من أشهر الصناعات التي شهدت انخفاضاً في الإنتاج هو صابون حلب المعروف باسم “الذهب الأخضر في حلب”. حيث يعد واحدا من أقدم أنواع الصابون على الإطلاق وينتشرعلى نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، نظرا لإحتوائه على مواد طبيعية وكذلك الزيوت النباتية التي تفيد الجلد.
تعرضت معظم مصانع الصابون، التي تقدر بأكثر من 60 مصنعاً، للقصف العشوائي، وتحولت مواقعها إلى خطوط أمامية كل هذه الأسباب أدت إلى تآكل هذه الصناعة المرموقة في حلب، وتوجهها نحو الانقراض في ظل الحرب المستمرة.وقبل عام 2010، كان يتم تصدير حوالي 600 طن من الصابون إلى العالم.
من بين الصناعات اليدوية المشهورة الأخرى التي كادت تختفي المنسوجات السورية اليدوية.حيث يعود تاريخ هذه الصناعة إلى آلاف السنين، ويعتقد أن سوريا هي أول وأقدم موطن لهذه الصناعة في العالم.
هناك أكثر من 100 نوع من المنسوجات اليدوية، وكل نوع يتفرع إلى أكثر من 20 نوعًا، مثل: الديباج، الدمشقي (المتعلقة بدمشق), وأغاباني.
تعرضت صناعة النسيج للعديد من العقبات في السنوات القليلة الماضية نتيجة للحرب التي أدت إلى انخفاض في الإنتاج بنسبة 50 ٪.
اشتهرت سوريا بإنتاج الصفائح النحاسية عبر التاريخ ، أما الآن أصبح هذا القطاع يدخل في دائرة الانقراض بسبب ارتفاع الأسعار وتردد المواطنين السوريين على شراء أي منتجات حيث وصلت الأسعار إلى 3500 دولار، بالإضافة إلى توقف السياحة التي كانت تمثل أكبر نسبة من قطاع العملاء.
شهدت صفائح النحاس انخفاضًا كبيرًا في السنوات الماضية بسبب تقاعد الكثير من العاملين في المهنة.
تعتبر الفسيفساء الدمشقية أو فن تطعيم الخشب بالأصداف البحرية واحدة من أقدم المهن المرموقة التي كانت تشتهر بها مدينة دمشق ولا تزال مشهورة بها. حيث يتم ترصيص مادة الصدف إلى أجزاء من أنواع مختلفة من الخشب.
قال فؤاد عربش، رئيس جمعية صناعة المنتجات الشرقية في دمشق، إن هناك 150 حرفيًا مرتبطين بالجمعية، يعمل من بينهم 100 حرفي في صناعة الفسيفساء الخشبية ويعمل 50 حرفيًا في صناعة الفسيفساء. والزجاج الملون، والزجاج والرسم وتطعيم الصدف. وقد تم تصدير المنتجات التي تزيد قيمتها عن 100 مليون ليرة سورية في الخارج سنوياً قبل الحرب.
واجهت الصناعة انخفاضا كبيرا على مدى السنوات الخمس الماضية بسبب نقص بيع المنتجات وارتفاع الأسعار.
اشتهرت مدينة دمشق بصناعة الزجاج منذ آلاف السنين، إلى درجة تجعلها مثالاً نموذجياً حيث يقال “أرق من زجاج دمشق”.
الزجاج الملون أحد أقدم الحرف اليدوية في دمشق والذي يعود تاريخه إلى عام 2000 عام. وقد اشتق اسم (المعشق)’ من تماسك المادة الجصية بالزجاج , فضلا عن التماسك والانسجام بين الألوان والجص.
إن التراث التاريخي لسوريا يواجه خطر الخسارة والانقراض، ما لم تكن الحرب قد وصلت إلى نهايتها, وتضع الحكومة المتفق عليها خطوات من شأنها إعادة سحر هذه الصناعات، والتي تحكي قصة آلاف السنين في سوريا.