تعرف على المسلمين في بورما

الكاتب: وسام ونوس -
تعرف على المسلمين في بورما

 

 

تعرف على المسلمين في بورما

بعد أسبوع من إبلاغي بالمشاركة تمت إرسال جميع الاوراق الخاصة بالمؤتمر وكذلك تأشيرة الدخول وكل شيء، وبالتالي حسم الموضوع إني مسافر مسافر لامحال، كنوع من انواع الإلتزام والوفاء بالمواعيد, ولكن إتخذت إجراءات وقائية وحمائية بالنسبة لأسرتي، وتوكلت علي الله.

السفر الى بورما

رحلة طويلة ولكن علي مرحلتين:

1- من القاهرة الي الإمارات (دبي) وقت 4 ساعات طيران.

2- من الإمارات إلى بورما وقت 6 ساعات طيران.

وصلت بورما وتوجهت لمكتب التأشيرات للحصول على التأشيرة وحصلت عليها بالفعل بمنتهى السرعة والسهولة. خرجت من المطار لركوب التاكسي حسيت انهم مصرين من فهلوتهم وسعيهم لجلب الزبون.

ركبت التاكسي بعد أن اتفقت معه على الأجرة، وهي 10000 كيات ما يعادل بالمصري 130 جنيه , حيث تصل المسافة بين المطار والفندق حوالي 40 دقيقة إلي الفندق.. لاحظت وجود سبحة معلقة في مرآة صالون السيارة، ولكنني لم أستفسر عن الأمر.

وصلت الفندق فكان حسن الاستقبال والترحاب بطريقة لم أراها من قبل، نظراً لاختلاف ثقافتهم في التحية مثل الانحناء أمام الآخر، ولكني تعلمت كلمة التحية بالبورمي (بنجلابا) فكل شخص سيقابلك سيقول لك بنجلابا، حتى أصبحت أقولها أنا الآخر.

المسلمون في بورما

المهم، تحدثت مع رئيس اتحاد عمال بورما علي أوضاع العمال في مواقع العمل وما إذا كان هناك تميز بين العمال في مواقع العمل وما حقيقة مانسمعه عن الاضطهاد الديني.

شرح لي الرجل الأمر قائلاً: لا حقيقة لما تسمعونه فنحن بلد نحترم الأقليات ونحترم عقائد الآخرين والدليل علي ذلك أن المعبد بينه وبين الكنيسة المسيحية حوالي 100 متر وبين الكنسية والمسجد حوالي 100 متر، آخرين كل هذا علي خط واحد، ونسمع الأذان الإسلامي 5 مرات في اليوم من خلال مكبرات صوت المساجد.

وأضاف الرجل: ولكن حقيقة الأمر أنه منذ زمن بعيد دخل بلادنا طائفة مسلمة من بنجلاديش، كانت عاداتهم وتقاليدهم تختلف عن مسلمي بورما، فلفظهم شعب بورما فذهبوا إلى الجنوب، وسرعان ما ذهب معهم أيضاً فئة متشدده من البورمين خرجوا عن طوع الحكومة وأعلنوا استقلالهم بالجنوب عن حكومة بورما.

المساجد في بورما

 

يتابع الرجل: وسرعان ما تدخلت معهم دول أخري أمدت الطرفين بالسلاح ووقفت الحكومة البورمية عاجزة تجاه ذلك. وبالفعل أعلنوا هؤلاء المتطرفين استقلالهم عن بورما بحكومة موازية وعلم يختلف عن علم بورما، ويحدث بعض المناوشات بينهم البعض، ولكن ليس بشكل واسع كما تسمع على وسائل التواصل الاجتماعي، فنحن كدولة بعيدين كل البعد عن هذا ونرفض أي ممارسات طائفية بيننا.

بالفعل تحدثت مع أكثر من شخص في هذا الامر، وأكدوا علي هذا الكلام، ولكنني بحثت علي جوجل خرائط، كي أرى أين يقع أقرب مسجد بالنسبة للفندق، ففوجئت وأنا في يانجون عاصمة بورما، أن العاصمة بها 9 مساجد وأقرب مسجد يبعد 600 متر من الفندق.

صلاة الجمعة في أحد مساجد بورما

مسلمي بورما

خرجت لأداء صلاة الجمعة بالمسجد، فمشيت في الشوراع بمنتهي الأريحية دون خوف أو قلق ولم أجد أي نظرات عنصرية تجاهي، علماً أن ملامحي تشير إلى كوني أجنبي.

على بعد حوالي 50 متر من الفندق بدأت اسمع أصوات الأذان تعلو من خلال مكبرات صوت، ولكني لا أعلم من أين تأتي، واصلت المسير بناء على وصف الخريطة إلى المسجد ووصلت بالفعل.

المسجد كبير، ومكتوب علي المئذنة باللغة العربية (بسم الله الرحمن الرحيم) وتاريخ إنشائه يرجع إلى عام 1937م وأديت صلاة الجمعة وسط الحاضرين، فهم يتميزون بطيبة ونقاء منقطع النظير، وينظرون لي نظرات بها دفئ ومحبة ولكن هناك حلقة مفقودة بيننا وهي اللغة.

بورما والمسلمين

هم يتحدثون البورمية فقط ولا أستطيع التواصل معهم إلا قليل جدا، توجهت لخط سير العودة فقابلني مول تجاري فدخلته به كل شيء. في الطابق الاول المأكولات والمشروبات.

كل بائع كان يحييني فكان يعطني مما يبيع لأتذوقه، وخاصة العصائر، فشربت “لما قلت يا بس”. ولكن الأسعار عندهم اغلي من عندنا بعض الشيئ ولكن لا اعلم ان كان هذا لكون المكان، مول تجاري وليس سوق شعبياً؟ ولكن ملاحظتي ان الصناعات عندهم محلية وليست أجنبية ولكنها تأخذ الشكل الاجنبي من حيث العبوات والتغليف .

واصلت المشي إلى ان قابلت مدرسة اطفال في المراحل العمرية من 6 اعوام حتي 14 عام وجميعهم يمسكون بيدهم عمود طعام، اي انهم يأخذون الاكل من بيوتهم الي المدرسة وسلوكهم في الخروج من المدرسة منظم، ويسيرون في الشوارع بسلوك طيب.

رحلتي الى بورما

حجاج بورما

بشكل عام البلد جميله وشوارعها منظمة جدا تخلوا من المطبات الصناعية، ولكن بها اشارات مرور منظمة وحارات سير للسيارات في الاتجاهات المختلفة منظمة، وسلوكهم بالسير في السيارات منظم جدا، ولكن البنية التحتية للصرف الصحي متهالكه بعض الشيء، وذلك نظراً لسقوط الامطار طيلة العام.

المفاجأة الكبرى بالنسبة لي، حدثت عندما توجهت إلى المطار لمغادرة بورما، حيث لاحظت وجود العديد من الأشخاص يلبسون لبس الحجيج، وتقابلت معهم في صالة انتظار الطائرة، وتحدثت بشكل بسيط مع أخين الاول اسمه بركات علي.

قالوا لي إنهم متوجهون لأداء فريضة الحج وأنهم يتمنون أن أكون قضيت وقت ممتع في بورما، وإنهم يتفاخرون أنهم من بورما, وكان عددهم كبير يقدر 250 شخص والشركة التي تنظم رحلتهم وزعت علي كل شخص شنتطين، الاولى شنطة هاند باج كبيرة بها جميع لبس الحاج, والشنطة الثانية شنطة رقبة لوضع المتعلاقات الشخصية بها، وركبنا سوياً الطائرة .

كان هذا ملخص رحلتي في ميانمار أو بورما لمدة 6 أيام, واتمنى أن اكون استطعت نقل الصورة، وأرحب بأي استفسار لكم

شارك المقالة:
100 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook