الفنون الجميلة التركية

ظهر الفن التشكيلي التركي في القرنين الثامن والتاسع مُجسَّداً في الجداريات والمنمنمات التي خلفتها آثار الأويغور الأتراك في آسيا الوسطى. تأثرت هذه الرسومات بالمعتقدات البوذية والمانوية ومثّلت صوراً للكهنة والأرستقراطيين والخيل والتنين. انتقل ذلك الأسلوب الخاص والتراكيب المتتابعة إلى أعمال السلاجقة بعد إسلامهم وحمل نفس السمات والألوان الزاهية.

من مصادر الفنون التشكيلية التركية لوحات للفنان التركي «محمد سياه كالم» (الصورة رقم: 1) رُسمت على لفائف من الورق لكهنة ودراويش ترك ومغول وجنيات خيالية وعمالقة، رسمت بطريقة غير معتادة تختلف عن جماليات المنمنمات وإن استندت إلى نهج واقعي لفن السهوب في آسيا الوسطى، وقد أحضرت تلك الرسومات إلى قصر توبكابي في عهد السلطان محمد الفاتح.

شوهد تطوّر للفن التشكيلي التركي في الأناضول على العدد القليل من الكتب التي بقيت حتى الآن، واتخذت موضوعات مختلفة للحياة التركية الجديدة في الأناضول كحياة الخيام ومراسم الدفن ومعلومات فلكية وأساليب سحر وتصوير لمخلوقات غريبة وطيور وهمية وملائكة، مع الاحتفاظ بالمعاني الرمزية في فنون آسيا الوسطى، كالنسر الذي أصبح شعاراً للسلاطين باعتباره طوطماً ورمزاً للسلطة في المعتقدات التركية في آسيا الوسطى. كما يمكننا أن نرى المعتقدات المتعاقبة وأساليب الحياة والمذاهب الدينية التي أضافها الأتراك إلى ثقافتهم لقرون من الزمن عاشوها في آسيا الوسطى والتي تشكّل مصادر مهمة في تشكيل فنونهم. هذه الخلفية تُلاحَظ بوضوح بعد اعتناقهم الإسلام، فأصبح الفن التمثيلي محدوداً والتوجه نحو التنميق والزخرفة الهندسية لا مفرّ منه، واستخدمت المنمنمات لتجميل المخطوطات وكان لها الجانب التمثيلي وظلّت الرمزية تسود على هذا الشكل الفني من الرسم. لهذا السبب فمفهوم الفن التصويري التركي يميل نحو تأثير الفن الغربي والمعاصر.