يوجد أكثر من 200 نوعًا من الفيروسات التي تسبب نزلة البرد، ومن السهل العدوى بها عن طريق الهواء الملوث بها أو القطيرات التنفسية التي تنتشر من الشخص المريض أو بالتماس مع مفرزات المريض أو أدواته، ويسيطر سيلان الأنف والسعال والصداع على أعراضها، ويشعر الإنسان بالتعب بسبب التهاب العضلات الذي يسببه الفيروس، ويحاول الجسم التصدي للفيروس منذ لحظة دخوله بمحاولة إمساكه بالشعر الموجود في الأنف ومخاط الأنف، ويبدأ بعدها الفيروس بالتكاثر داخل الخلايا وهذا ما دفع العلماء لتركيب أدوية قادرة على عبور جدار الخلية ومهاجمة الفيروس، وتبدأ حرارة الجسم بالارتفاع وهي إحدى آليات المقاومة الطبيعية في الجسم لذلك ينصح بعدم استعمال خافضات الحرارة مالم تصل الحرارة لدرجات عالية، وهذا المقال يقدم أسباب نزلات البرد المتكررة.
تبدأ نزلة البرد غالبًا بالشعور بخدش في الحلقة وصعوبة في البلع، وتعد الفيروسات السبب الأول من أسباب نزلات البرد المتكررة وأهمها فيروسات الأنف ونظيرة الإنفلونزا والفيروسات التنفسية المخلوية، ولأن مثل هذه الفيروسات تملك عدة أنماط فإن الجسم يشكل مناعة ضد نوع محدد منها، وللأسف في كل مرة تهاجم الجسم فيه يهاجمه فيروس جديد التركيب، بينما يكون في بعض الأمراض الفيروسية كالحصبة والحصبة الألمانية والنكاف مناعة دائمة لأنها تملك نمط واحد، تشترك الفيروسات المسببة لنزلات البرد بصفات كثيرة، لكن كل منها يهاجم الجسم بطريقته الخاصة، وتعد الفيروسات الأنفية مسؤولة عن 40% من حالات نزلات البرد ويُعدى الإنسان بهذه الفيروسات في أواخر الخريف وبداية الصيف والإصابة بها لحسن الحظ ليست خطيرة، وتبدو الإصابة بالفيروسات التنفسية المخلوية ونظيرة الإنفلونزا خفيفة وعابرة لكن عند الرضع قد تسبب التهاب قصيبات يسبب سوء حالة عند الرضيع وتسرع تنفس، وقد تكون الجراثيم سببًا في حدوث نزلة البرد لكن على الأغلب الإصابة بها تكون أشد ولها مضاعفات أخرى كالتسبب بالتهاب السحايا، ووجود حساسية لدى بعض الأشخاص قد يفسر أحيانًا أسباب نزلات البرد المتكررة، ويدخل ضمن الأسباب أيضًا المشاكل النفسية التي يمر بها الشخص
لا تعطى المضادات الحيوية في هذه حالة علاج نزلة البرد؛ لأن المضادات تهاجم الجراثيم ونادرًا ما يكون سبب نزلة البرد جرثومي، ويعد إعطاؤها خطأً كبيرًا لأن الجسم في هذه الحالة سوف يشكل تعنيدًا ضد هذه الأدوية لذا لن يكون بوسع الإنسان أن يستخدمها حين يحتاجها لأنها تكون بلا جدوى، ويرتكز العلاج على علاج الأعراض فقط وشرب السوائل بشكل جيد والراحة في السرير، فالحرارة وألم البلعوم والصداع تعالج بالسيتامول ويعتبر إعطاؤه آمنًا، ويجب تجنب إعطاء الأسبرين للأطفال لأنه يتسبب بمضاعفات خطيرة على الطفل، وفي حال احتقان الأنف يمكن أن يتناول الشخص البالغ مضادات الاحتقان ولكن لا تعطى للأطفال تحت 6 سنوات ويفضل غسل الأنف بالسيروم الملحي فقط عندهم، ومضادات السعال لا تعطى للأطفال تحت سن 4 سنوات إذ يكون السعال آلية دفاع مهمة في الجسم تخلص الطريق التنفسي من الفيروسات وتمنع تجمع المفرزات والقيح.