدرب - جازان الذي يصل شمال المملكة ووسطها بجنوبها الغربي. وينحدر طريق عقبة شعار من محايل ليصل إلى المجاردة بطول 75كم. وقد كلَّف امتداد الطريق إلى المجاردة 529.563.940 ريالاً. ومن فوائد عقبة شعار تخفيف ضغط حركة مرور السيارات والناقلات والشاحنات عن الطريق 54 من الطائف إلى أبها ونجران ما يؤدي إلى إطالة عمر الطريق الافتراضي، إذ أصبح من السهولة استخدام الطريق الساحلي عبر شعار إلى أبها ونجران لتختصر المسافة بمقدار 150كم  

 

- عقبة الجوة:

 

وهي طريق جبلي يبلغ طوله 58كم ويربط منطقة عسير بمنطقة جازان مباشرة بوساطة طريق أبها - جازان. كما تشكل وصلة من طريق جازان - الرياض المباشر ما يختصر جانبًا كبيرًا من الطريق القديم. ويبدأ الطريق الرئيس من سراة عبيدة متجهًا إلى الفرشة عن طريق 3 وصلات فرعية: الأولى من الطريق الرئيس وتصل إلى آل خلف بطول 9كم، والثانية إلى العبيدية بطول 6.2 كم، والثالثة إلى عرفة بطول 22كم. ومشروع عقبة الجوة لم يسهل فقط حركة السيارات التي تنقل البضائع، بل أسهم في نهضة القرى حولها اجتماعيًا واقتصاديًا بصورة واضحة

 

- طريق محايل عسير - رجال ألمع - درب بني شعبة:

 

يبلغ طول هذا الطريق نحو 152كم، وقد ساعد في تحقيق التقدم الحضاري والتجاري لأجزاء واسعة من محايل ورجال ألمع.

 

كما أنشأت إدارة المواصلات في عسير عقبة الجعدة التي تربط بين سراة بللحمر وبللسمر وتهامتها في محافظة محايل عسير بطول 9كم فقط، وتمثل هذه العقبة أهمية بالغة لسكان تهامة والسراة ومواطنيهم في منطقة عسير حيث تربط بين أكثر من 200 ألف نسمة من سكان المنطقة  

 

وفي عام 1425هـ/2004م اعتمدت وزارة النقل عددًا من ميزانيات المشروعات الخاصة على طريق الساحل الغربي في تهامة عسير، ومن ذلك اعتمادها مبلغ 278 مليون ريال لازدواج الطرق الداخلية في منطقة عسير ومنها طريق القمحة - الحريضة الذي استغرق تنفيذه 3 سنوات فيما اعتمد مبلغ 179 مليون ريال لازدواجية طريق محايل عسير - سعيدة - الصوالحة بطول 85كم بالإضافة إلى متابعة مشروع جندلة الحريضة  

 

وفي شهر جمادى الآخرة من عام 1425هـ/2004م قامت وزارة النقل بترسية تنفيذ طريق رغوة - صفية - الشقيق في منطقة عسير بطول 30كم وبتكلفة تقارب 20 مليون ريال  . 

 

ويبين (جدول 17) أطوال الطرق القائمة والطرق التي قيد التنفيذ والمقترح تنفيذها في منطقة عسير في نهاية عام 1425هـ 2004م.

 

وعلى الرغم من أهمية العقبات في منطقة عسير، إلا أن تعرضها للانسداد والإغلاق بسبب تقلبات الظروف المناخية وهطلان الأمطار يسبب بعض المشكلات والإزعاج للمواطنين والمسؤولين في المنطقة