تعرف على الشاعرة التركية غولتين آقين Gülten Ak?n

الكاتب: رامي -
تعرف على الشاعرة التركية غولتين آقين Gülten Ak?n
"

تعرف على الشاعرة التركية غولتين آقين Gülten Ak?n

النشأة

ولدت غولتين آقين عام 1933 في يوزغات وسط الأناضول، في بيئة حملت امكانية تطوير المواهب الشعرية. تقول آقين ""أبي كان من باليوز أوغلوغيل وأمي كانت ابنة الخوجا نوري أفندي. أمي كانت من عائلة نبيلة لجهة الأم. خوجا نوري أفندي تلقى العلم في مدرسة. وكان رجل دين متنور أتمّ علمه في اسطنبول. وإذ كان يتلقى ""العلوم الدينية""، أصبح مديراً لمكتبة المحافظة مع اعلان الجمهورية. كان محباً للقراءة. وعاشقاً لمولانا جلال الدين الرومي وليونس الشاعر والصوفي التركي يونس أمره، وإذ استمر عشق جدي لأمي الصامت للطبيعة والعلم والفن والشعر، فقد كان منزل والدي يضجّ بالحياة والصخب. أحد أجدادي، وخالي وعمي كانوا يكتبون شعراً. وكان كل واحد في المنزل يتحدث باحترام عن اهتمامات هؤلاء. وكان كل شيء في محيطنا ينضح بالشعر"".


تاريخ علاقتها بالشعر

بدأت علاقة غولتين آقين بالشعر باكراً، وهي التي دخلت المدرسة في سن مبكرة جداً عندما كان عمرها خمس سنوات: ""عندما بدأت بالكلام، وجدتني أقرأ الشعر وأنا صغيرة جداً. لم يكن يوافق كثيراً على قابليتي للشعر، لكن هكذا كنتُ وأنا صغيرة. كنتُ أعرف نفسي، وأعمل على قول الشعر بكل وعي. أعتقد أن هذه الموهبة لم تكن وليدة المصادفة. كانت نتيجة إيلاء أهمية كبيرة للشعر في منزل أهلي. عرفتُ نفسي وسط مناخ الأدب الشعبي الأناضولي بأقواله ومعانيه والهياته وأشعاره وحكاياته الدينية، في السنوات التي تعلمت القراءة والكتابة، كنتُ أتعرف على نتاجات مختارة من الأدب. وقد قرأت وأنا صغيرة جداً ما كان غير ممكن لأشخاص كثيرين قراءته. كنتُ عاشقة قراءة. لأنه كان يوجد أخوالي الذين أنهوا التعليم وكانوا يذهبون الى أنقرة للقراءة. وكانت الصناديق القديمة التي تركوها بقيمة الخزينة. كتب من العشرينات والثلاثينات والأربعينات. أنتولوجيا الأدب الديواني، الأنتولوجيا الأولى لشعرنا الجديد. أشعار ناظم حكمت. عندما جئنا الى أنقرة كنتُ في الصف الأخير من المرحلة الابتدائية. كنتُ أظن أن التوتر الأخير الذي يتوصل اليه كل من يقرأ ويكتب الشعر، هو الشعرية. في تلك السنة كتبتُ قصي
دتي الأولى. أظهرتُ شجاعة في التخلص، بأربعة أبيات، من وظيفة ""الكتابة الجميلة"" التي أعطاها المعلّم، ""كان تأثيرها في الصف في الواقع مثيراً"".


صعوبات التي واجهتها

الفترة التي أمضتها غولتين آقين من سنوات الجامعة حيث نشرت أشعارها الأولى كانت ممتلئة بالمصاعب: ""أمي كانت غالباً مريضة، وكان عدد اخوتي كبيراً، كنا نأخذ الخبز بالبطاقات، رغيفا خبز في اليوم. نمضي صباحات دون فطور، سنوات الدراسة والعمل مرت في مجاعة. أنهيت الثانوية، لكن من جديد بدأت المصاعب والرواتب لم تكن تكفي. وبحثت حينها عن عمل. سقطتُ في امتحان الدخول الى كلية الطب. لكن نجحت في امتحان دار المعلمين العليا. كنتُ سأدرس الأدب. لكن لم أستطع الذهاب. تسجّلتُ في كلية الحقوق. ثم وجدتُ عملاً في وزارة الداخلية، وخلال العام كنتُ أدرسُ مساءً وأستفيد من فرصة نهاية العام لأتقدم الى الامتحانات"".


القصائد التي كانت تنشرها غولتين آقين في مجلة ""فارليق"" فتحت أمامها طريق اختيارها شاعرة العام من جانب قراء المجلة. ونشرت كتابها الأول في العام الذي تزوجت فيه من ياشار جانكوتشاك، أي عام 1956، ""ساعة الريح"". عاما 1957 و1958، أصبح عندها صبيين: مراد وجان.


الكتب الشعرية لغولتين آقين

الكتبُ الثلاثة الأولى لغولتين آقين، يمكن أن يوصف بأنها ""نتيجة وجهة نظر الفعل والعمل"": ""ساعة الريح"" 1956، ""قصّيتُ شَعري الأسود"" 1960، ""في السطح"" 1964. هذه الكتب تعكس مشاهد متنوعة من حياة مركزها الـ""أنا"". لكن تبع ذلك عدة كتب عكست آلام الناس وحبهم وعشقهم، الذي أخذ مكان الـ""أنا"": ""القرنفل الأحمر"" 1971، ""ملحمة مراش وأوككيش"" 1972، ""المراثي والأغاني"" 1976، ""ملحمة سيران"" 1979.

عكست غولتين آقين في ""المراثي والأغاني"" أحداث الطلبة عام 1968 والشبان الذين سقطوا خلالها، وعادت الى هذا الموضوع بعد انقلاب 12 أيلول سبتمبر 1980. بدأت محاكمة ابنها مراد جانكوتشاك في المحكمة العسكرية التي حكمته بالإعدام. واكتسب شعر غولتين آقين صفة جديدة، كأم ومحامية، بالمحاكمات التي تم الاحتجاج عليها عبر الاضرابات عن الطعام، ومذكرات المدافعين عن حقوق الإنسان والتي شاركت فيها جميعاً غولتين آقين، فكان صوتها صوت الأمهات المدافعات عن الأبناء والبنات وضد الضغوط والقمع، فكان كتابها الشعري ""إلهيات"" 1983 وكتابها ""اليوم الثاني والأربعون"" 1986 الذي روى الاضرابات عن الطعام والزنازين، من الشواهد المهمة على تلك الفترة.

وفي العام 1991، نشرت غولتين آقين كتابها ""الحب هو الباقي"" ضمن المجموعة الكاملة لأعمالها التي أعطتها اسم ""سيران"" نزهة. وفي العام 1997 نشرت كتاباً بعنوان ""ها أنذا أخيراً قد كبرت"".

نالت غولتين آقين ثلاث جوائز أدبية مهمة ""جائزة الشعر من مجمع اللغة التركية"" 1956، ""جائزة يدي تبه للشعر"" 1977، و""جائزة سادات سيماوي"" 1992.


غولتين آقين شاعرة الواقعية

غولتين آقين، اضافة الى أشعارها، لها كتابات كثيرة متصلة بالشعر والقضايا الشعرية، أضاءت، كما الأدب الجمهوري، كذلك ما كتبته هي من قصائد. وهي تعرّف نفسها بأنها ""شاعرة الواقعية"" وتؤمن بضرورة توحّد الشعراء بالناس: ""التوحد مع الشعب هو القاعدة الأولى التي تتطلب من كل واحد يجد في نفسه قوة أن يكون مؤثراً ليس فقط في مجال الثقافة الخالصة والكتابة والشعر، بل كذلك في كل مجالات الحياة"". وتبعاً لأقين فإن الشرط الأول هو في استفادة الأدب الاجتماعي من الأدب الشعبي: ""ان جذر الأدب والشعر الاجتماعي التركي هو أدبنا الشعبي، وشعرنا الشعبي وسائر نتاجاتنا الفولكلورية. موضوعنا هو حياة الناس وحياتنا التي هي جزء من حياة الشعب، والوقائع التي نعيشها. أما هدفنا فهو النهوض، بصورة جدلية، بالأشكال والخصائص الموجودة لدى شعبنا، وإذ ننهض بشعرنا، فإننا نساعد على رفع حياة الشعب وأنماط معيشته"". تعرف غولتين آقين الشعر الشعبي، جيداً، بمقدار معرفتها بالشعر المعاصر. واستفادت، في بعض الأحيان، في شعرها، من البنى الموجودة في الملاحم. وتعبّر عن استخدامها هذا بالقول ""لقد قمت باختيارات سواء من الأدوات المستخدمة في تركيا عموماً أو من الأدوات الشفوية المحلية. إذ
استفدتُ من العناصر الطبيعية واللغوية، فأنا لم أستخدم ولم أكتب الشعر الشعبي، لقد ذهبت أبعد الى المصدر الذي يمتد اليه الشعر الشعبي. أنا لم أقتبس القوالب ولا العبارات. أحياناً ربما أستخدم جملة أشعار، لكنها قليلة جداً"".

غولتين آقين، شاعرة كتبت، بعين الناس، القضايا التي حملتها، بصفتها امرأة، في المجتمع التركي. شعرها، هو الشعر الذي يتكىء على تقاليد الشعر التركي والقيم الحياتية للشعب. لهذا، فهي ليست شاعرة - امرأة، بل شاعرة معاصرة مهمة.


الوفاة

? نوفمبر، ???? في انقرة

"
شارك المقالة:
69 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook