” أحتاج مساعدتكم”؛ أقوى عبارة يمكنك قولها وأنت تقود فريق العمل، بل ينبغي أن تقولها في كثير من الأحيان، لكن لماذا تحتاج المساعدة وأنت في وضع قوة؟! ربما يكون لديك سلطة بفرض أفكارك على فريق العمل، إلا أنَّ ذلك لن يحفزهم، علاوة على أن ذلك يمثل إحدى سمات القائد غير المؤثر.
عندما تطلب من موظفيك مساعدتهم في إيجاد الحلول، ووضع الخطط لتنفيذها، ستجعلهم أكثر استثمارًا في عملهم؛ لأنهم يريدون أن تمنحهم فرصة للتفكير بشكل خلَّاق، ومعاونتك في وضع استراتيجيتك؛ ما يضعك على قدم المساواة معهم، ويشعرهم باحترامك لذكائهم. كذلك، فإنَّ مشاركتهم إياك ستنتج مجموعة أوسع من الأفكار والخبرات. إنَ استخدامك هذه العبارة بانتظام، سيغير من نهج قيادتك تمامًا؛ وهو ما سينتبه إليه موظفوك.
والسؤال الآن: متى يجب أن تستخدم هذه العبارة؟!
فيما يلي بعض الأمثلة على ذلك:
قد تحتاج إلى طريقة جديدة لكسب السوق، بعد أن تخطى منافسوك أفكارك، وليس بالضرورة أن تكون أفضل الأفكار ، هي تلك الواردة من المناصب العليا فقط، بل قد تأتي من أحد أعضاء فريقك. اجمع العقول المبدعة للتحاور مع بعضهم البعض في جلسة عصف ذهني، وحين تقول لهم: “أحتاج إلى مساعدتكم”، ستشعرهم بأنك تطلب منهم التفكير خارج الصندوق؛ لإيجاد حلول محتملة. شجعهم على طرح أية فكرة تتبادر إلى أذهانهم، دون الحكم عليهم، ثم راقب تطور واندماج أفكارهم.
عندما تستشعر الحاجة إلى تحسين بيئة العمل، قل لهم: “أحتاج مساعدتكم”؛ فهذه الاستراتيجية أقوى تأثيرًا من استراتيجية التأنيب. وحتى عندما تريد توجيه نقد أو تحذير لأحد الموظفين، فقل له “أحتاج إلى مساعدتك لتوفير بيئة عمل أكثر تناسقًا للجميع”. سيكون تأثير ذلك أفضل، إذا كنت لا تزال ترغب في الحفاظ على ذلك الموظف في فريقك، فإنَّ هذه العبارة ستساعده على التجاوب معك، ومن ثم تعديل سلوكه.
إذا كنت على وشك إجراء تغيير على شركتك، فالتمس أفكار موظفيك؛ لإدارة التغيير وابتكار حلول مبتكرة. اغرس فيهم شعورًا بأنهم جميعًا يد واحدة؛ فعندها سيفخر الموظفون بالمساعدة في رؤية التغيير. تذكر أن عبارة “أحتاج مساعدتكم”، ستعزز قيادتك لأي موقف يتسم بالتحدي. قد يكون التغيير أمرًا مخيفًا، ولكن عندما تستثمر الجميع في وضع خطة ورؤية، ستكون هذه تجربة خلَّاقة لدى الجميع.
استخدم عبارة” أحتاج مساعدتكم”، عندما تحتاج مساعدة في الأمور الصغيرة، والكبيرة على السواء، فبدلًا من أن تأمر الموظف بفعل شيء ما، قل له: “أحتاج مساعدتك”، سواء كنت تريد خبرة معينة أو كنت تحتاج فقط إلى شخص ما لاستكمال تقرير. باستخدامك هذه العبارة، سيشعر الموظف بأنه كفؤ، وبأنك تقدر وقته، رغم وجود مهام أخرى عليه إنجازها. فعندما تطلب الأمور بهذا الأسلوب، فغالبًا ما يكون الموظفون سعداء بتنفيذها، مع تعزيز ثقافة الامتنان لديهم.
إنَّ استخدمك هذه العبارة القوية، يجعل مهاراتك القيادية تتألق، ويجعل موظفيك يرونك مدربًا رائعًا يهتم بهم. هذه ليست مجرد كلمات، بل تنم عن التقدير والاحترام؛ ما يساعدك على تحقيق أقصى استفادة من فريقك. تذكَّر أن أفضل القادة هم من يعرفون كيف يكونون متواضعين