شهدت الموسيقى العربية تطوراً عظيماً في مراحل التاريخ المختلفة وشهدت نقلات نوعية عديدة ومهمّة أدت إلى ما هي عليه الآن، وظهر تأثُّرها بالعديد من حضارات وثقافات الشعوب المختلفة كاليونانية والتركية والمصرية القديمة وغيرها الكثير، كما اشتملت على العديد من الأنماط والأنواع الموسيقية ما بين كلاسيكية وشعبية ودينية، وسنذكر في هذا المقال أهم المراحل التاريخية التي مرّت على الموسيقى العربية.
جميع المعلومات عن هذه الحقبة الزمنية هي معلومات بسيطة وبدائية، فقد اشتملت الموسيقى في هذه الفترة على أغاني التجوال والرحلات، فقد كانت اهتمامات المجتمع مختلفة في ذاك الوقت ولم يكن الفن من ضمنها، وكان الشعر هو مادة الغناء الأساسية.
يُعدّ العصر العباسي هو العصر الذهبي في تاريخ الموسيقى العربية، فقد انتشرت وشاع استعمالها وتطورت تطوراً عظيماً، وأصبح الموسيقيين من المقربين لدى الخلفاء، وكتب في هذا العصر العديد من الكتب في علم الموسيقى والغناء ومن أشهرها كتاب الموسيقى الكبير للفرابي، وكتاب الأغاني للأصفهاني. وكان حُكم الخليفة الواثق بالله هو أبرز فترات هذا العصر، فقد أَولى الغناء والموسيقى جلّ اهتمامه، وكان موسيقياً بارعاً ومغنياً حسن الصوت.
شهدت هذه الفترة نهضة موسيقية عظيمة ما بين القرنين الثامن والخامس عشر،، وأصبحت الأندلس في هذه الحقبة مركزاً لتصنيع الآلات الموسيقية فانتشرت هذه السلع من فرنسا حتى شملت جميع دول أوروبا.
ظهر تأثر الموسيقى العربية بالموسيقى والثقافة الغربية وبدا ذلك واضحاً على روّاد المدرسية الموسيقية العربية الحديثة من أمثال محمد عبد الوهاب، سيد درويش، عمر خيرت وغيرهم، فقد انتشر الخلط ما بين الموسيقى العربية والغربية واستخدام الآلات الموسيقية والكلمات الغربية في بعض الأغاني، وما زالت في تطور مستمر إلى يومنا هذا