“وايست” كما أطلق عليها الأجداد أو طيبة كما أطلق عليها الرومان، بها آثار فرعونية وقبطية كذلك إسلامية، ومن العجيب أن ترى تلك الفترات التاريخية المتعاقبة، والمتجسدة في الآثار الثلاثة في أثر واحد ومنطقة واحدة، الأقصر بلدنا معبد رائع وليست مدينة، تقع المعابد والساحات الصوفية والأضرحة كذلك على برين، فهم مقسمون بين البر الشرقي والغربي.
وأبرز المعابد التي تقع في البر الغربي، الدير البحري، والرامسيوم، ووادي الملوك، ومن أشهر الساحات والأضرحة في البر الغربي الشيخ الطيب، جد شيخ الأزهر الحالي.
أما أشهر اثار الاقصر في معابد وساحات البر الشرقي، معبد الأقصر، الكرنك، أبو الحجاج الأقصري.
هو في الأصل معبد جنائزي شرع في بنائه الملك رمسيس الثالث من الأسرة العشرين لإقامة الطقوس الجنائزية ولعبادة آمون، المعبد يشبه البوابات المتتالية والمثير في هذا المعبد أن في جانبه حجرات للطبخ بل ودورة مياه لقضاء الحاجه رغم ان أثار الغرف موجود ومنها دورة المياه التي توجد داخل غرفة وحدها وتشبه نظام المنازل لدينا في خصوصية كل غرفة لا نعرف كيف تدار ولا عندما يتم قضاء الحاجه في هذه الحفرة التي تشبه الحمامات البلدي كيف يتم التخلص من تلك النفايات هل كان هناك صرف صحي مثلا.
صادف زيارتي وجود ترميم في هذا المعبد التي تشير أطلاله إلى عظمة واتساع البناء، ومعبد الرامسيوم الجنائزي الذي بناه الملك رمسيس الثاني، سجل على جدرانه أشهر المعارك الحربية في التاريخ وهى معركة قادش، التي انتصر فيها الملك المصري على الحوثيين
المعبد شأنه شأن معابد مصرية كثيرة ضاعت ألوانه، إلا في بعض مناطق في السقف من الداخل يمكن رؤية جمال الألوان أو ما تبقى منها لنعلم كيف كان المعبد، قبل ان تنال منه عوامل التعرية.
وعند الدخول للمعبد تجد وجه متبقي من تمثال الملك، كذلك تمثال ضخم للملك لكنه على ليس واقفا بل على الأرض، وحول المعبد شون قيل أنه تم اكتشاف أهم البرديات فيها.
هذا المعبد كان يسمى “إبت رست” وتعني الحريم الجنوبي حيث تسكن الآلهة موت، هذا المعبد الذي أنشأ لعبادة أمون رع وزوجته موت وابنه خنسو، شرع في بنائه الملك رمسيس الثاني وباق المعبد شيده إمنحتب الثالث، وللاسكندر الأكبر مقصورة صغيرة تحمل اسمه داخل مقصورة الملك امنحتب الثالث، وشارك في بناء هذا المعبد تحتمس الثالث، وتوت عنخ آمون، والملكة حتشبسوت، ويبدأ المعبد بطريق يحف الجانبين فيه تماثيل على هيئة أبو الهول
وعندما ترى المعبد تجد أنه الجزء الوحيد المرتفع والذي يعلو عن الأرض هو الموجود عليه فقط ضريح أبو الحجاج الأقصري، ويرجع سبب وجود المعبد أسفل مستوى الأرض إلى النيل الذي دفن المعبد.
نهاية المعبد وجدت الأعمدة مقطعة ووفقا للبعض أن محمد علي الكبير، وراء ذلك لأنه استخدمها في أحد المصانع.
دائما ما يطلق عليه معبد الكرنك، فهو صرح كبير، ولا أقصد بكلمة صرح، الشرح المعماري، الذي ينقسم لصرح وبهو وصالة أعمدة وقدس أقداس وما إلى ذلك بل أقصد عظمة ومساحة هذا البناء الضخم الكبير الذي يبدو شيء واحد وكأنه بنى في فترة واحدة أو على يد ملك واحد، فالمعنى الاصطلاحي مختلف، الكرنك وهو مجمع المعابد الرائعة التي لا مثيل لها يضم معابد الإله أمون وزوجته موت وابنها خنسو.
وبدأ إنشاء المعبد أيام الدولة الوسطى وكل ملك كان يتولى الحكم كان يضيف إلى المعبد فقد شارك في بناء هذه المعابد الرائعة عدد من ملوك مصر القديمة منهم رمسيس الثاني، وتحتمس الثالث، والملكة حتشبسوت، وهناك بحيرة داخل المعابد وفي نهايته تقريبا كان الملك يعبرها كطقس من الطقوس، ومن هنا أصبحت من أكثر اثار الاقصر شهرة .
وأشهر شيء في الكرنك أنه يبدأ بطريق الكباش التي تحف الجانبين بشكل جميل وطبعا لا ننسى فيلم صراع في الوادي للفنان عمر الشريف، وفاتن حمامة، ولا ننسى كذلك الأعمدة الفخمة الجميلة التي دار فيها الصراع، نعم فخمة شاهقة جميله حتى أن بعض الاجانب صدر من أحدهم سلوكا غريبا طرق بإصبعه على أحد الأعمدة موجها كلامه لأصدقائه متعجبا من الصوت الذي يصدر أثناء ذلك وما إن التفت رآني أنظر إليه الا وانسحب متفهما أني مستنكره فعله، فالصوت كأن العامود به فراغ من الداخل، وليس كالطرق على أي عامود فإنه سيصدر صوت خارجي فقط.
يمكننا أن نرى تلك المسلة الشاهقة الجميلة من بعيد، فالمعبد أشبه برحلة عظيمة لأي سائح كما كان يخوض الملوك رحلتهم انتهاءا بالبحيرة.
يتمتع الكرنك بوجود الصوت والضوء به الذي يشرح قصة تلك المعابد، وتصميم المعبد، بشكل تمثيلي جميل كأن الشخص يسمع لمسلسل إذاعي او ألف ليلة وليلة، ويجسد تلك الأصوات عدد من الفنانين المصريين.