تعرف على 4 استراتيجيات لإدارة أموالك بكفاءة

الكاتب: وسام ونوس -
تعرف على 4 استراتيجيات لإدارة أموالك بكفاءة

 

 

تعرف على 4 استراتيجيات لإدارة أموالك بكفاءة

 

رغم سنوات التعليم الإلزامي المالي المستهدف لطلاب المدارس الثانوية بالولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن إدارة الأموال لدى كثير من رواد الأعمال لازالت هدفًا بعيد المنال؛ وهو ما توضحه قتامة مؤشرات خزائن التقاعد الخاصة بالعاملين في الولايات المتحدة؛ حيث تشير أبحاث المجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى أنه بين نحو ٤٠٪ من المواطنين وبين الصعوبات المالية، فجوة تقدر بنحو ٤٠٠ دولار فقط.

 

وإذا كان محو الأمية المالية لا يمكنه ردع رواد الأعمال عن الإنفاق الزائد، أو اتخاذ خيارات مالية سديدة، فمن الذي يمكنه القيام بذلك؟، واقع الأمر، أن العقل البشري قد يحتاج إلى قليل من مساعدة القلب؛ لأن منْ يمكنهم بناء علاقات ناجحة- من خلال ذكائهم العاطفي- هم أنفسهم من يستطيعون إدارة أموالهم الشخصية بطريقة أفضل.

 

الأمن المالي الحرج

يعد انعدام الأمن المالي أحد الأسباب الرئيسة للتوتر والاكتئاب، كما أن له تداعيات خطيرة، وفق ما أظهرته نتائج دراسة أمريكية، بأن المواطنين الذين نجحوا في تجاوز مرحلة الكساد العظيم خلال الفترة من ٢٠٠٨ حتى ٢٠١٠، أصيبوا بارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري؛ ما أدى لاستنباط الباحثين، العلاقة الوطيدة بين التوتر والاكتئاب من جانب، وبين الأمن المالي الحرج من جانب آخر.

كذلك، هناك أشخاص يعيشون على الراتب الشهري والذي بالكاد يكفيهم، إلا أنهم يعرضون أنفسهم لسلوكيات مضادة لواقعهم، سواءً من خلال الزيادة أو الانخفاض الكبير في حجم الإنفاق؛ إذ لا يمكنهم التفكير بهدوء والتعامل الذكي عند توافر المال؛ إذ يبادر كثيرٌ منهم إلى إهدار تلك الأموال؛ ما يعرضهم لاحقًا لزعزعة أمنهم المالي، وطلب المساعدة من المحيطين بهم.

ورغم أن الإجابة التقليدية تكون عادًة حال إسداء النصيحة لهؤلاء: “بالطبع، بكل تأكيد”، لذا فإن الطريقة الوحيدة لإيجاد حل جذري وحقيقي للمخاوف المتعلقة بالأمن المالي؛ هي “الوعي الذاتي”؛ وهو ما يتطلب أكثر من الذكاء العاطفي؛ لأن أساس هذا الذكاء يتمثل في القدرة على تسمية المشاعر والاعتراف بها؛ من خلال الملاحظة الموضوعية، والتقييم الهادئ؛ وبالتالي على هؤلاء طرح هذا السؤال على أنفسهم:” كيف يكون للوعي الذاتي تأثير على الشئون المالية؟”.

تنحصر الإجابة على هذا السؤال في الافتراض بأن هناك موظفين يتقاضيان نفس الراتب، لكن بينهما تفاوت في معدل الذكاء العاطفي، والوعي الذاتي؛ فتكون النتيجة أن من يتسم بمعدلات ذكاء ووعي سيتقن السيطرة على مشاعره في اتخاذ عدد أقل من القرارات المتعلقة بالاستثمار والإنفاق؛ لرغبته في عدم السماح لأي دافع بالتأثير على خياراته المالية، بعكس الشخص الآخر تمامًا.

أخطاء مالية جسيمة

وعن هذا يقول “كيري دانيلسكي”؛ خبير تمويل المستهلك بشركة منت:” إن الانسياق وراء المشاعر غالبًا ما ينجم عنه أخطاء مالية جسيمة، فالمال والعاطفة يرتبطان ارتباطًا وثيقًا ببعضهما البعض؛ لذا من المهم إلقاء نظرة طويلة على ما يدفعنا للتوتر والقلق؛ وذلك بدراسة العلاقة العاطفية بينك وبين المال، وفهم الطريقة التي يؤثر بها المال على قيمك وأفعالك؛ ليمكنك بعد ذلك معالجة تلك المشكلة”.

4 استراتيجيات

كن بارعًا في إدارة أموالك كالمستثمرين، تعامل مع أموالك بذكائك العاطفي؛ وذلك من خلال الاستراتيجيات الأربع التالية:

١– الاعتراف بالأخطاء المالية

عادًة ما لا نعترف بقيامنا باختيارات مالية سيئة، فإخفائك لتلك الحقيقة لن يمنحك القوة، أو يمنعك من التعامل مع مشاكلك لاحقًا؛ لذا ذكّر نفسك بأنك لست الوحيد الذي يتعرض لمثل هذا الوضع السيء، وأن الفشل قد يكون فرصة للارتقاء إلى القمة مجددًا. تحدث إلى المقربين من أصدقائك، وأهل الثقة من عائلتك، فقد يتلاشى إحراجك عندما تشاركهم أخطاءك المالية، فكلما خطوت خطوة نحو الانفتاح على الغير، كان من السهل عليك أن تتقبل واقع الأمر، ثم تمضي قُدمًا.

٢– تجنب منحدر “الخوف من الضياع” 

وفقًا لبحث من كريديت كارما، قد يستسلم جيل الألفية لما يسمى بـ “FOMO” وهي اختصار لجملة “الخوف من الضياع”، حتى على حساب الأداء المالي الجيد، فهناك نحو أربعة من أصل عشرة آلاف شخص يواكبون أهواء أصدقائهم، لماذا؟، بالنسبة لـ ٢٧٪ منهم، كان السبب؛ هو انخفاض الدعوات الاجتماعية الموجهة إليهم والتي كانت سببًا غير مريح لهم على الإطلاق، بغض النظر عما إذا كانوا مدينين أم لا، وسواءً كانوا قد بالغوا ظاهريًا في الانشغال لإحساسهم بالقلق من تعرضهم للسخرية من المحيطين من عدمه، أو لأنهم لا يريدون تفويت فرصة المرح؛ وهذا يعني أنك لن تتمكن من الجمع بين تقليص ميزانيتك، والحفاظ على مستواك الاجتماعي في الوقت نفسه. في هذه الحالة، ضع بدائل منخفضة التكلفة، أو الحد من المناسبات التي تحضرها مع الأصدقاء. وكُن واثقًا في ذاتك، ولا تدع “ميزانيتك” تجعلك تنزلق نحو هذا المنحدر.

٣– إنشاء مساحة للتفكير واتخاذ القرار 

نتخيل عادةً أننا نتحكم في أفعالنا عبر ذكائنا، بالرغم من علمنا أننا غالبًا ما نتخذ خياراتنا بناءً على عواطفنا. فمن منظور إدارة الثروات، يمكن أن تكون الطبيعة البشرية عائقًا أمام إنشاء محفظة مالية، كما هو الحال أثناء التعامل في سوق الأسهم. لذلك، تقوم شركات إدارة الثروات السلوكية- مثل JOYN – بتقديم المشورة لعملائها؛ من خلال تحفيزهم وتعريضهم لما يخشونه أو يغريهم كالقيام بدورة كاملة باستثماراتهم. لذا، عندما تواجه قرارًا ماليًا صعبًا، لا تخطو خطوتك حتى تنشئ مساحة صغيرة للتفكير، تقرر بعدها ما يجب القيام به، وسل نفسك عما إذا كنت تحاول تبرير سلوكيات تجعلك تواجه مشكلة مالية أعمق؟، فإذا كنت تتقن الوعي الذاتي، فسوف تجيب عن هذا التساؤل بصدق.

٤– الاستعانة بمستشار مالي

عادةً ما نلجأ إلى المستشار المالي عندما تنذر الأرقام بخطورة الوضع المالي، فهو ينقذك من التوتر الناجم عن الوضع المالي السيء، ثم يساعدك في إدارة أموالك، وانتشالك من دائرة الدين، ومعالجة ما تتعرض له محفظتك المالية من اضطرابات.

قم بدراسة متأنية لكافة أنماط حياتك المالية، بالإجابة عن هذه التساؤلات:

  • هل عادات إنفاقك تتلاشى تدريجيًا من تلقاء نفسها؟
  • هل تواجه أي إعاقة في أن تصبح مستقلًا ماليًا؟
  • هل هناك خلافات مستمرة مع شريكك حول المال؟
  • هل تستاء من خروج أموالك من البنك؟

كل هذه الأسئلة، قد يطرحها عليك مستشارك المالي في سبيل إصلاح شؤونك المالية، والتي عادةً ما تكون لمشاكل يستطيع هو تداركها، ويجنبك إياها بطرق أفضل منك.

 

شارك المقالة:
93 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook