تعرف على آثار العصور الحجرية في منطقة نجران في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
تعرف على آثار العصور الحجرية في منطقة نجران في المملكة العربية السعودية

تعرف على آثار العصور الحجرية في منطقة نجران في المملكة العربية السعودية.

 
يتطلب استعراض ثقافات فترة ما قبل التاريخ معرفة الظروف والأحوال البيئية التي كانت سائدة في تلك الفترة، ولا سيما أنها أدت دورًا مهمًا في تشكيل نمط معيشة مجتمعات فترة ما قبل التاريخ. ويُمثل الموقع الجغرافي لمنطقة نجران دلالة مهمة فيما يخص دورها الحضاري على امتداد تاريخ الوجود البشري فيها وقد أظهرت الدراسات التي عُنيت بالتغيرات البيئية والمناخية القديمة في منطقة نجران - على قلتها - أن الأحوال المُناخية لم تكن مُماثلة لما هي عليه الحال في العصر الحاضر؛ فقد مرت المنطقة بظروف مُناخية متباينة، تفاوتت بين فترات مطيرة رطبة، وأخرى أكثر جفافًا وأقل مطرًا  ؛  وتبعًا لهذه التغيرات المُناخية، فقد انعكس أثرها على المواقع والبيئات التي أقامت فيها الجماعات البشرية في مراحل متعددة من عصور ما قبل التاريخ.
 
ففي حقبة البلايستوسين، كان لتضاريس المنطقة أثر في تشكيل بيئاتها القديمة؛ فالمناطق الجبلية التي تسقط عليها أمطارٌ حملتها سحب جنوبية، تتدفق مياهها في الأودية وتجرف معها كميات كبيرة من الطمي. وعلى النقيض من ذلك، فإن الأجزاء المنبسطة - ويقصد بها المناطق الصحراوية الحالية - تتسرب مياه الأمطار التي تهطل عليها عبر طبقات الأرض المسامية لتستقر في طبقات جوفية حاملة للمياه.
 
وتشير الأدلة الأثرية  والجيمورفولوجية إلى تباين الأحوال المناخية في الجزيرة العربية عمومًا، بما في ذلك منطقة نجران، خلال حقبة البلايستوسين؛ فمواقع العصر الحجري القديم الأسفل مثلاً التي ازدهرت في بيئات رطبة غنية بغطائها النباتي والحيواني، تنتشر اليوم في مناطق صحراوية، مثل: صحراء الربع الخالي، وغيرها من المناطق التي تشابه ظروفها ما كان سائدًا في الجزيرة العربية، والتي توافرت منها أدلة تلقي الضوء على تلك الفترة، مثل: الصحراء الإفريقية  
 
وأعقبت نهاية الفترة الآشولية فترة جفاف بين العصر الحجري القديم الأسفل والعصر الحجري القديم الأوسط، تلتها فترة مطيرة خلال فترة البلايستوسين الأعلى التي استمرت حتى نحو 70.000 سنة من وقتنا الحالي. أعقبتها فترة جفاف أخرى وصلت إلى ذروتها خلال 8.000 سنة الممتدة من 20.000 - 12.000 من وقتنا الحالي. وقد اتسعت خلال تلك الفترة صحارى الجزيرة العربية الكبرى، بما في ذلك صحراء الربع الخالي، لتصل إلى أقصى اتساعٍ لها. وقد صاحب ذلك جفاف الواحات الصحراوية، وتوقف جريان المياه في الأودية، وتركزت الحياة ومصادرها في أمكنة محدودة.
 
ومع بداية عصر الهولوسين قبل نحو 10.000 سنة قبل الميلاد بدأت فترة مطيرة في الجزيرة العربية، جرت خلالها الأودية الرئيسة مرة أخرى، مثل: وادي الدواسر، ووادي الرمة، وتكوَّن غطاء نباتي وحيواني، وسادت بيئة غنية بالموارد الغذائية، عاشت فيها جماعات العصر الحجري الحديث، حتى كانت بداية فترة الجفاف الحالية مع بداية النصف الثاني من الألف الثالث قبل الميلاد  
 
شارك المقالة:
40 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook