كلنا يعلم عن نفوذ الدولة العثمانية وسطوتها على مناطق شاسعة من العالم، فلم تترك مكان إلا وامتدت إليه وقامت بزرع آثارها فيه ومعالمها، فامتدادها كان في أوروبا وشرق آسيا وحتى شمال أفريقيا، كما قامت بالسيطرة على جميع دول الجوار (سوريا، العراق، إيران)، وقد قامت بالاستيلاء على تلك الدول في حقب وفترات مختلفة، فاستيلاءها على العراق كان في فترة السلطان سليمان القانوني والذي يعتبر من أقوى السلاطين العثمانيين.
فحين قرر سليمان القانوني فتح بغداد، توجّه أولا نحو إيران لمواجهتها، لعلمه بالأهمية العسكرية والتجارية الكبيرة لمدينة بغداد. ولكن إيران التي كانت تحت حكم “شاه طهماسب”، لم تتجرأ على مواجه الجيش العثماني الذي كان العالم يهابه. فانتقل الجيش العثماني بعد ذلك إلى بغداد عبر همدان. وحين شعر حاكم بغداد، محمد خان تركمان، بأنه لن يتمكن من مواجهة الجيش العثماني قام بإخلاء المدينة.
وفي 28 نوفمبر من عام 1534 دخل الجيش العثماني بقيادة إبراهيم باشا إلى بغداد. وبذلك تمكّنت الدولة العثمانية من ضم إحدى أهم المدن في العالم الإسلامي إلى سلطتها.
كان أول هدف للسلطان سليمان القانوني بعد فتح بغداد هو زيارة قبر الإمام الأعظم أبو حنيفة. وفي الأربعة أشهر التي قضاها السلطان سليمان في بغداد أمر بإنشاء جامع وضريح للإمام أبو حنيفة. وبعد ذلك قام بزيارة قبر الإمام موسى كاظم والإمام عبد القادر الكيلاني وأمر بإجراء تعديلات فيهما وبناء الأضرحة.
الجدير بالذكر أن بغداد تعد ثالث أكبر المدن في الشرق الأوسط بعد القاهرة وطهران ومركزا مهما للتجارة والثقافة والعلم في العالم الإسلامي. ويطلق لقب “جنة المدن” على هذه المدينة التي أنشأها الخليفة العباسي المنصور.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
العربية
