تعرف على الزلازل في تركيا وإجراءت التنبؤ بها وتقليل أضرارها في تركيا

الكاتب: رامي -
تعرف على الزلازل في تركيا وإجراءت التنبؤ بها وتقليل أضرارها في تركيا
"

تعرف على الزلازل في تركيا وإجراءت التنبؤ بها وتقليل أضرارها في تركيا


بالرغم من أن تركيا تعد واحدة من أجمل دول العالم، والذهاب إليها يعد حلماً من أحلام الناس ليشاهدوا جمال الطبيعة التي حباها الله بها، إلا أن تركيا تعد واحدة من أخطر المناطق في العالم من حيث إصابتها بالزلازل، لأن تركيا تقع في أنشط منطقة زلزالية في العالم، حيث يمر من تركيا العديد من التصدعات في القشرة الأرضية.

تاريخ تركيا مع الزلازل تاريخ قديم، فهي تعرضت لكوارث كبيرة راح ضحيتها الكثير من الناس على مر تاريخها، وتعرضت تركيا منذ تأسيس الجمهورية حتى يومنا هذا لـ 7 زلازل مدمرة كان أكثرهم دماراً زلزال ""ارزينجان"" عام 1939 بقوة 7,9 على مقياس ""رختر""، نتج عنه مقتل ما يزيد عن 32 ألف و968 شخص، وجرح ما يزيد عن 100 ألف آخرين.

إن أعداد ضحايا الكوارث الطبيعية في احيان كثيرة لا ترتبط بقوة الزلزال أو الاعصار بقدر ما تعتمد على الاستعدادات أو عدمها. وبالنسبة للزلازل التي ما زال يتعذر التنبؤ بها فان أفضل طرق الاستعداد لها هي متانة المباني. ومتانة هذه المباني تأتي من متانة البنية التحتية لهذا البلد أو ذاك.

ولكن رغم هذا الخطر المحدق بتركيا، فهل اتبعت الحكومة سياسية معينة تستطيع فيها أن تتجنب وقوع عدد ضحايا كبيرة في حالة لو حدث لا سامح الله زلزال في أي منطقة من تركيا؟



إجراءات وقائية

كان زلزال مرمرة (شمال غرب تركيا) الذي ضرب المنطقة في السابع عشر من آب أغسطس 1999، بقوة 7.5 درجات على مقياس ريختر، والذي خلف وراءه وخلال مدة وجيزة ما يقارب من ثمانية عشر ألف شخص قتيل وآلاف الجرحى نقطة تحول في تاريخ تركيا في كيفية إدارتها للطوارئ ومخاطر الكوارث.

وبعد عام 1999 قامت تركيا بتطوير قوانين بناء جديدة، وفي عام 2007 تم فرض المزيد من القيود على قوانين البناء، وفي عام 2014 تم تحديث القوانين الخاصة بالبناء التي قامت هيئة أفاد (هيئة الكوارث) بإعدادها.""

يضاف إلى أن إدارة الكوارث قامت بإطلاق عدة مشاريع تهدف إلى توعية الأشخاص في تركيا وتجهيزهم لأي كارثة متوقعة، من ضمن تلك المشاريع تطوير المدارس وأماكن العمل المستعدة للكوارث الطبيعية، وتشجيع الشباب على التطوع للتصدي للكوارث، وغيرها من المشاريع.

ولم تكتف الحكومة التركية بهذه الإجراءات فقط، بل استعانت بخبرات أخرى في هذا المجال، رغبةً منها في حماية مواطنيها وتقليل عدد الخسائر. حيث قامت إدارة الكوارث في تركيا بالاستعانة بالرجل الآلي (بوب) وهذا الرجل الآلي هو عبارة عن صندوق مربع وضع في الجزء الخلفي من ""سوروا"" السفينة التابعة للمعهد الفرنسي لاستكشاف البحار (ايفرمير) و""بوب"" يعتمد على رصد فقاعات الميثان في قعر البحر، وتم وضع الرجل الآلي ""بوب"" تحت الماء قبالة سواحل اسطنبول المهددة بزلازل عنيفة والتي تضم 15 مليون نسمة. ويتم انزل ""بوب"" الى عمق 1200 متر بواسطة رافعة وتقضي وظيفة وحدة رصد الفقاعات برصد غاز الميثان الذي يتسرب من الفيالق في قعر البحر، وهو أشبه باجهزة رصد مجموعات الاسماك التي تستخدم من اجل الصيد.

ويقول العالم الجيوفزيائي لوي جلي ""نعرف ان انبعاثات غازية هائلة تخرج من الأرض بعد الزلازل. ما نود معرفته هو ان كان هناك تسرب للغاز يسبق الزلزال ويحذر من حصوله"". ويمسك العالم بخارطة بيده يظهر من خلالها الخطر المحدق بتركيا.

ففي جوار أطراف بحر مرمرة يقع تصدع ازميت الذي تسبب بزلزال اودى بحياة عشرين الف شخص تقريبا في 1999. اما في الطرف المقابل فيقع تصدع غانوس الذي تسبب بزلزال عنيف عام 1912.


ويقول زميل جلي بيير هنري من المركز الوطني للابحاث العلمية ان ""اي تحرك للصفائح لم يحصل بين هذين الصدعين منذ العام 1766، ويعتبر هذا الجزء الاكثر خطورة الان"". ويتابع ""باعتبار الصفائح تتحرك مسافة مترين او اكثر في كل قرن، يمكننا توقع تغير في مكانها يتراوح بين مترين وخمسة على طول هذه المسافة الممتدة على 80 كلم ما قد يتسبب بزلزال تتراوح قوته بين 7,2 و7,4 درجات، اي ننا نتحدث عن زلزال عنيف"". ويضيف ""لكننا لا نعرف متى سيحصل ذلك"".

ويعقب العالم التركي على متن السفينة شكري يرتشيفير ان هذا الزلزال ""قد يتسبب بموجة تسونامي مدمرة"" بسبب المنحدرات في بحر مرمرة.

هذا الرأي أكده رئيس مركز دراسات الكوارث الطبيعية بجامعة ""ناجويا"" اليابانية، يوشيوكي كانيدا، حيث قال إن ""تربة بحر مرمرة، مائلة، مما يزيد من احتمالية حدوث إزاحات أرضية، قد تنجم عنها موجات تسونامي عاتية بالسواحل التركية"".

وذكرت صحيفة ""حرييت"" أن البروفيسور كانيدا، خلال مشاركته في اجتماع ""البلديات الذكية"" التي نظمها مركز الثقافة بمدينة بورصا التركية، قال إن ""هناك جهود مشتركة مبذولة من قبل متخصصين بتركيا واليابان في مجال التنبؤ المبكر بالكوارث الطبيعية، ما يلزم تعزيزه"".

وتعتبر اليابان من أكثر الدول خبرة في مجال الزلازل، لأنها تقع في أخطر مناطق التصدعات والتي تتعرض للزلازل بشكل مستمر، مما حدا بحكومتها بتطوير كل بنيتها التحتية لتجنب الأضرار الكبيرة التي تخلفها الهزات الأرضية.

وطالب كانيدا، كافة المؤسسات والهيئات بتركيا باتخاذ التدابير والإجراءات الاحترازية الاستباقية، لمواجهة موجات ""تسونامي""، المتوقع أن تضرب سواحلها في أي وقت كان. أضاف: ""يجب إخلاء المناطق الساحلية والواقعة تحت حزام الخطر من المباني، ووضع خطط طوارئ لمواجهة موجات تسونامي أو أي أخطار طبيعية مصاحبة، وذلك لتقليل المخاطر والأضرار التي قد تنجم عن ذلك"". أضاف أن ""عدد الضحايا المتوقع أن تخلفه تلك الموجات غير محدد، وسيختلف من مدينة لأخرى، إلا أنه متوقع أن تكون مدينة إسطنبول الأكثر تضررا وعرضة للخطر، إذ قد يتجاوز ارتفاع الأمواج عشرة أمتار"".


وكانت آخر الهزات الأرضية التي أصابت حوض بحر مرمرة في يوم السبت الموافق 2016/6/25 وكانت قوة الزلزال 4.4 درجات على مقياس ريختر، وإن مركز الزلزال وقع قبالة سواحل ولاية يلوفا على بحر مرمرة، وكان قبل هذا التاريخ بأيام قد ضرب زلزال آخر آخر بقوة 4.6 على مقياس رختر مدينة بورصة والتي تقع أيضاً في منطقة بحر مرمرة، كما تعرضت المدينة لـ 4 هزات ارتدادية بقوة ،""2,8"" و""2,4"" و""3,1"" و""3""، أعقبت الزلزال،

كل هذه المؤشرات تبين أن منطقة بحر مرمرة هي من أخطر مناطق الزلازل في تركيا، لذا ووفقاً لتلك المؤشرات، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان،إن هناك نحو 6 ملايين منزل في تركيا ينبغي هدمها في إطار عملية التحول العمراني.

وأضاف أن العملية ""احترازية ضرورية"" في مواجهة الكوارث الطبيعية. وأضاف أردوغان أن نحو ""179 منطقة في 48 مقاطعة تم الإعلان عنها بوصفها مناطق خطيرة ووضعت ضمن عملية التحول العمراني"". وتابع الرئيس أن ذلك ""يصب في مصلحة سلامة منازل المواطنين"".


"
شارك المقالة:
64 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook