تعرف على «وورد بريس».. أشهر برنامج للمدونات الإلكترونية
طوره شاب طموح ويديره 35 موظفاً أغلبهم يعملون في منازلهم مات مولينويغ مطور «وورد بريس» (خدمة صور يو أس ايه توداي سان فرانسيسكو: جيفرسون غراهام * عندما كان مات مولينويغ لا يزال طالباً في المدرسة الثانوية في ولاية تكساس استنبط برنامجاً خاصاً بالمدونات اليومية، كان يأمل منه أن يكون سهل الاستخدام وجذاباً. وبعد ذلك، وفي أقل من ست سنوات أصبح برنامجه هذا «وورد بريس» WordPress المنصة الثانية في عالم المدونات بعد «غوغلس بلوغر» Google’s Blogger ينضوي فيه نحو عشرة آلاف مستخدم جديد يومياً.وبات هذا البرنامج مترسخاً في عالم الإنترنت، بحيث إن العديد من كبرى المواقع تستخدمه، إذ تتضمن القائمة أسماء مثل «سي إن إن»، و«فوكس نيوز»، و«نيويورك تايمز»، ونانسي بيلوسي المتحدثة بلسان الكونغرس، و«كوكاكولا»، و«جنرال إلكتريك»، إلى جانب الملايين من أصحاب المدونات.
«قد يبدأ الأفراد مع برامج «لايف جورنال»، أو «بلوغر». وإذا ما أصبحوا جادين في الأمر تحولوا إلى (وورد بريس)، إننا نحاول أن نخدم أكثر المستخدمين شهرة ونفوذاً»، على حد قول مولينويغ.
وفي «وورد بريس دوت كوم» حيث يسجل الأفراد أنفسهم لتأسيس مدوناتهم، تحول إلى الموقع الـ37 الأكثر استقطاباً للزوار في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بعدما زاره نحو 24 مليون زائر، وذلك استناداً إلى مؤسسة القياسات «كوم سكور ميديا ميتريكس». ويستضيف «وورد بريس» على نطاق العالم كله نحو 12 مليون مدونة التي استقطبت بدورها أكثر من 200 مليون قارئ في ديسمبر الماضي.
و«وورد بريس» مجاني لأي كان يحاول استخدامه على مسؤوليته. لكن الزبائن التجاريين، ومن رجال الأعمال الراغبين بالحصول على الدعم الفني والتقني، يدفعون 2500 دولار سنوياً عن طريق شركة «أوتوماتيك» التي أسسها مولينويغ كبداية لتشغيل «وورد بريس». وتقدم «أوتوماتيك» خدمات برمجية مضادة للبريد المتطفل أيضاً.
و«وورد بريس» هو «برنامج مفتوح»، الذي يعني أن بمقدور أي شخص الدخول إليه والمساهمة في تعديله، أو تحسين رموزه، مع القدرة على تنزيله، مما يعني أيضاً جعل مدونة «وورد بريس» تحتل مكانة عالية جداً. وتشمل الأمثلة أساليب لإضافة استمارات اتصالات، وإحصاءات عن القراء، ومرشحات لمنع التعليقات التطفلية، وغاليريات صور تعمل بقلب الصفحات على مدونتك الخاصة. وهذا المصدر المفتوح هو الذي أقنع داني سوليفان الذي يدير موقع البحث «سيرش إنجين لاند» إلى التحول أخيراً إليه كمنصة عمل من البرنامج المنافس «موبايل تايب» الذي تملكه «سكس أبارت».
ويقول سوليفان إن العديد من محرري «سيرش إنجين لاند» ومبرمجيه يفضلون العمل مع «وورد بريس» لأنه يسهل عليهم أمورهم.
وتقوم «سي إن إن» بتشغيل 30 مدونة التي أُعدت كلها بالأسلوب ذاته الذي يستخدمه المستخدم العادي، إذ يذهب المبرمجون إلى «وورد بريس دوت كوم» ليسجلوا أنفسهم هناك، وبالتالي يقومون بإعداد مدوناتهم. وقام مبرمجو «سي إن إن» بتعديل الأنماط والبطاقات الرمزية بعد ذلك حسب احتياجات القناة الإخبارية، بحيث لا تبدو مدونة الـ«سي إن إن» نسخة مشابهة لمدونة محطة «فوكس نيوز»، «فهي تبدو مثل موقع استغرق إعداده ستة إلى تسعة أشهر من العمل، لكنها مدونة أعددناها خلال بضع ساعات فقط»، على حد قول ديرموت ووترز كبير المنتجين في محطة الـ«سي إن إن». ولا تستخدم جميع المؤسسات الكبيرة «وورد بريس»، لأن بعضها يستخدم «موبايل تايب»، في حين يختار البعض الآخر «سكوب».
ويقول سوليفان إن العيب الوحيد في «وورد بريس» أنها مدونة باتت شعبية جداً ومفتوحة لجميع المسائل والقضايا الأمنية. فقد عثر المخربون على أساليب لإضافة وصلات ربط إلى مواقعهم الخاصة في مدونات «وورد بريس»، وهي أساليب تستهدف تحسين مراتبهم حسب إحصاءات «غوغل». لكن إصداراً جديداً في ديسمبر (كانون الأول) الماضي تصدى للمشكلة هذه عن طريق تحديث أمني، كما يقول مولينويغ. وعندما يقوم الأفراد حالياً بالتسجيل لتحديث مدوناتهم وفقاً لبرنامج «وورد بريس» يحصلون أوتوماتيكياً على أحدث البرمجيات.
وكانت شركة «أوتوماتيك» قد بدأت بتمويل قدره 1.1 مليون دولار من العديد من شركات تمويل المشاريع. وبعد أن تلقت الشركة هذه عرضاً لم تكشف عنه لشرائها بمبلغ 150 مليون دولار تلقت دفعة أخرى من التمويل قدره 29.5 مليون دولار. ومن المستثمرين في الشركة مؤسسات «في سي بولاريس»، و«ترو أند رايدار»، و«نيويورك تايمز». وقرر مولينويغ عدم بيع الشركة «لكون الطريق أمامنا هي أطول بكثير من التي خلفنا»، كما كتب في مدونته Ma.tt في يناير (كانون الثاني) من العام الماضي. ويعمل في شركة «أوتوماتيك» 35 موظفاً يعملون كلهم من منازلهم، باستثناء خمسة منهم فقط مقرهم في سان فرانسيسكو حيث للشركة قاعة عرض صغيرة أشبه بالمكتب يقع في «بير 38» على البحر في خليج سان فرانسيسكو الشهير. ويضيف مولينويغ «إن هدفنا ليس مجرد الربح فقط، بل ما يكفي لكي يدعم نمونا، ومن ثم يسهم في فتح الفرص الممكنة».
هذا وفي منزله الذي ترعرع فيه في كاتي في ولاية تكساس تتذكر كاثي والدة مولينويغ ابنها عندما كان يعمل على فكرة «وورد بريس» على كومبيوتر العائلة في المطبخ. وعندما أخبرها بالذي يعمل عليه «فكرت أن هذا سيعطي صوتاً لكل شخص يستطيع الدخول إلى الإنترنت للتعبير عن نفسه، وهذا ما سيجعل العالم مكاناً صغيراً فعلاً».
وكان مولينويغ قد ترك الجامعة بعد سنتين من الدراسة عندما عرض عليه الموقع الإخباري «سي نيت» منصباً في مدينة سان فرانسيسكو مع السماح له بالاستمرار في عمله على «وورد بريس» في ساعات فراغه. لكنه تخلى عن منصبه هذا عندما أصبح عمله بـ«وورد بريس» يتطلب منه ساعات إضافية. وتقول أمه إن تركيزه على «وورد بريس» يأخذ منه كل وقته. «فهو ينسى أحياناً أن يأكل أو ينام. كما أنه لا يهدأ أبداً».
وكان مولينويغ يأمل أساساً أن يعمل كعازف لموسيقي الجاز على آلة الساكسفون، لكن البرمجة سلبت عقله، إلى جانب التصوير الفوتوغرافي. وفي عيد ميلاده الـ 25 قرر أن يعرض 25 ألف صورة هذا العام على مدونته، كما أنه دائماً يجد الوقت الكافي للتدوين. ويعلق على ذلك بقوله «قد أنشر قطعة ما، وبعد خمس دقائق أجد العديد من الناس من مختلف أنحاء المعمورة يتفاعلون معي لنعقد بعد ذلك حديثاً ممتعاً، كل ذلك على مدونتي. وهذا شيء مدهش فعلا».
* خدمة «يو إس إيه توداي» خاص بـ «الشرق الأوسط»