تعرف على أدوات الزراعة قديماً وحديثاً
أدوات الزراعة قديماً
في الفترة الممتدة من ما قبل الميلاد إلى الفترة الرومانية تمت حراثة الأرض بواسطة محاريث دون عجلات تجرّها ثيران، وتمت عمليّة حصاد المحاصيل بواسطة المناجل (بالإنجليزية: Sickles)، وتم استخدام عربات ذات عجلات مُصْمَتة (بالإنجليزية: Solid) لها إطارات جلديّة مُثبّتة عليها بمسامير نحاسيّة، وتم جرّ العربات بواسطة الثيران أو الحمير البريّة وعادةً ما تكون أربعة حيوانات مسروجة بعمود مركزي، ثمّ تُسرَج من ياقاتها أو قرونها أو مرابط الرأس (بالإنجليزية: Headstalls)، وتم التحكّم بالحيوانات بواسطة لجام أو زمام (بالإنجليزية: Reins) مع طوق (بالإنجليزية: Ring ) يتم وضعها عبر الأنف أو الشفة العلوية ورباط أسفل الفك، بعدها تم تدجين الحصان من قِبَل الرعاة البدو لكنه لم يُستخدم كبديل للحمير البريّة حتى سنة 4000 قبل الميلاد.
ساهم وجود الأدوات الزراعية الحديدية وإتاحتها للمزارعين في إحداث ثورة تكنولوجية في مجال الزراعة لديهم، ويعود إكتشاف أقدم محراث حديدي إلى شمال منطقة خنان وهو قطعة حديدية مسطحة الشكل على شكل حرف (V) صغيرة الحجم يتم تركيبها على نصول ومقابض خشبية، ولم تكن تُجرها الحيوانات، إلى أن ظهرت المحارايث التي تجرها الحيوانات في القرن الأول قبل الميلاد، كما تم استحداث العديد من الأدوات الزراعيّة الأخرى مثل: المحراث الثلاثي المشترك (بالإنجليزية: Three-shared plow)، والحراث والبذّارة (بالإنجليزية: Louli implement)، والأمشاط (بالإنجليزية: Harrow)، كما تمت حصاد المحاصيل بالمنجل القاطع (بالإنجليزية: Billhook) وجمع الحزم المحصودة وتعليقها على طرفي عمود يحمل على الكتف، أمّا دراسة الحبوب فكانت تتم بضربها على إطار لتخرج منها الحبوب، ثمّ تتم تذريّتها عن طريق رميها في مهب الريح، أو يتم قشرها بطحنها على هاون (بالإنجليزية: Mortar) يدوي، أمّا تقنيات الري المُستخدمة كان أشهرها مضخة الماء الخشبيّة رباعيّة البدّالات ذات الإطار المجوف الدائرية التي تعمل بالأقدام، وتم تصريف المياه من الحقول من خلال خنادق التصريف أو السدود، وتم تسميد التربة بواسطة السماد البشري (بالإنجليزية: Night soil)، أو البقايا (الإنجليزية: Oil cakes)، والرماد.
لم يتطور شكل أدوات الزراعة كثيراً بعدها في العصر الروماني، لكن تم تزويدها ببعض الإضافات لتحسين أداءها في قلب التربة وتشكيل الأثلام، أو غمر الأثلام بعد بذر البذور فيها، كما تم تزويدها بعجلات لتساعدها على الحركة، وتم جرّها بواسطة الحيوانات، ناهيك عن استخدام السماد العضوي الذي تم وضعه في حفرة داخل المزرعة إضافةً إلى الأوراق والأعشاب الضارة والنفايات المنزلية، وتمت إضافة الماء من وقت لآخر للمساهمة في تعفّن السماد وتخمّره، كما تم استخدام الطين الجيري (بالإنجليزية: Marl)، أما عمليات البذار فقد كانت الحبوب تُرش أو تُبذر باليد وكانت تُغمر بالتربة بواسطة الأمشاط، ولم تختلف ادوات آلات الحصاد عن سابقاتها حيث تمت بواسطة المنجل، بعدها تم استخدام حصّادة وهي عبارة عن عربة ذات ظهر مفتوح يدفعها حيوان خلال المحصول.[٣]
أمّا في فترة العصور الوسطى فقد حدثت بعض التغييرات على الأدوات الزراعيّة حيث تم استخدام المحاريث ذات العجلات وتم تزويدها بلوح قّلاب (بالإنجليزية: Moldboard) بدائي وحديدة محراث عموديّة (بالإنجليزية: Coulter)، كما تم استخدام الأطواق الصلبة والمبطنة للخيول والتي سمحت له باستخدام قوته الكاملة، وقد حلّت محل السروج القديمة التي كانت تضغط على القصبة الهوائية للخيول وتقيّد قوتها للجر، وتم استخدام الثيران للجر لأنها كانت أرخص ثمناً من الخيول، إضافةً إلى تعديل تصميم الأدوات اليدوية مثل البلطة (بالإنجليزية: Ax) التي جعل استخدامها أسهل وأسرع في تقطيع أشجار الغابات، وتم استبدال المدراس اليدوي (بالإنجليزية: Jointed flail) محل العصا لدراسة الحبوب، واستُخْدِمت طواحين الهواء التي تحركها طاقة الرياح لطحن الحبوب، وأيضاً تابع الفلاحون استخدام المنجل في عمليات الحصاد المختلفة.
تعد استدامة الثروة الحيوانية أمراً مهمّاً لاستمرار ازدهار الاقتصاد العالمي واستقراره، ويُعتبرإنتاج الماشية واحداً من أكثر القطاعات الزراعية ذات القيمة في العالم لمساهمته الواضحة في الغذاء مثل البيض والحليب واللحوم، وقديماً اعتبرت تربية الماشية عملاً عائلياً تُربى فيه الحيوانات في الهواء الطلق دون استخدام معدّات أو مرافق متخصصة، حيث كانت ترعى الماشية في المراعي المفتوحة، ويتغذى الدجاج على الحشرات في الطبيعة أو الأعلاف.
أدوات الزراعة حديثاً
القطاع النباتي
تُعدّ عمليّة تطوير الأرض من أكثر العمليات الزراعيّة تكلفة، وهي تشمل: إزالة الغابات، وحراثة التربة بشكل عميق باستخدام الأدوات المُناسبة، ونقل التُربة من المناطق المُرتفعة إلى المناطق المُنخفضة، وإنشاء الطرق الزراعيّة، وتسوية الحقول وتقسيمها، وهذه العمليّات تتطلب استخدام العديد من الآليّات والمعدّات منها ما يلي:
آليات ذاتية الدفع.
معدّات ثقيلة مثل الجرارات المجنزرة (بالإنجليزية: crawler tractors).
المحاريث الثقيلة (بالإنجليزية: heavy duty ploughs).
حافرات الخنادق (بالإنجليزية: ditchers).
المحاريث الإزميليّة (بالإنجليزية: chisel ploughs).
وتُنفّذ عمليّة حراثة التُربة باستخدام طريقة تُسمّى المُعالجة الميكانيكية للتربة (بالإنجليزية: mechanical manipulation of soil)، وذلك لتهيئة تربة مُناسبة للبذور، ولتوفير بيئة مثالية لإنباتها ونموها، كما أنّ تجهيز الأرض لزراعة بذور من نوع مُختلف عن المحصول السابق يتطلب حراثة أوليّة وحراثة ثانويّة.
وهناك أيضا آليّات ومُعدّات أخرى تُستخدم في عمليّات الحراثة ونقل التربة مثل ما يأتي:
الجرارات (بالإنجليزية: tractors).
الرافعات (بالإنجليزية: levelers).
المحاريث (بالإنجليزية: ploughs).
الكاشطات (بالإنجليزية: scrapers).
الجرافات (بالإنجليزية: dozers).
إضافة إلى ما سبق يستخدم المُزارعون البذّارة (بالإنجليزية: Seed-drills and Planters) لعدد من الوظائف وهي كالآتي:
قياس البذور من مُختلف الأحجام والأشكال.
توزيع البذور بالترتيب المُناسب في الحقل.
وضع البذور بشكل مُنتظم ودقيق على العُمق المطلوب داخل التربة.
تغطية البذور وضغط التربة لتحسين الإنبات والنمو.
وهناك أدوات ومعدّات أخرى تُستخدم في عمليّة البذار داخل الحقل وهي كما يأتي:
الحفّار (بالإنجليزية: Drill).
زارعة الأشتال (بالإنجليزية: Planter).
المِثقاب (بالإنجليزية: Dibbler).
ناقلة الأشتال (بالإنجليزية: Trans-planter).
تهدف عملية إزالة الأعشاب الضارة إلى جعل المحاصيل تنمو بشكل قويّ وسليم إلى أن تنضج، كما أنّ إزالتها يحسّن ظروف التربة عن طريق تقليل التبخر من سطح التربة، وتحسين تخلّل مياه الأمطار أو المياه السطحيّة داخل التربة، كما أنّها تحدّ من الجريان السطحي الأمر الذي يوفر حماية للأثلام التي تُزرع فيها المحاصيل، والتقليل من منافسة الأعشاب الضارة للمحاصيل على الضوء والمواد الغذائية والمياه.
وهناك العديد من الأدوات والمعدّات المُستخدمة في مُكافحة الأعشاب الضارّة، حيثُ تُستخدم الرشاشات (بالإنجليزية: Sprayers) وناثرات الغبار (بالإنجليزية: Dusters) في رشّ ونثر المواد الكيميائيّة، وتُعدّ ناثرات الغبار من أسهل الطرق المُستخدمة في نثر حبيبات المواد الكيميائية إلّا أنّها أقل كفاءة من الرش لأن قدرة النبات في الاحتفاظ بحبيبات الموادّ الكيميائيّة ضعيفة وضئيلة، ويعتبر الرشّ بحجم عالٍ (بالإنجليزية: High volume spraying) فعّالاً ويُعتمد عليه لكنّه في نفس الوقت مُكلف للغاية، ومن جهة أخرى يُعتبر الرشّ بحجم مُنخفض (بالإنجليزية: Low volume spraying) حلّاً وسطاً بين الطريقتين السابقتين ويجمع بين ميّزاتهما، وتُستخدم الرشّاشات بشكل عامّ لرشّ عدّة موادّ كيميائيّة منها ما يلي:
مبيدات الأعشاب (بالإنجليزية: Herbicides) التي تُستخدم في التقليل من نمو الأعشاب الضارة.
مبيدات الفطريات (بالإنجليزية: Fungicides) التي تُستخدم في الوقاية من الأمراض الفطرية.
المبيدات الحشرية (بالإنجليزية: Insecticides) التي تُستخدم في القضاء على الآفات الحشرية.
الموادّ المُغذية مثل المنغنيز أو البورون.
كما تُستخدم أدوات ومعدّات أخرى لمُكافحة الأعشاب الضارّة منها ما يلي:
المحراث (بالإنجليزية: Tiller).
آلة إزالة الأعشاب (بالإنجليزية: Harrow).
المجرفة (بالإنجليزية: Shovel/Plough).
ثمّ بالانتقال إلى الحصاد الذي يُمكن تعريفه على أنه عملية قطع أو قطف او حفر أو مزيج بينها بهدف إزالة المحصول من تحت الأرض أو فوقها لاستخلاص الجزء المفيد أو الثمار من النباتات، ويتم الحصاد بأربع طُرق هي كما يأتي:
عمليّة التقطيع بأداة حادّة.
عمليّة التمزيق بأداة مسننة.
عنصر عالي السرعة بحافة حادة أو عاديّة.
عنصرين كالمقصات.
كما تتم عمليّة الحصاد إمّا يدوياً، أو بواسطة آلات تجرّها الحيوانات، أو بواسطة آلات ميكانيكية، ومن المصطلحات ذات الصلة بعملية الحصاد مايأتي:
الجزازة (بالإنجليزية: Mower): وهي آلة تُستخدم لقطع محاصيل الأعشاب وتركها في صفوف.
الحصّادة (بالإنجليزية: Reaper): وهي آلة تُستخدم لقطع محاصيل الحبوب.
الحصّادة الرابطة (بالإنجليزية: Reaper binder): وهي آلة تُستخدم لقطع المحاصيل وربطها في حُزم.
الغبط (بالإنجليزية: Swath): وهي المادة التي تتركها آلة الحصاد.
المنجل (بالإنجليزية: Sickle): وهي آلة للحصاد اليدوي وتكون عبارة عن شفرة فولاذية منحنية ذات مقبض.
الكومة (بالإنجليزية: Windrow): وهي صف من المواد يتكون من دمج منطقتين أو أكثر من الغبط.
صافّة الحشيش (بالإنجليزية: Windrower): وهي آلة لقطع المحاصيل وإلقائها بطريقة موحدة على شكل صف.
أمّا بالنسبة للمعدات المُستخدمة في الدراسة أو ما يُعرف بالدرّاسة (بالإنجليزية: Thresher) فإنه يُمكن تعريفها على أنها آلة تفصل الحبوب المكسورة أو المفتوحة أو الساقطة عن المحصول المحصود بأدنى خسارة ممكنة أو ضرر،[١١]ومن الأمثلة عليها ما يأتي:
الحصّادة.
الدرّاسة.
الحفّارة (بالإنجليزية: Digger).
الحصّادة (بالإنجليزية: Reaper).
القشّارة (بالإنجليزية: Sheller).
المنجل.
ثمّ بالانتقال إلى المعدات المُستخدمة بعد الحصاد والتي يُمكن تعريفها على أنها مجموعة واسعة من المعدات المُستخدمة في عمليّة ما بعد الحصاد حتى وصول المحصول إلى الاستهلاك، وهي تختلف حسب نوع المحصول، وهدف الاستخدام، وطبيعة عمل المؤسسة أو المشروع، والنقطة التي وصل إليها المحصول في عملية نقله بعد الحصاد،[٥] ومن الأمثلة عليها:
مُستخرج البذور (بالإنجليزية: Seed Extractor).
مجرشة القشر (بالإنجليزية: Dehusker).
المذراة (بالإنجليزية: Huller / Dehuller).
المُنظِّف (بالإنجليزية: Cleaner).
المُمهدة (بالإنجليزية: Grader).
الطاحونة (بالإنجليزية: Mill).
المُجففة (بالإنجليزية: Dryer).
القطاع الحيواني
تُستخدم الآلات والمعدات الزراعيّة في مساعدة المُنتجين على رعاية وإدارة الماشية والحيوانات التي يملكونها، ومن أهمّ الآلات والمعدات الزراعيّة التي يتمّ استخدامها في هذه العمليّة ما يلي:
آلات الحلب (بالإنجليزية: Milking machines).
أنظمة التغذية الآلية (بالإنجليزية: automated feeding systems).
أنظمة الري الآليّة (بالإنجليزية: automated watering systems).
حاضنات البيض (بالإنجليزية: incubators).
شمعدانات البيض (بالإنجليزية: egg candlers).
الجرارات (بالإنجليزية: tractors).
أجهزة الكمبيوتر (بالإنجليزية: computers).
الزراعة وأدواتها
تكاتفت الجهود البشرية على مرّ الزمان للتحكم في الأنشطة الحيوية المتعلّقة بإنتاج نوعية النباتات والحيوانات المرغوبة في الوقت المرغوب، الأمر الذي دفع إلى إنشاء مرافق تهدف إلى خدمة البشر وتوفير الإنتاج لهم في الوقت المطلوب مثل: مزارع الأبقار، وحدائق الخضروات، ومزارع الألبان، ومزارع الأشجار وغيرها، وينخرط في هذه العمليّة العديد من الأشخاص مثل المزارعين والفلّاحين ومربي الماشية وغيرهم، وتتضمن العمليّة أدوات وآلات ومواد كيميائية تُستخدم في تطويع الأرض والنباتات والحيوانات والمياه لإنتاج وإدارة تجارة تعتمد على الكائنات الحيّة، مما يجعلها غير مضمونة النتائج، الأمر الذي دفع إلى ظهور علماء زراعة متخصصين (بالإنجليزية: Agriculturalists).