تعرف على العوامل التي اثرت في نجاح و ازدهار الاقتصادي التركي:

الكاتب: رامي -
تعرف على العوامل التي اثرت في نجاح و ازدهار الاقتصادي التركي:
"

تعرف على العوامل التي اثرت في نجاح و ازدهار الاقتصادي التركي:

العوامل التي اثرت في نجاح و ازدهار الاقتصادي التركي:

لم تك المنجزات الاقتصادية التي حققتها حكومة العدالة والتنمية بمعزل عن عوامل اخرى اسهمت في تحقيقها، ولعل أهمها:

– العامل الداخلي:

اسهم في هذا النجاح الاقتصادي نزاهة ومصداقية قيادة حزب العدالة والتنمية على المستوى الشخصي والالتفاف الجماهيري حوله، والمستوى العالي للنخبة القيادية فيه، فأردوغان كان رئيسا لبلدية اسطنبول واستطاع تحقيق إنجازات كبيرة، وأعطت تجربته العملية تلك مصداقية كبيرة له على مستوى النزاهة الشخصية وعلى مستوى الكفاءة السياسية والإدارية، وقد وُصف الحزب من قبل الوسط الإعلامي المحلي بأنه “الحزب الأبيض” نسبة إلى مصداقية ونزاهة قيادته وبشكل خاص أردوغان وعبد الله غول، وهي الصفة – أي النزاهة – التي كان الأتراك يرجونها في ظل حالة الفساد السياسي التي كانت مستشرية، والطريف في الأمر أنّ عددا من الدراسات الغربية كانت توقعت نهاية الطبقة السياسية التركية السابقة وظهور طبقة سياسية جديدة قبل الانتخابات، وفعلا تميز الحزب بأن النسبة الغالبة من أعضائه وقياداته لم تكن تشغل مناصب عامة أو قيادية من قبل، الأمر الذي يبدو وكأنّ السطح السياسي كله قد تغير، أو كأنّ هزة سياسية قد حصلت في الدولة.

-العامل الخارجي :

شكل ترشح تركيا لعضوية الاتحاد الأوروبي حافزا كبيرا لحكومة العدالة والتنمية للقيام بالإصلاحات على المستويات كافة؛ اذ كان مطلوبا منها للانضمام الى الاتحاد تطبيق معياريين، وهما:-

= المعيار السياسي:ممثلا بالاتي:

– ارساء أسس الديمقراطية النيابية.

– بناء دولة القانون، وتفكيك قواعد الاستبداد.

– احترام حقوق الإنسان وإلغاء التشريعات المنافية لها.

– احترام حقوق الأقليات ومنحها حرية الممارسة الثقافية وحق التعبير عن هويتها داخل إطار الدولة.

– المعيار الاقتصادي، وتمثل بما يلي:-

– وجود نظام اقتصادي فعال يعتمد على نظام السوق.

– إصلاح النظام المصرفي والمالي ليتكيف مع النظم المعمول بها في دول الاتحاد.

– إصلاح المؤسسات والمرافق العامة بما يتفق مع المقاييس الموجودة في الاتحاد.

– بناء أسواق محلية قادرة تتحمل تبعات الانفتاح على السوق الداخلية الأوروبية .

– مكافحة الفساد والرشوة في جهاز الدولة.

وقد جاء هذان المعياران وبشكل كبير منسجمين مع الأهداف الاستراتيجية الداخلية والخارجية التي تسعى حكومة العدالة والتنمية لتحقيقهما، فعلى المستوى الداخلي يسهمان في إبعاد المؤسسة العسكرية عن الحياة السياسية في تركيا، وجعلها تتجه نحو حكم مدني لا يكون لها دور فيها. أما الهدف الخارجي القديم فيتمثل في انضمامها للاتحاد الأوروبي.

تجدر الإشارة هنا الى أن الإنجازات الاقتصادية التي حققتها حكومة العدالة والتنمية هي أشبه بتلك الانجازات التي حققتها ألمانيا واليابان في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، فكلتا الدولتين وظفتا ظروف الحرب الباردة بما يعود بالنفع على اقتصادهما، وكذلك الحال ينسحب أيضا على تركيا في توظيف عضوية الترشح للاتحاد الأوروبي في تحفيز اقتصادها.

"
شارك المقالة:
51 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook