لا شك في أن قيادة فرق العمل المتنوعة والمختلفة أمر عسير، والأصعب منه هو أن تستخدم هؤلاء الأفراد في الوصول إلى أهداف الشركة، وأن تصنع بيئة العمل المناسبة لذلك، لكن من خلال الإلمام بـ مبادئ الإدارة الناجحة سيكون في إمكانك _كمدير_ أن تأخذ بيد فريقك وشركتك إلى النجاح.

ليس الأمر مستحيلًا، لكنه يتطلب سعيًا حثيثًا للتوصل إلى أفضل الاستراتيجيات والطرق الإدارية التي تساعدك في ذلك. ويرصد «رواد الأعمال» أهم مبادئ الإدارة الناجحة وذلك على النحو التالي:

الاتساق

لا يمكن أن تكون هناك إدارة ناجحة ما لم يكن هناك اتساق عام، وما لم يكن هناك مبدأ واحد تسير عليه كل المؤسسة، ويتبعه كل المدراء؛ فالمدير الفاعل/ الناجح هو ذاك الذي يعامل الجميع على قدم المساواة؛ فيمدح حينما يكون المدح مستحقًا، ويذم حين يكون الذم واجبًا.

واتساق المدراء في مواقفهم يعطي انطباعًا جيدًا للموظفين عن الشركة، أما إذا كان هناك تلون وتعامل مع المواقف المختلفة حسب الأهواء الشخصية فليس من المتوقع أن تحقق هذه المؤسسة نجاحًا يُذكر.

الاتصال الدقيق

سوء التواصل هو أسوأ ما يمكن أن يحدث في أي منظمة، وبالتالي يعمل المدراء الفعالون بجد لتفادي ذلك؛ من خلال ضمان نقل جميع المعلومات اللازمة إلى فرقهم بطريقة واضحة ودقيقة وشاملة، بغض النظر عن وسائل الاتصال المستخدمة.

والعبرة هنا أن يكون أعضاء الفريق على دراية كاملة بما يحدث في دواليب المنظمة الداخلية، ليس هذا فقط، وإنما أن تصلهم المعلومات واضحة وكاملة؛ فالمعلومة الناقصة تساوي، في كثير من الأحيان، المعلومة الخاطئة. والمدراء الناجحون يفتحون شتى قنوات الاتصال مع موظفيهم، فكما أن لديهم معلومات يريدون إيصالها إلى الموظفين فلدى هؤلاء الموظفين رسائل يجب على المدراء أن يطلعوا عليها أيضًا.

الأهداف الواضحة

نجاح الأعمال مرهون بوضع أهداف واضحة ومشتركة يعمل الجميع على تحقيقها؛ ومن الخطأ التعامل مع الأقسام المختلفة على أنها جزر منعزلة، وإنما أن يتم دمج الجميع، وإحداث تعاون بين الكل؛ من أجل تحقيق المساعي المشتركة؛ ولذلك كانت الأهداف الواضحة والمحددة من أهم مبادئ الإدارة الناجحة والتي لا يجب إغفالها بحال من الأحوال.

المكافآت

عندما يقدم أحد أعضاء الفريق نتائج نموذجية واستثنائية، فمن الواجب أن تتم مكافأته بشكل عام ومستمر؛ وهذا الأمر على قدر كبير من الأهمية؛ إذ إنه لن يؤدي فقط إلى تعزيز ثقة الفرد في المؤسسة، وإعادة شحن طاقته من جديد، ولكنه سيوضح أيضًا للفريق بأكمله أن المكافآت تُمنح دائمًا لمن يستحقها.

تقديم القدوة

إذا أردت أن يكون موظفوك مثاليين وأن يؤدوا كل مهامهم الوظيفية على الوجه الأكمل فعليك أنت نفسك أن تكون كذلك أولًا، أي أن تقدم لهم المثال والقدوة، أن تكون نموذجًا لما تدعوهم إليه.

فالناس، بطبيعتهم، يميلون إلى تقليد قادتهم هذا من جهة، وعدم تطبيقك لما تقول سيؤدي، من جهة أخرى، إلى زعزعة ثقة الموظفين فيك وفيما تدعو إليه من أهداف وسلوكيات ومبادئ.

التركيز على الأفراد

صحيح أن هذا أحد مبادئ الإدارة الناجحة لكنه مبدأ غالبًا ما يُساء فهمه؛ حيث إن الأهداف يجب أن تكون عامة وواضحة ومشتركة، لكن لا يجب عليك أن تغفل الظروف الشخصية للموظفين الذين سينفذون هذه المهام.

إذًا، عليك أن تلتفت إلى موظفيك، وإلى مطالبهم الشخصية، وظروفهم.. إلخ؛ فهذا سيعطي انطباعًا جيدًا من جهة، وسيدفع هؤلاء الموظفين إلى بذل قُصارى جهودهم من جهة أخرى.

الشفافية

المدراء الناجحون لا ينكرون المعلومات ولا يخفون الحقائق عن موظفيهم وأعضاء فرق عملهم، لماذا أصلًا يفعلون ذلك؟ إن انعدام الشفافية وإخفاء الحقائق والمعلومات لا يتم إلا داخل بيئات العمل المهترئة، والتي تعاني كثيرًا من الأمراض والسلبيات الإدارية. الوضوح، إذًا، هو الطريق البيّن والمختصر للوصول إلى ما نريد.

حرية الرأي

إن توفير الموظفين الذين يعبرون عن آرائهم وأفكارهم الجديدة بشكل علني أمر مفيد في نجاح المؤسسة. لا يقوم المديرون الناجحون بإسكات أفرادهم أو تجاهل آرائهم، حتى عندما لا تتماشى مع رؤية الشركة.

ليست الشركة ناديًا ديمقراطيًا صحيح، لكنها لا يجب أن تتحول إلى مؤسسة قمع وإكراه، كما أن السماح للموظفين بالتعبير عن آرائهم بحرية تامة سيتيح لك معرفة ما يجول برؤوسهم وما يفكرون فيه.