تمتلك إناث الدّبابير إبرة مشتقة من العضو التّناسلي الحامل للبيض، وقد استخدمت إناث الدّبابير الطّفيلية التي تعود إلى ما قبل التّاريخ هذه الإبر لحقن بيضها في أجسام الحشرات الحيّة، ولحقنها بالسّم أيضاََ لشل مقاومتها، وعندما يفقس البيض تتغذى يرقات الدّبور على الحشرة التي احتضنتها، وبالرّغم من أنّ الكثير من أنواع الدّبابير تطورّت ولم تعد تستخدم الحشرات الحيّة كعائل لبيضها، إلا أنّها لا تزال قادرة على إنتاج السّم، وتستخدمه كسلاح حيوي شديد الفعاليّة، فهو يُستخدم كسلاح دفاعي ضد الحيوانات التي تفكر بمهاجمتها، وأيضا كسلاح هجومي لشل مقاومة فريستها لتتمكّن من نقلها إلى العش.
تفرز الدّبابير السّم من غدد خاصة، ثم تخزّنه في أكياس السّم، ومنها يبدأ بالتّسرّب من خلال صمامات صغيرة نحو الإبرة، وعندما يلدغ الدّبور ضحيته يدخل السّم من الإبرة إلى مجرى الدّم، وعند وصوله إلى الخلايا تعمل الببتيدات، والإنزيمات المكونّة له على تكسير غشاء الخلية، فتتدفق مكونات الخلية إلى مجرى الدّم، وفي حال كانت هذه الخلايا المُهاجَمة تابعة للجهاز العصبي المركزي تبدأ بإرسال إشارات إلى الدّماغ، وهو ما يسبّب الشّعور بألم شديد، ولضمان شعور الضّحية بالمزيد من الألم تعمل مكونات أخرى في السّم وهي مادة نورإبينفرين على وقف تدفّق الدّم ليظل السّم متركزاََ في منطقة محددة، وقد تمر عدة دقائق قبل أن يتمكن الدّم من توزيع السّم المخفّف بعيداََ. ويحتوي سم الدّبور أيضاََ على مادتيّن، الأولى إنزيم هيالورونيداز (بالإنجليزية: Hyaluronidase)، والثّانية الببتيد المحلّل للخلايا الصّاريّة، وتعمل كلا المادتين على إذابة الأنسجة االضّامة التي تربط بين الخلايا مما يسمح للبتيدات المدمِّرة للغشاء البلازمي بالانتقال إلى الخلية المجاورة وتدمير غشائها الخلويّ، وينتج عن هذا الانتشار تورّم واحمرار منطقة اللّدغة.
كشفت دراسة أنّ نوعاََ من الدّبابير يُسمى الدّبور البرازيليّ ( الاسم العلمي: Polybia paulista ) يحتوي سمه على ببتيد مضاد للميكروبات (MP1) يمكنه تثبيط عدة أشكال من الخلايا السّرطانية مثل سرطان البروستاتا، وسرطان المثانة، وخلايا اللوكيميا المقاومة للأدوية المتعددّة. وقد كشفت الدّراسة التي نُشرت في المجلة العلمية "Biophysical Journal" أنّ (MP1) يمكنه استهداف الخلايا السّرطانيّة دون أن يؤثّر على الخلايا السّليمة وذلك عن طريق مهاجمة الدّهون التي توجد على سطح الخلايا السّرطانية وإحداث ثقوب فيها، مما يساعد جزيئات الخلية المهمة على الخروج وقتل الخلايا السّرطانيّة، وقد افترض العلماء أنّ السر يكمن في الدهون المكونّة لأغشية الخلايا السّرطانيّة التي تكون على السّطح الخارجي لغشاء الخلية، أما الخلايا السّليمة فتتجنب أثر(MP1) لأنّ الدّهون تكون مخفيّة في داخلها، وأشار الباحثون أنّ قدرتهم على فهم آلية عمل هذا الببتيد ستساعدهم في تطوير الدّواء المناسب للقضاء على السّرطان مستقبلاً بعد التأكّد من أنّه آمن تماماََ.
عند التّعرّض للدغة الدّبور، أو غيره من الحشرات فمن المتوقع ظهور رد فعل خفيف مثل احمرار، وتورُّم، وحكة، وشعور بالألم في مكان اللدغة، وفي هذه الحالة يمكن الاكتفاء بالاسعافات الأوليّة الآتيّة:
فيما يأتي أشهر عائلات الدّبابير:
يوجد أكثر من 20 ألف نوع من الدّبابير التي تختلف في خصائصها، إلا أنّ هناك خصائص مشتركة بين كل أنواعها ومنها: