لكي يتمكن رائد المشروع من إعداد خطة مشروع محكمة، فإن عليه، في البداية، أن يعتمد على بعض المصادر التي تعينه في ذلك، وهذه المصادر هي ما اُصطلح على تسميته بـ مصادر التخطيط.
وكلما كانت مصادر تخطيط رائد الأعمال متنوعة ومتعددة، كانت خطته، وتاليًا مشروعه، أكثر نجاحًا وفعالية. يُفهم من هذا، إذًا، أن الذهن المنفتح، المتسائل هو الشرط الأول وربما الأساسي الذي يجب أن يتوفر في واضع الخطة الخاصة بالمشروع.
مثل هذا الشخص لا يأنف السؤال، ولا طلب المشورة والاستفسار؛ لأنه يدرك جزمًا أن نجاح مهمته التخطيطية مرهون بكثرة السؤال والاستفسار.
إذا اتفقنا على أن كثرة السؤال، وطلب المشورة أمران محمودان، بل مطلوبان لإنجاح عملية التخطيط برمتها، ولإعداد خطة مشروع ناجحة، فالسؤال التالي يكون منطقيًا: من هم هؤلاء الذين يمكن أن نستشيرهم ونسترشد بآرائهم؟
في واقع الأمر، يمكن القول، إن مصادر التخطيط بالنسبة لرائد الأعمال أو صاحب المنشأة الصغيرة والمتوسطة كثيرة ومتنوعة، فبغض النظر عن شركائه والمساهمين برأس المال معه، أو من يتقاسمونه فكرته الرائدة، فثمة شخصيات جمة يمكن الاستنارة برأيها في هذا الصدد، مثل: أصحاب البنوك، المحامين والخبراء القانونيين، المستشارين والمختصين في الإدارة، الأكاديميين والجامعيين.. إلى آخر هذه القائمة.
ولا يقتصر الأمر على أصحاب المناصب الكبيرة والمرموقة، وإنما قد يحمل موظف صغير فكرة نيرة، يمكنها أن تفتح لك بابًا واسعًا من التأملات والأفكار التي يمكنها أن تكون بوابة أو معبرًا لربح كبير.
لا يقتصر أمر الحصول على المعلومات على مجموعة من الأشخاص ذوي الخبرة في المجالات المختلفة، بل إن هناك بعض الجهات والإدارات التي يمكن التوجه إليها والاستفادة مما لديها من بيانات ومعلومات، مثل: إدارات المشاريع الصغيرة في الجهات المختلفة، ومراكز تطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة، الغرف التجارية، الهيئات والجمعيات المحلية، المؤسسات المهنية، شبكات العمل.
ولا يخفى على أحد، بطبيعة الحال، أن مواقع الإنترنت المتخصصة في هذا الصدد يمكنها، إن أُحسن استخدامها، أن تقدم خدمات جليلة لرواد الأعمال وأصحاب المشروعات الناشئة والصغيرة.
لعل الدرس المستخلص مما فات هو أن المعلومات هي وقود التخطيط؛ فلا أحد يخطط من داخل برج عاجي، بل إن المخطط الماهر والمحنك يشق طريقه نحو إنجاح مهامه التخطيطية مستندًا إلى كم هائل من المعلومات، أو حتى من البيانات الخام.
لكن ثمة أمر مهم في هذا الصدد، مفاده: أنه بما أنك تسعى لجمع أكبر قدر من المعلومات لتقيم عليك صرح خطتك، فاحرص على أن تكون معلوماتك صحيحة؛ فالمعلومات الخاطئة قد لا تؤدي إلى شيء، وفي أحسن الأحوال، ستذهب بك إلى حيث لا تريد.
لن يكون من السهل الحصول على المعلومات “الصحيحة” كما قد تظن لأول وهلة، ناهيك عن أن تنقية هذه المعلومات من تلك التي لن تقدم لك فائدة أو غير الصحيحة سيكون جهدًا لا يقل عن جهد جمع المعلومات نفسه، لكن كل هذه الجهود ضرورية.
فبدون تخطيط، وبدون خطة مشروع محكمة ناجحة لن يكون لمشروعك وجود ولن تجني من ورائه سوى الخسارة والتعب. إن التخطيط هو بوابة العبور إلى النجاح والربح، إذا أيقنت من ذلك فلن تستعظم أي جهد تبذله في هذا الصدد.