كان النبي عليه الصلاة والسلام قدوة للناس، وأسوة حسنة في تعامله وأخلاقه، ووصفه الله عز وجل في كتابه بأنه صاحب الخلق العظيم، والسراج المنير الذي جاء بالوحي والرسالة ليخرج الناس من ظلمات الشرك والضلال إلى نور الهداية والتوحيد، والمتأمل في سيرة النبي محمد عليه الصلاة والسلام يدرك كثيراً من الدروس والعبر في نهج حياته وسيرته العطرة، ومن بين تلك الدروس التي يستفيد منها المسلم ويهتدي بهديها كيفية تعامله مع أعدائه، فما هي أبرز خصائص تعامل النبي مع الكفار؟
وضع النبي عليه الصلاة والسلام نصب عينيه هدف هداية الخلق أجمعين، فحرص على التعرض لزعماء الكفار في الأسواق والمجالس حتى يدعوهم إلى دين الإسلام، ولم تلن عزيمته أو تضعف قوته، وبلغ اهتمام النبي عليه الصلاة والسلام بدعوة الكفار إلى دين الله مبلغاً كبيراً جعله يُعرض من غير قصد عن ابن أم مكتوم الأعمى يوم أتاه بسبب انشغاله بدعوة زعماء الكفار.
كان النبي الكريم شديداً على من ينابذ الدين بالعداء، فيحث المسلمين على الثبات والصبر في مواجهة الكفار، كما رفض الاستعانة بالمشركين والكفار بقوله لأحدهم: (اذهب فلن نستعين بمشرك ).
أسر المسلمون في بدر سبعين رجلاً من المشركين، فأمر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بالإحسان إليهم وحسن التعامل معهم.