بدأ الفرعون خوفو في بناء أول مشروع لهرم الجيزة قبل حوالي 2550 سنة قبل الميلاد، وكان هرمه هو الأكبر من بين أهرامات الجيزة؛ حيث يبلغ ارتفاعه حوالي 147 متراً فوق الهضبة، ويتكون من نحو 2.3 مليون قطعة حجرية.[١]
يُعتبر هرم الجيزة الأكبر رمز مميز لمصر، وهو آخر ما تبقى من عجائب الدنيا السبع القديمة في العالم، وكان أطول مبنى صنعته الأيدي البشرية في العالم، كما أنه رقم قياسي احتفظ به لأكثر من 3000 عام، وقد تمّ اكتشافه لأول مرة باستخدام التقنيات الحديثة والتحليل العلمي في عام 1880م من قِبَل عالم الآثار البريطاني ويليام بيتري (بالإنجليزية: William Petrie)، الذي قام بوضع معياراً للعمليات الأثرية في مصر عموماً، وفي الجيزة على وجه التحديد.[٢]
لم تلقَ مسألة الكيفية التي تمّ بناء الأهرامات بها إجابة مرضية تماماً، إلا أن الإجابة الأقرب إلى الواقع هي أن المصريين استخدموا جسراً مائلاً ومحاطاً بالطوب، واليابسة، والرمل، والذي تمّ زيادة ارتفاعه وطوله مع زيادة ارتفاع وطول الهرم، حيث تمّ نقل الكتل الحجرية عن طريق الجسر من خلال الزلاجات، والبكرات، والرافعات.
وفقاً للمؤرخ اليوناني القديم هيرودوت فإن بناء الهرم الأكبر استغرق 20 عاماً، واحتاج بناؤه إلى 100 ألف عامل كانوا من المزارعين الذين قضوا وقتهم في بناء الأهرامات عند عدم قدرتهم على العمل في مزارعهم لعدة أسباب منها فيضان نهر النيل، ولكن بحلول أواخر القرن العشرين وجد علماء الآثار دليلاً على أن حوالي 20 ألف عامل فقط قاموا ببناء الأهرامات بشكل دائم وليس موسمي.
لم تساعد الأهرامات على بناء مصر القديمة فقط، بل ساهمت أيضاً في الحفاظ عليها وأتاحت اكتشافها عن طريق ما يلي: