أمطار تتساقط من السماء بغزارة ، ورياح عاصفة تعصف بكل شيء أمامها ، ومازال القلب دافىء يناجي من يحب ، كانت الأمطار تتساقط من السماء فيتساقط معها أوراق الشجر ، وتتساقط الذكريات للبشر ، فكم عزيز فقدت وكم شخص رحل من حياتي ، ولكنني مازلت أذكرك ، فلم أستطع أن أمحي ذلك العهد من عقلي وقلبي ، فلقد تعاهدنا على الحب يومها تحت الأمطار ، وكانت الشاهد على حبنا الذي سيستمر لسنوات وسنوات ولن يتوقف ، إلا عندما يتوقف النبض في القلوب .
وقفت منال تنظر للأمطار الغزيرة وهي تتذكر وجهه ، فلم تستطع أن تنسى بعد ، رغم مرور أكثر من خمس سنوات على الفراق ، ولكن لم تستطع نسيان أول حب في حياتها ، فلقد أحبته بصدق ولم ولن تحب سواه ، فكيف تنسى عهدها له أسفل الأمطار وحبهما الكبير ، لا تستطيع أن تفعل فلقد تعاهدا على الحب يومها ، عادت بذكرياتها لتتذكر محمد أول من دق له قلبها ، لا تعرف كيف ولماذا ولكن الحب يخترق القلوب مرة واحدة ، ولا نعرف السبب ولماذا حدث ، كانت وقتها تركض كطفلة صغيرة أسفل المطر وهي تناول الأيس كريم بأستمتاع كبير وسعادة ، وكان الشارع خالي تماما من المارة ولا يوجد فيه أحد ، وفي الاتجاه المقابل كان هو أيضا يركض باستمتاع اسفل المطر ويتناول الأيس كريم ، فاصتطدما معا بعنف فسقط الأيس كريم من يد كلامنهما ، فأخذا يضحكان بسعادة دون أن يتكلم أي منهما بحرف واحد ، كانت ثيابهم مبللة غارقة بالمياة ، اعتذر منها ، وأصر أن يعزمها على أيس كريم أخر ، ووافقت هي لا تدري لماذا ولكن أن تجد من يشبهك ونصفك الأخر الذي يفعل ما تفعل حتى إن كان جنان ، شيء لن يتكرر في الحقيقية .
هب خلفها وعرف مكان منزلها ، ولكنه صدم عندما عرف بأنها متزوجة ولديها طفل صغير ، وقتها رحل للأبد ولم يعد ليركض معها أسفل المطر ، وظلت هي تتذكره كلما تساقطت الأمطار من الشتاء
الكاتبة منى حارس