الاحتباس الحراري هو موضوع أثار مناقشات محتدمة لا تنتهي، حيث إنه أحد أكبر التهديدات التي تواجه البشر في الوقت الحالي، ويعتقد البعض أن ظاهرة الاحتباس الحراري كانت خدعة صنعها بعض القادة لمنع المزيد من عمليات استخراج واستخدام الوقود الأحفوري، ومع ذلك فقد أصبحت الآثار واضحة اليوم بما في ذلك تغير أنماط الطقس، مما أدى إلى فشل المحاصيل الهائل وحدوث المزيد من العواصف المميتة وارتفاع مستويات سطح البحر التي تهدد بغمر العديد من الجزر وتشريد ملايين الأشخاص والانقراض الواسع النطاق للأنواع النباتية والحيوانية واختفاءها.
كما أن حرق الوقود الأحفوري كان مساهما رئيسيا في ظاهرة الاحتباس الحراري، الذي ينبعث منه كميات هائلة من غازات الدفيئة، حيث تشمل أمثلة غازات الدفيئة ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز والغازات المفلورة مثل المركبات الكربونية المشبعة بالفلور وثلاثي فلوريد النيتروجين وسداسي فلوريد الكبريت ومركبات الكربون الهيدروفلورية.
ولكي تستمر الحياة على كوكب الأرض يجب الحفاظ على التوازن الصحيح لثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، حيث يتم تحقيق ذلك من خلال تحييد ثاني أكسيد الكربون الزائد المنتشر في الغلاف الجوي من خلال الأنشطة البشرية مثل: حرق الوقود الأحفوري وقيادة السيارات واستخدام الأجهزة المنزلية وتدفئة وتبريد المنازل، ومع ذلك بغض النظر عن مستوى الالتزام الذي نضعه يكاد يكون من المستحيل تفادي جميع الانبعاثات التي تساهم في بصمتنا الكربونية، وهذا هو المكان الذي تأتي فيه تعويضات الكربون.
هي عبارة عن برامج مصممة لموازنة أو تخضير بصمتنا التي لا مفر منها عن طريق شراء أرصدة الكربون من شركات التبادل التجاري لأرصدة الكربون، وببساطة فإن تعويضات الكربون هي أرصدة لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي حصل عليها فرد أو كيان واحد، حيث يمكن شراؤها واستخدامها لتعويض الانبعاثات التي يساهم بها فرد أو كيان آخر. بشكل عام تقاس تعويضات الكربون بالأطنان من مكافئات ثاني أكسيد الكربون، والتي يُشار إليها عادةً بالاختصار (CO2e)، كما يتم شراؤها وبيعها من خلال المنصات التقليدية والوسطاء الدوليين وتجار التجزئة عبر الإنترنت.
تهدف مشاريع موازنة الكربون إلى تقليل ثاني أكسيد الكربون أو غازات الدفيئة المنبعثة في الغلاف الجوي، وقد تكون نتائج هذه المشاريع فورية أو طويلة الأجل حسب طبيعة المشروع. عندما ننظر إلى الاستثمارات في مزارع الرياح أو محطات الطاقة المائية المثبتة في السدود فإنها ليست سوى استثمارات لتقليل انبعاثات الكربون من خلال تعويض الكربون، والمزيد من الأمثلة على تعويض الكربون تشمل: التشجير ونماذج الطاقة الشمسية والتخلص من المنتجات الصناعية والزراعية وما إلى ذلك.
في لغة الشخص العادي تهدف تعويضات الكربون إلى تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من أجل تعويض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الزائدة الناتجة في مكان آخر، حيث تعمل تعويضات الكربون بطريقتين رئيسيتين وهما: سوق الامتثال أو الحد الأقصى للتجارة والسوق الطوعي:
لا تستطيع الحكومات وحدها أن تتعامل بشكل شامل مع أزمة تغير المناخ، والطريقة الوحيدة المؤكدة هي التنسيق مع القطاع الخاص والمستثمرين والشركات من خلال مخطط تعويض الكربون، وفيما يلي أهم إيجابيات تعويض الكربون بالتفصيل: