كثيرٌ من الناس يخلط بين حاضرة العثمانيين وموطنهم في تركيا الحالي وبين أصولهم، فهم يظنّون أن أصول العثمانيين الأتراك تنحدر من تركيا المعروفة اليوم، ولكن العُثمانيين الأتراك هم من بلاد تركستان وهم ذو أصول مغولية من ذوي البشرة الصفراء إذا جازَ التعبير، وليسوا من بلاد الأناضول التركيّة وإنّما هُم هاجروا إليها فيما بعد.
قد كان هؤلاء الاتراك من أشدّ المُقاتلين صلابةً وأكثرهم شدّةً في الحرب، ومنهم الفرسان الذين لا يُشقُّ لهم غُبار، وقد أُدخلت منهم قوّات كبيرة في الجيوش الإسلاميّة أيام الحكم الأموي والعباسيّ وتقلّدوا المناصب في الجيش وكانوا أحقَّ بها وأهلها. ويرجع نسبة العثمانيين إلى جدّهم الأول المؤسس عُثمان آل طغرل وهو خليفة العُثمانيين الأول، والذي رزقَ الله الأمَةَ بولادته في السنة التي سقطت فيها بغداد حاضرة الخلافة الإسلاميّة على يد التتار، فلعلّ هذهِ إشارةٌ لطيفة بأنّ نهاية الخلافة كانت بولادة رجل يُحيي خلافةً جديدة. وقد كانَ العُثمانيون أهلاً للحرب والفروسيّة، وكانَ لا يُشقُّ لهم غُبار، وقد خاضوا الحروب دِفاعاً عن الإسلام وأهله، وكانوا يُقارعون الحملات الصليبيّة التي يشنّها الحاقدون على الدين وأهله وكان موقعهم في القارّة الأوروبيّة يؤهلهم لحدّ الزحف على ديار المُسلمين.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.