تُشير إحصائيات الاسلام في كولومبيا إلى أنّ عدد السّكّان المسلمين يبلغ 100.00 نسمة، ويمثّلون 0.02 في المئة من السّكّان، وهناك عدد من المنظّمات الإسلاميّة في كولومبيا، بما في ذلك المراكز الإسلاميّة في سان أندريس، بوغوتا، مايكاو، غواخيرا، نارينيو، وسانتا مارتا، ويوجد في كولومبيا أيضًا مدارس إسلاميّة ابتدائيّة وثانويّة في بوغوتا ومايكاو، وتستضيف مياكاو ثاني أكبر مسجد في أمريكا الجنوبيّة، وهو مسجد عمر بن الخطّاب.
الوجود الإسلاميّ في كولومبيا شاسع ومتنوّع، وجاءت موجة كبيرة من المهاجرين من الشّرق الأوسط في أربعينيّات القرن العشرين، وجعلوا سكنهم الدّائم في مدينة مايكاو في شمال كولومبيا، معظم هؤلاء المهاجرين كانوا مسلمين، وقد اجتذبتهم التّجارة المزدهرة في المدينة، والتي كانت تستفيد من الثّروة النّفطيّة الفنزويليّة المجاورة، ويقدَّر عدد سكّان كولومبيا من اللّبنانيين بحوالي 840.000 مهاجر.
قام عدد من الدُّعاة الخليجيين بنشر الاسلام في كولومبيا أثناء زيارة استمرّت عدّة أسابيع، وقاموا بمقابلة المسلمين الكولمبيين من مُختلف الأصول، وكان مُضيفهم رئيس المجلس الإسلاميّ في بوغاتا، نيلسون وهو كولومبيّ أسلم حديثًا، بالإضافة إلى مُدرّس اللّغة الإنجليزيّة لويس، وهو الآخر أسلم حديثًا.
يقول فريق الدُّعاة أنّه عندما انتشر خبر وصول الدُّعاة في جميع أنحاء المجتمع المسلم في كولومبيا، كان المسلمون من أمريكا، والمسلمون من القريب والبعيد متلهّفين للحضور والاستماع إلى محاضرات حول الإسلام، وإحياء السُّنّة النّبويّة، وكان مسلمون من خارج المدينة موجدين أيضًا، ولكن كان هُناك مشكلة في حرّيّة التّنقُّل، لأنّ العصابات دائمًا منتشرة، والحكومة تُغلق الطّرق باستمرار، في محاولة لمواجهتهم، وحماية المواطنين، في يوم الرّحلة الأوّل أسلم أربعة أشخاص جُدد، بمن فيهم رئيس فرقة فلامينغو، وامرأة تبلغ من العمر سبعين سنة، وأبٌّ دخل إلى الإسلام بسبب أخلاق ابنه التي تحسّنت بعد دخوله في الإسلام. طوال الرّحلة كان المسلمون الكولومبيون أناسًا ودودين ومضيافين، ومن المؤكّد أنّ الأخلاق الإسلاميّة في إكرام الضّيوف لم تضع في كولومبيا.
لقد اعتنق المجتمع الصّغير من المسلمين الكولومبيين المنحدرين من أصل إفريقي الإسلام على مرّ السّنين، وتعلّموا الإسلام على المذهب السّائد وهو المذهب السُّنّيّ، بالإضافة إلى المذهب الشّيعيّ. أوّل ما جذب المسلمين إلى الإسلام هي وعود السّلطة لذوي البشرة السّوداء لتحسين حياتهم، حيث يقول مسلموا بوينافنتورا إنّهم وجدوا في الإسلام ملجأً من الفقر والعنف الذي يحيط بالمدينة، التي تتمتع بأحد أعلى معدّلات القتل في كولومبيا .
وصل الإسلام لأوّل مرّة إلى هذه المدينة في أواخر السّتينات، وهو بحّار أمريكيّ من أصل بنميّ، وهو من نشر تعاليم الإسلام، وهو في الأصل ينتمي إلى المجموعة التي تتّخذ من الولايات المتّحدة مقرًا لها، وتخلط بين عناصر الإسلام والقوميّة السّوداء بين عُمّال الموانئ. عندما تحدّث مصطفى عن احترام الذّات لدى السّود المسلمين، كان لهذه الفلسفة تأثير كبير، ووصلت هذه التّعاليم إلى رؤوس وقلوب الكثير من النّاس، وجاءت رسالته خلال فترة تغيير اجتماعيٍّ عميق.
وجاءت زيارة مصطفى في وقت كان فيه العديد من سكّان الرّيف الكولومبيين يهاجرون إلى المدن، حيث خسروا في هذه العمليّة الرّوابط الاجتماعيّة مع أسرهم الممتدة، وقدّم الإسلام هويّة بديلة، وكان وسيلة لمقاومة وضع التّمييز العنصريّ ضد السّود في الميناء.
إنّ تلك الموجة من انتشار الاسلام في كولومبيا لم تكن موجة انتشار روحيّ، أو للالتزام بتعاليم الدّين الإسلاميّ، لقد كان التّحوّل في الأساس سياسيًّا، وكانوا يؤدّون الصّلاة باللّغة الإنجليزيّة أو الإسبانيّة، ويقرأون كُتيّبات سياسيّة أكثر من القرآن الكريم، وكان لديهم فهم هشٌّ للمعتقدات المركزيّة للإسلام.
تراجعت جاذبية الاسلام في كولومبيا تدريجيًّا مع تضاؤل رحلات مصطفى ميلينديز وبدأت رسالة التّفوّق الأسود تبدو جوفاء، في مجتمع لم يكن يعاني من التّمييز العنصريّ الشّديد القائم على عرقه، رغم أنّه كان يعاني من نفس الكراهية العنصريّة وقوانين الفصل العنصريّ، التي كانت موجودة في الولايات المتّحدة.
في سبتمبر 2011، ذكرت وزارة الخارجيّة الأمريكيّة أنّ المسلمين في كولومبيا، يتركّزون إلى حدٍّ كبير على ساحل البحر الكاريبيّ، ولا يوجد أيّ قيود مُسجّلة على الممارسات الدّينيّة الإسلاميّة في كولومبيا، ولكنّ الكنيسة الكاثوليكيّة تحتفظ بمكانة متميزة في كولومبيا، على الرّغم من أنّ دستور كولومبيا عام 1991 يفرض الفصل بين الكنيسة والدّولة.
تُفيد ورقة بحثيّة في عام 2010 بعنوان ( الاسلام في كولومبيا بين الاستيعاب والإقصاء) بأنّ مناطق انتشار الاسلام في كولومبيا موجودة في مايكاو، وبوغوتا، وبوينافينتورا، وسان أندريس، تليها بارانكويلا، وبوكارامانغا، وقرطاجنّة، وفاليدوبار كالي، وميديلين، وأقلُّ شيء في باستو، وسانتا مارتا، وبريرا، وأرمينيا، وفيلافيسينسيو، ويقول صاحب الدّراسة أنّ الاسلام في كولومبيا ينمو بسبب إسلام سُكّان جُدد دائمًا