تعاهدنا على الحب

الكاتب: ولاء الحمود -
تعاهدنا على الحب

تعاهدنا على الحب 

 

تعاهدنا على أن نكون معا في السراء والضراء ، كان حبنا أعظم من أن تهدمه الأسوار العالية

 

أمطار تتساقط من السماء بغزارة ، ورياح عاصفة تعصف بكل شيء أمامها ، ومازال القلب دافىء يناجي من يحب ، كانت الأمطار تتساقط من السماء فيتساقط معها أوراق الشجر ، وتتساقط الذكريات للبشر ، فكم عزيز فقدت وكم شخص رحل من حياتي ، ولكنني مازلت أذكرك ، فلم  أستطع أن أمحي ذلك العهد من عقلي وقلبي ، فلقد تعاهدنا على الحب يومها تحت الأمطار ، وكانت الشاهد على حبنا الذي سيستمر لسنوات وسنوات ولن يتوقف ، إلا عندما يتوقف النبض في القلوب .

وقفت منال تنظر للأمطار الغزيرة وهي تتذكر وجهه ، فلم تستطع أن تنسى بعد ، رغم مرور أكثر من خمس سنوات على الفراق ، ولكن لم تستطع نسيان أول حب في حياتها ، فلقد أحبته بصدق ولم ولن تحب سواه ، فكيف تنسى عهدها له أسفل الأمطار وحبهما الكبير ، لا تستطيع أن تفعل فلقد تعاهدا على الحب يومها ، عادت بذكرياتها لتتذكر محمد أول من دق له قلبها ، لا تعرف كيف ولماذا ولكن الحب يخترق القلوب مرة واحدة ، ولا نعرف السبب ولماذا حدث ،  كانت وقتها تركض كطفلة صغيرة أسفل المطر وهي تناول الأيس كريم بأستمتاع كبير وسعادة  ، وكان الشارع خالي تماما من المارة ولا يوجد فيه أحد ، وفي الاتجاه المقابل كان هو أيضا يركض باستمتاع اسفل المطر ويتناول الأيس كريم ، فاصتطدما معا بعنف فسقط الأيس كريم من يد كلامنهما ، فأخذا يضحكان بسعادة دون أن يتكلم أي منهما بحرف واحد ، كانت ثيابهم مبللة غارقة بالمياة ، اعتذر منها ، وأصر أن يعزمها على أيس كريم أخر ، ووافقت هي لا تدري لماذا ولكن أن تجد من يشبهك ونصفك الأخر الذي يفعل ما تفعل حتى إن كان جنان ، شيء لن يتكرر في الحقيقية .

هب خلفها وعرف مكان منزلها ، ولكنه صدم عندما عرف بأنها متزوجة ولديها طفل صغير ، وقتها رحل للأبد ولم يعد ليركض معها أسفل المطر ، وظلت هي تتذكره كلما تساقطت الأمطار من الشتاء

 
 

 

 
 
شارك المقالة:
102 مشاهدة
المراجع +

الكاتبة منى حارس

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook