تَقع جزر القمر (بالإنجليزية: Comoros) في قارة أفريقيا، وتحديداً في الجزء الشمالي لقناة الموزمبيق الواقعة في المحيط الهندي، وذلك بين مدغشقر والبرّ الرئيسي لجنوب شرق أفريقيا، وتبعد عن الساحل الشرقي لأفريقيا حوالي 290 كيلومتراً، وتُعدّ كلّ من الموزمبيق، وتنزانيا، ومدغشقر، وسيشل أقرب الدول لجُزر القمر جغرافيًا، أمّا فلكياً فإنّ هذه الدولة تقع عند تقاطع دائرة عرض °12.0236 درجة جنوباً مع خط طول °43.8069 درجة شرقاً،وتضمّ جزر القمر مجموعة من الجُزر البركانية، وهي: جزيرة القمر الكبرى (Grande Comore)، وموهيلي (Mohéli)، وأنجوان (Anjouan)، ومايوت (Mayotte)، ويُشار إلى أنّ جزيرة مايوت لا تزال تابعة لحكم فرنسا، كما تَشمل دولة جزر القمر أيضًا العديد من الجزر غير المأهولة، والشعاب المرجانية.
ساهم موقع جزر القمر الاستراتيجي في تعزيز التجارة بين كُلٍّ من الشرق الأوسط، وأوروبا، وأفريقيا، إذ يُعدّ منتصف جزر القمر طريق شحن يُستخدم لنقل نحو ثلثيّ صادرات النفط من الشرق الأوسط إلى دول العالم الغربي، فحسب التقديرات إنّ حوالي عشر ناقلات عملاقة تنقل قرابة مليون طن من الوقود يومياً عبر هذا الطريق، وإضافةً إلى ما سبق فإنّ موقع جزر القمر الجغرافي في المحيط الهندي وكونها أحد الطرق الرئيسية لحركة الملاحة البحرية ووجودها على طريق التجارة في شرق أفريقيا، قد لعب دوراً في إيجاد روابط قوية مع كُلٍّ من أفريقيا والعالم العربي، إلى جانب تنمية الحياة الاقتصادية والاجتماعية فيها، كما تحتوي جزر القمر والمياه المحيطة بها على مجموعة من النباتات والحيوانات النادرة نتيجة موقعها الاستراتيجي، ويبرز الدور الاجتماعي في موقع جزر القمر بتنوّع الثقافات والشعوب الموجودة فيها، من العرب، وشعوب المدغشقر، وشعوب شرق أفريقيا
تمتاز كلّ جزيرة تابعة لجزر القمر بخصائص طبوغرافية مختلفة، وذلك نظراً لأعمار الجزر المختلفة، وهي كما يأتي:
يُعدّ مناخ جزر القمر رطباً استوائياً، إذ يبلغ متوسّط درجات الحرارة على الساحل ما يُقارب 28 درجة مئوية في شهر مارس/آذار، و23 درجة مئوية في شهر آب/أغسطس، وتهبّ الرياح الموسمية في الجزر ابتداءً من شهر كانون الأول/ديسمبر، وتستمرّ حتى شهر نيسان/أبريل، أمّا متوسط هطول الأمطار في جزر القمر فيبلغ نحو 42سم في شهر كانون الثاني/يناير، في حين يَبلغ حوالي 8.5سم في شهر تشرين الأول/أكتوبر الذي يُمثّل أكثر الأشهر جفافاً في جزر القمر.
أدّى اختلاف التضاريس في جزر القمر إلى تفاوت معدّل هطول الأمطار ودرجة الحرارة بين كلّ جزيرة وأخرى خلال نفس الشهر، وكذلك اختلاف هذه المعدّلات من منطقةٍ لأخرى ضمن الجزيرة الواحدة، فلا شكّ بأنّ المناطق المرتفعة في الجزيرة تكون غالباً أكثر رطوبة وبرودة من المناطق الساحلية فيها، ممّا تسبّب في اختلاف الحيوانات والنباتات التي تظهر وتعيش فيها