تطور تعليم البنات بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
تطور تعليم البنات بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

تطور تعليم البنات بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية.

 
أقدم سكان المنطقة على تعليم بناتهم على أيدي سيدات متخصصات في بيوتهن على نمط كتاتيب الصبيان، وكان يطلق على من تقوم بذلك لقب (المطوعة)، وهي تحظى باحترام السكان وتقديرهم، واشتهرت مطوِّعات كثيرات في تاريخ المنطقة  
 
وقد زاد اهتمام السكان بتعليم بناتهم في فترة ما بعد اكتشاف النفط؛ نتيجة اختلاطهم بالوافدين، وما بدا من بوادر عدم إقبال الشباب على الزواج من الأميات  
 
كان للمرأة بالمنطقة الشرقية - وما زالت - مشاركات ثقافية واضحة، حيث اشتهرت كثيرات من نسائها بإجادة نظم الشعر.
 
وقد بدأ تعليم البنات حديثًا في إطار ضيق وإمكانات محدودة وبجهود فردية، وقد تم ذلك عن طريق الكتاتيب في منازل السيدات اللاتي كن يعلمن الدارسات قراءة القرآن الكريم وبعض أمور الدين، وقليل من الدارسات تعلمن القراءة والكتابة، وقد كان بعض الآباء يتولى تعليم بناته بنفسه.
 
وافتتحت أول مدرسة في الدمام عام 1378هـ /1958م، وفي الخبر عام 1380هـ /1960م، وكان يوجد في القطيف ثلاث مدارس في أواخر السبعينيات الهجرية، ضمت كلها إلى أملاك الرئاسة العامة لتعليم البنات عام 1380هـ / 1960م  . 
 
وقد باشرت الرئاسة عملها بفتح ثلاث مدارس للبنات في كل من: الدمام والهفوف والخبر. وفي سنة 1387هـ /1967م افتتحت أول مدرسة للبنات بحفر الباطن  ،  (جدول 4).
 
ثم أنشئ في المنطقة بعض المدارس الأهلية ومنها: مدرسة القطيف الأهلية، ومدرسة البنات النموذجية التي تأسست بالدمام عام 1378هـ /1958م، وتعدُّ هذه المدارس البداية النظامية لتعليم الفتاة بالمنطقة الشرقية. وقد استمرت تؤدي رسالتها التعليمية حتى قيام الرئاسة العامة لتعليم البنات عام 1380هـ /1960م التي باشرت عملها بفتح ثلاث مدارس للبنات في كل من: الدمام والهفوف والخبر، وفي عام 1378هـ /1958م افتتحت أول مدرسة ابتدائية للبنات بحفر الباطن كما ذكرنا سابقًا.
 
والمنطقة الشرقية من المناطق التي حظيت باهتمام الدولة في المجالات كافة وعلى رأسها (التعليم)، شأنها في ذلك شأن المناطق الأخرى في البلاد، فقد حرص ولاة الأمر على التأسيس، وإرساء القواعد، ومن ثمّ سعوا إلى التطوير ومتابعة التعليم بالمراحل كافة من رياض الأطفال إلى التعليم العالي  
 
ومما لا شك فيه أن ثمة طفرة كبيرة قد حدثت في تعليم الفتاة بالمنطقة الشرقية، ويدل على ذلك تزايد أعداد الطالبات بالمدارس في مختلف المراحل الدراسية بالتعليم العام، كما أقيمت المعاهد لإعداد المعلمات ومراكز التدريب، والتدريب المهني، ومحو الأمية. وازدادت الطموحات والحاجات التي لم يغفلها المسؤولون، وقد نتج عن ذلك زيادة في اعتماد فتح أبواب المجالات التعليمية أمام الفتاة السعودية بالمنطقة الشرقية، فأوجدت كليات البنات والبرامج التدريبية والتأهيلية.
 
1 - المرحلة الابتدائية:  
 
بدأ التعليم النظامي في 3 مدارس عام 1380 - 1381هـ /1960 - 1961م في كل من: الدمام والخبر والهفوف، وقد ضمت هذه المدن أكثر من 1000 طالبة منهن 782 طالبة في كل من الدمام والخبر.
 
وفي عام 1425 - 1426هـ /2004 - 2005م أصبح عدد الطالبات في المنطقة الشرقية بشكل عام 162063 طالبة، وعدد المدارس 569 مدرسة، وعدد الفصول 6396 فصلاً، وعدد المعلمات 13208 معلمة  . 
 
2 - معاهد المعلمات:
 
أنشئ أول معهد لإعداد المعلمات بالمنطقة الشرقية عام 1382 - 1383هـ /1962 - 1963م، وذلك قبل افتتاح المدارس المتوسطة، وكان الغرض من إنشائه هو الحاجة الملحة إلى إعداد المعلمة السعودية المؤهلة لأداء رسالتها وتعليم بنات وطنها بنفسها، ولعل في ذلك إيجاد البذرة الأولى للسعودة بوجه عام.
 
وقد بلغ عدد الطالبات آنذاك 10 طالبات فقط، تخرجن عام 1384 - 1385هـ /1964 - 1965م، كما تخرجت 3 طالبات من الخبر عن طريق المنازل. وتلتحق الطالبات بالمعهد بعد إتمامهن الدراسة بالمرحلة الابتدائية التي تبلغ مدتها 3 سنوات، وزيدت لتصبح 5 سنوات، ثم عدل النظام إلى 3 سنوات بعد مرحلة الكفاءة المتوسطة، وفي عام 1402 - 1403هـ /1982 - 1983م توقفت المعاهد بالمدن الكبيرة، حيث افتتحت كليات البنات عام 1399 - 1400هـ /1979 - 1980م، وبقي معهدان انتهت الدراسة فيهما بنهاية عام 1421 - 1422هـ /2000 - 2001م.
 
3 - المرحلة المتوسطة:
 
تم افتتاح أول مدرستين للمرحلة المتوسطة بالمنطقة الشرقية عام 1385هـ /1965م في كل من الدمام والقطيف، وكان عدد الطالبات 55 طالبة. وقد بلغ عددهن في عام 1425 - 1426هـ /2004 - 2005م في المنطقة الشرقية بشكل عام 75994 طالبة، فيما بلغ عدد المدارس 294 مدرسة، وعدد الفصول 2491 فصلاً، وبلغ عدد المعلمات 7343 معلمة  . 
 
4 - المرحلة الثانوية:
 
تم افتتاح عدد من المدارس الثانوية التي تكشف عن ميل الطالبة واتجاهاتها العلمية والأدبية، وقد افتتحت 3 مدارس لهذه المرحلة التعليمية بدايةً في كل من: الدمام، والخبر، والقطيف، والتحقت بها 223 طالبة عام 1391 - 1392هـ /1971 - 1972م، وأصبح عدد الطالبات في عام 1425 - 1426هـ /2004 - 2005م في المنطقة الشرقية بشكل عام 69007 طالبات، وعدد المدارس 203 مدارس، وعدد الفصول 2069 فصلاً، وعدد المعلمات 6179 معلمة  
 
5 - مراكز تدريب التفصيل والخياطة:
 
أنشئ أول مركز للتدريب على التفصيل والخياطة في القطيف عام 1396 - 1397هـ /1976 - 1977م، وقد ضمَّ ذلك المركز 22 متدربة، فيما بلغ عدد المراكز مع نهاية الخطة السادسة 3 مراكز في كل من: القطيف والدمام والخبر، وبلغ عدد المتدربات فيها 167 متدربة.
 
وقد عُدّل اسم هذه المراكز حاليًا إلى (معاهد التعليم والتدريب المهني)، ومسايرةً للتطورات المجتمعية الحديثة، فقد قامت الحكومة بالتوسع في القاعدة التعليمية المهنية لتتعلم الفتاة تعليمًا مهنيًا يؤهلها لمزاولة مهنة تعود عليها وعلى مجتمعها بالنفع والفائدة؛ حيث افتتح أول معهد ثانوي مهني بالدمام عام 1415 - 1416هـ /1994 - 1995م بعدد 150 متدربة، وذلك في مجالات الاقتصاد المنـزلي وفروعه، تلاه معهد القطيف الذي افتتح عام 1416 - 1417هـ /1995 - 1996م ليصبح مجموع المتدربات 2999 متدربة بنهاية الخطة الخمسية السادسة  
شمل التعليم النساء اللاتي فاتهن قطار التعليم، فوفرت لهن الفرصة للالتحاق بمراكز محو الأمية؛ ليحقق لهن القدرة على القراءة والكتابة بصورة تساعدهن على مواكبة التطوّر. وقد أنشئت أول مدرسة لمحو الأمية بالمنطقة الشرقية عام 1392 - 1393هـ /1972 - 1973م بالدمام، وبلغ عدد الدارسات فيها 200 دارسة، كما بلغ عدد مراكز محو الأمية مع نهاية الخطة الخمسية السادسة 108 مراكز، موزعة على مختلف أنحاء المنطقة الشرقية، فيما بلغ عدد الدارسات 4570 دارسة.
 
6 - مراكز التدريب:
 
افتتح مركز تدريب معلمات رياض الأطفال في العام 1414 - 1415هـ /1993 - 1994م، بهدف تدريبهن على المنهج المعتمد لهذه المرحلة، ولرفع مستوى الأداء الوظيفي لديهن، ما يحقق الأهداف المرجوة. كما تم افتتاح مركز للتدريب التربوي في الفصل الدراسي الثاني من عام 1417هـ /1996م، وتم تفريغ عدد من المشرفات التربويات للعمل به بهدف تدريب الموظفات وهن على رأس العمل.
 
7 - البرامج التأهيلية:
 
ومنها الآتي:
 
 برنامج تأهيل خريجات ثانوية تحفيظ القرآن الكريم، وقد بدأ العمل بهذا البرنامج عام 1415هـ /1994م، وهو برنامج يعقد سنويًا  
 
 برنامج تأهيلي لخريجات الثانوية العامة للعمل بوظيفة (أمينة مختبر) بمدارس البنات، وقد أُقِرَّ هذا البرنامج تلبية لحاجة مدارس تعليم البنات إلى هذه الوظيفة وشغلها بالسعوديات المؤهلات، وقد أقيم هذا البرنامج عام 1412 - 1413هـ /1991 - 1992م ومدة الدراسة فيه عام دراسي كامل.
 
8 - تطور التعليم العالي للبنات: 
 
ونظرًا لتحقيق الاكتفاء من المعلمات السعوديات، خريجات معاهد المعلمات، وبروز حاجة المنطقة الملحة لوجود مجال للدراسات الجامعية أو ما يعادلها، إضافة إلى ضرورة تأمين حاجة المرحلتين المتوسطة والثانوية بالمعلمات السعوديات، وللمضي قدمًا نحو تحقيق عملية (السعودة) فيها. إضافة إلى أهداف السياسة التعليمية العليا، فقد قامت الرئاسة العامة لتعليم البنات (سابقًا) بافتتاح كليات البنات بالدمام عام 1399 - 1400هـ /1979 - 1980م، وتشمل الأقسام العلمية والأدبية، والتي أصبحت فيما بعد كلية للعلوم وكلية للآداب.
 
كما افتتحت كلية للتربية بالجبيل عام 1419 - 1420هـ /1998 - 1999م تدرس فيها الطالبات التخصصات المختلفة مثل: اللغة الإنجليزية، والحاسب الآلي، والرياضيات، والفيزياء. وقد بلغ عدد خريجات الدفعة الأولى لكليات البنات بالدمام 108 طالبات في العلوم، و 301 في الآداب، وذلك عام 1402 - 1403هـ /1982 - 1903م. وبلغ عدد الخريجات مع نهاية الخطة الخمسية السادسة 475 طالبة في كلية العلوم، و 910 طالبات في كلية الآداب. وقد أسهمت خريجات كليات البنات بالمنطقة الشرقية في عملية سعودة وظائف المعلمات تدريجيًا حسب التخصصات المختلفة حتى تم شغلها كافة بمعلمات سعوديات.
 
شارك المقالة:
98 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook