تعرف على المعالم التضاريسية بمنطقة الجوف في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
تعرف على المعالم التضاريسية بمنطقة الجوف في المملكة العربية السعودية

تعرف على المعالم التضاريسية بمنطقة الجوف في المملكة العربية السعودية.

 
تحوي منطقة الجوف تضاريس متنوعة تختلف في الغرب عن الشرق؛ ففي الغرب والشمال الغربي تسود الصخور النارية البركانية التي تتميز بصخورها الصلبة في حرة الحرة، وفي بقية المنطقة تسود الصخور الرسوبية الأقل صلابة في هضبة الحماد وهضبة الحجرة. وقد أدت عوامل التعرية المتعددة إلى وجود عدد من المظاهر التضاريسية، كما قسمت المجاري المائية المنطقة إلى مجموعة من الهضاب الصغيرة.
 
وتعدَّ هذه الهضاب جزءًا من هضبة الشام الكبرى إلى الشمال؛ وهي في العراق وسورية وشمال المملكة العربية السعودية صحراء ضخمة من السهول الحصوية والصخرية التي يقع تحتها صخور رسوبية كريتاسية من الزمن الثاني، وصخور من الزمن الثالث، وبازلت بلايوسيني، ولم تتجعد إلا بصورة طفيفة نتيجة النشاط التكتوني. ويبلغ ارتفاع الهضاب الشمالية وبخاصة من سَكَاكَا تجاه حدود المملكة الشمالية 800م تقريبًا؛ ما يجعل هذه المنطقة تمثل خط تقسيم مياه مهمًا، ففي الجانب الشرقي يوجد نظام صرف شجري معقد يُعرف بـ (منطقة الوِدْيَان) يتجه نحو الشرق إلى سهول العراق ونهر الفرات، أما الجانب الغربي فتتدفق أوديته وشعابه نحو وَادي السِّرْحَان. ووَادي السِّرْحَان منخفض عظيم طوله 300كم داخل حدود المملكة، وعرضه يراوح بين 30 و 50كم، ويقع على عمق 300م تحت مستوى سطح الهضبة؛ لهذا كان يستخدم طريقًا تجاريًا مهمًا بين الشام ووسط شبه الجزيرة العربية
 
وتنقسم الهضاب الشمالية في المملكة إلى أقسام أربعة لها أسماء محددة، ولكن الحدود بينها غير واضحة وذلك لتشابه السطح والأرض ونوع الصخور في معظم المنطقة، على أنه يطلق على الجزء الغربي منها الذي تغطيه صخور البازلت حرَّة الحرَّة، وإلى الشرق من الحرة وشمالها تقع هضبة الحَمَاد، ثم إلى الشمال والشرق من هضبة الحَمَاد تقع هضبة الوديان التي هي جزء من هضبة الحَجَرَة التي تمتد شرقًا حتى سهل الدِّبْدِبَة الحصوي. أما حد الهضبة الجنوبي فهو رمال صحراء النُّفُود الكَبِير وصحراء الدَّهْنَاء.
 
ومن الصعب تبين مجرى واضح لوَادي السِّرْحَان إذ إنه منخفض طولي واسع تنحدر إليه الشعاب والأودية من جهات عدة أهمها الأودية التي تنحدر من الجنوب الشرقي من البُسيْطاء وجبال الطُّبِيْق، مثل: وادي حِدْرِجْ، ووادي أبو حَوَايِة، ووادي الغِنْيَة، ووادي أم أرْطَى، ووادي فَجْر، ومن الشمال الشرقي تنحدر من حرَّة الحرَّة: وادي الرُّشْيَدة، ووادي السَّنْدَلة، ووَادِي الأعَيْلِي، ووادي أبو نُجَيْلَة، ومن الجنوب الغربي من منطقة الصُّوان بالأردن ينحدر نحو الشمال الغربي نحو منخفض وَادي السِّرْحَان أودية، مثل: الأبْيَض، ووادي الحَصَاة، ووادي الغَرَّاء، ووادي بَائِر، ووَادِي المَخْرُوق، ووادي الدِّرَاوة وغيرها. وتستمر الأودية في الانحدار نحو هذا المنخفض داخل الحدود الأردنية حتى منطقة الأزْرَق ومدينة الأزْرَق في الأردن. ونظرًا لعدم وضوح المجرى وقلة انحداره فإن معظم مياه هذه الروافد تتجمع في بعض المناطق مؤدية إلى قيام سباخ كبيرة، مثل: سبخة حَظَوظَاء وسباخ قُرَيَّات المِلْح، وبعض القيعان، مثل: قيعان القَعِيْدَات في المملكة، وقاع العُمَري داخل الأردن. وعلى كل حال فإن هذا الوادي يمتاز بوفرة كبيرة في المياه الجوفية؛ ما أدى إلى قيام زراعة في الواحات منذ فجر التاريخ  
 
أ - هضبة الحَمَاد: 
 
تقع هضبة الحَمَاد إلى الشرق والشمال من حرَّة الحرَّة، وهي هضبة مستوية السطح لهذا تقل بها الأودية الرئيسة فكل أوديتها شعاب تنتهي في محابس محلية، فمعظم هضبة الحَمَاد يراوح ارتفاعها بين 800 و 850م، لهذا تكثر بها القيعان والفياض والخباري، مثل: قاع الأمْحَاص وقاع الطُّوسِيَّة وفياض العَوْجَاء وفيضة الشِّفَلَحِيَّة وخباري الأمْحَاص في منطقة العَجْرَمِيَّات والشُّوَيْحِطِيَّة شمال الجَوْف. ولا تكاد تعثر على ارتفاعات أعلى مما ذكر سوى في جبل أم أَوْعَال 1.014م وجبل وعَيْلَة 936م شمال شرق طُرَيْف. وفي حرَّة الحرَّة توجد ارتفاعات أكبر من هذه ولكنها خارج هضبة الحَمَاد. وعلى كل حال يمكن أن نعدَّ خط طول 30 َ 40 ْ شرقًا حدًا تقريبًا بين هضبة الحَمَاد وهضبة الحَجَرَة إلى الشرق منها، فبعد هذا الخط شرقًا تبدأ كثافة الأودية في الظهور ويتغير المظهر العام لهضبة الحَمَاد ذات السطح المستوي الذي تسلكه السيارات في كل اتجاه بسهولة وبسرعة كبيرة. وتتكون هضبة الحَمَاد من الصخور الأيوسينية ذات الحجر الجيري الصواني في شمالها وغربها ومن الأحجار الجيرية الكريتاسية التابعة لتكوين العَرَمَة في شرقها.
 
وقد نشأت سهول الحماد في شمال غرب المملكة نتيجة قيام الرياح بتذرية المواد الدقيقة ونقلها من مكانها إلى أمكنة أخرى، مع ترك المواد الخشنة على شكل بقايا متخلفة من شظايا من الحجر الجيري الصواني التي تملأ المكان. ولقلة الأودية ومصادر المياه في سهول الحماد فقد كانت مخيفة جدًا للمسافرين، بل كانوا يبحثون عن طرق بديلة إذا أمكن. وأعلى معدل لإمكانية الانسياق الرملي كانعكاس لقوة الرياح تقع في شمال غرب المملكة، وبهذا فإن سهول الحماد هذه كانت ولا تزال مصدرًا من مصادر الرمال التي تتموضع عادة في صحراء النُّفُود الكَبِير والدَّهْنَاء. وتنشأ سهول الحماد في الصحاري ذات الأمطار التي لا تزيد على 100مم سنويًا، وهي من المظاهر المميزة للمناخ الصحراوي الشديد الجفاف  
 
ب - هضبة الحَجَرَة:
 
تمتد هضبة الحَجَرَة إلى الشرق من هضبة الحَمَاد وغالبها يقع في منطقة الحدود الشمالية؛ أي من خط طول 30 َ40 ْ شرقًا تقريبًا حتى خط طول 00 َ 45 ْ شرقًا حيث يبدأ سهل الدِّبْدِبَة الحصوي الذي يقع ضمن هضبة الصُّمَّان لمسافة 600كم تقريبًا. أما عرضها فمن الصعب تحديده؛ ذلك أنها جزء من الهضاب التي تقع إلى شمالها في العراق والأردن وسورية. وتنحدر الهضبة بشكل عام نحو الشمال الشرقي، ويعكس هذا الانحدار اتجاه الأودية نحو بادية العراق.
 
وتتكون هضبة الحَجَرَة من الصخور الجيرية الكريتاسية التابعة لتكوين العَرَمَة في منطقة الوِدْيَان وهضبة الحَجَرَة شمال النُّفُود الكَبِير والدَّهْنَاء، وتتكون كذلك من صخور المارل الطباشيري التابع لتكوين أمّ رَضَمَة الباليوسيني والأيوسيني وذلك في مناطق الصَّحَن والهَذَالِيْل، وبشكل عام في شمال شرق وشرق هضبة الحَجَرَة، بالإضافة إلى قشرات كلسية صلبة من الزمن الرابع في مناطق واسعة من الهضبة  
 
ج - الرمال الواقعة في منطقة الجوف:
 
من المعلوم أن الرياح الحاملة للرمال تضع حملها أثناء مرورها بعوائق تقلِّل من قدرتها على حمل الرمال، ولهذا نجد أن الرياح تقوم بإرساب كميات هائلة من الرمال في المنخفضات. وفيما يأتي سنذكر بعض التفاصيل عن التجمعات الرملية في النفود الكبير، علمًا بأن بعضها قد يخرج عن منطقة الجوف إلى المناطق المجاورة:
 
- صحراء النُّفُود الكَبِير: 
 
تقع صحراء النُّفُود الكَبِير في الجزء الشمالي من المملكة بين منطقة حَائِل من الجنوب ومنطقة الجَوْف من الشمال أي بين دائرتي عرض 05 َ 27 ْ و 40 َ 29 ْ شمالاً. وهذا التحديد يغفل التجمعات الرملية الصغيرة المنعزلة عن النُّفُود الكَبِير والموجودة في منطقتي حَائِل والجَوْف. أما حد النُّفُود من الغرب فهو خط طول 25 َ 38 ْ شرقًا وهو يمثل آخر ما وصل إليه اللسان الممتد من النُّفُود نحو الشمال الغربي المسمى (العُرَيْق) الذي ينتهي عند وادي فَجْر. وإلى الجنوب توجد منطقة حفرة الطُّفَيْحَة والخُنْفَة وهي مناطق خالية تقريبًا من الرمال المتصلة مع النُّفُود الكَبِير سوى في بعض الطعوس والتجمعات الرملية التي تخفي معالم سطح الأرض الأصلية، ولهذا يشق وادي نَيَّال طريقه عبر المنطقة مُشَرِّقًا حتى يصل إلى قرية العَسَّافِيَّة ثم يتجه بعدها شمالاً حتى يصل إلى نُفُود العُرَيْق السالف الذكر. وإلى الشمال الشرقي من الخُنْفَة هناك ما يعرف بلُغْف النُّفُود وهي منطقة خالية تقريبًا من الرمل يمكن الوصول إليها بالسيارة. أما حد النُّفُود الكَبِير من الشرق فهو خط طول 30 َ 42 ْ شرقًا وهو الحد الذي تبدأ منه رمال الدَّهْنَاء ونُفُود المَظْهُور. وفي النُّفُود الكَبِير توجد معظم المظاهر والمصطلحات الرملية الموجودة في مناطق الرمال الأخرى، ففيه عُرُوق في جزئه الشرقي، مثل: عُرَيْق الخُرَيْزَة، وفُلُوقٌ، مثل: فَلْق الوَسِيع، وفَلْق المَجَافِل، وفَلْق شَفَق في شرق النُّفُود الكَبِير، وفُلُوق الرَّاشِد، والفَلْق الوَسِيع في غربه، وطُعُوْسٌ (جمع طِعْس) ونَوَازٍ (جمع نَازِيَة) في كل مكان من النُّفُود الكَبِير؛ وهي أحيانًا تذكر مفردة، مثل: طِعْس الطَّيْر ونَازِيَة قَمْرَاء أو مجموعة، مثل: طُعُوْس المَعَارِيْض ونَوَازِي الرَّدَائِف في شرق النُّفُود الكَبِير، وعددها يفوق الحصر. كما تكثر الخُبُوْب في شرق النُّفُود الكَبِير مثل: خَبّ الثَّوْر، وخَبّ المِنْدَسّ، وخَبّ المُوَذَّر  
 
وأقصى امتداد شرقي غربي للنُّفُود هو 342كم، أما عرضه من الوسط فهو 572كم من الشمال نحو الجنوب، ويقل عرض النُّفُود الكَبِير كلما اتجهنا شرقًا فهو لا يتعدى 128كم عند نهاية النُّفُود الشرقية. ولذلك فالنُّفُود الكَبِير يشبه مثلثًا قاعدته في الغرب ورأسه في الشرق، ومساحته 64.630كم  تقريبًا، ويشبه النُّفُود اليد العملاقة ذات الأصابع الطويلة التي تشير نحو الغرب  .
وقد مر بلجريف   بالنُّفُود الكَبِير ووصفه على النحو الآتي:
 
النُّفُود الكَبِير هو محيط شاسع من الرمال المتفككة التي لا تحيط بها العين، مكوَّمة في شكل حروف ضخمة موازية بعضها بعضًا من الشمال إلى الجنوب، تموُّج في أثر تموُّج، متوسط ارتفاعها مئتان أو ثلاثمائة قدم، مع سفوح مائلة وقمم مستديرة ذات أخاديد في كل اتجاه بفعل رياح الصحراء المتقلبة، فيجد المسافر نفسه بينها وكأنه قد سجن داخل حفرة خانقة من الرمال تحوطها جدران محرقة من كل جانب، بينما في أوقات أخرى إذا ما صعد المسافر المنحدر أشرف على بحر شاسع من النار التي تمتد تحت رياح موسمية شديدة.
 
كما أن الليدي آن بلنت وزوجها عبرا النُّفُود الكَبِير في رحلتهما إلى حَائِل عام 1296هـ / 1879م وكتبا في مذكراتهما عنه ما يأتي:
 
13 يناير 1879م لقد كنا طيلة اليوم في النُّفُود الكَبِير، وهو مثير للاهتمام فوق ما أمَّلنا، وساحرٌ فوق الحد الذي توقعناه، وهو إلى جانب ذلك مختلف تمامًا عن الوصف الذي قرأته عن النُّفُود الكَبِير للمستر بلجريف، الذي يؤثر في المرء بوصفه كابوسًا لرعب مستحيل. صحيح أنه عَبَر النُّفُود الكَبِير في الصيف ونحن الآن في منتصف الشتاء، ولكن السمات الطبيعية لا يمكن أن تتغير كثيرًا بتغير الفصول؛ ولا أستطيع أن أفهم كيف تغاضى عن خصائصها الرئيسة. إن الشيء الذي يدهش المرء عن النُّفُود الكَبِير لأول وهلة هو لونها. إنه ليس أبيض مثل كثبان الرمل التي مررنا بها أمس، ولا أصفر كما هو الرمل في أجزاء من الصحراء المصرية، ولكنه في الواقع أحمر فاتح، قرمزي تقريبًا في الصباح حين يكون نديًا بالطل. إن الرمل خشن نوعًا ما، ولكنه نقي تمامًا، لا تخالطه أي شائبة من عنصر أجنبي، حصباء، أو طين، وهو بالتلوين نفسه والنسيج في كل مكان  
 
وعلى الرغم من وجود بحار الرمال الضخمة في كثير من الأحواض الطبوغرافية، غير أن النُّفُود الكَبِير يعلو سهلاً يكاد يكون مستويًا ثم يميل ميلاً خفيفًا باتجاه الشمال الغربي. وقد لاحظ ذلك الرحَّالة بلنت وزوجته منذ أكثر من مائة عام، وكانا قد اجتازا النُّفُود الكَبِير على ظهور الخيل من الجَوْف حتى حَائِل. وفي عام 1402هـ / 1982م قام فولكيندر من مصلحة المساحة الجيولوجية الأمريكية باستكمال مسحين طبوغرافيين من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب عبر النُّفُود الكَبِير، وأثبت المسحان أن صحراء النُّفُود الكَبِير لا تقع داخل حوض طبوغرافي. والحقيقة أنه يقع في منخفض له بعض صفات الحوض التضاريسي إذ تحده المرتفعات من الجنوب والشمال والشرق. ففي الشمال تقع مرتفعات الطَّوَيْل، وتقابلها جبال أَجَأ ومَتَالِع والمِسْمَا وعِرْنَان من الجنوب، ومن الشرق توجد هضبة التَّيْسِيَّة وجبال جِبَلَة والجُبَيْل.
 
وكان يطلق قديمًا على رمال النُّفُود الكَبِير (رمل عَالِج)، والعَالِج هو المتراكم من الرمل المتداخل بعضه في بعض. قال أبو عبدالله السكوني: عَالِج رمل بين فَيْد والقُرَيَّات ينـزلها بنو بُحْتُر من طيئ، وهي متصلة بالثَّعْلَبِيَّة على طريق مكَّة، لا ماء بها، ولا يقدر أحد عليهم فيه، وهو مسيرة أربع ليالٍ، وفيه بِرَكٌ إذا سالت الأودية امتلأت، وذهب بعضهم إلى أنه متصل بوَبَار. ووَبَار هي رمال الربع الخَالِي  
 
ويتكون النُّفُود الكَبِير بصورة رئيسة من كثبان طولية، ومستعرضة، ونجمية. والكثبان السائدة في غرب النُّفُود وجنوبه هي حوائط برخانية ضخمة تتصل في كثير من الأحيان لتكون كثبانًا مستعرضة طويلة. ومن الجو تبدو تلك الكثبان المستعرضة مشابهة لحد مسنَّن لسكين مطبخ؛ لأن الأوجه الهلالية مفصولة بالقرون المدببة للكثبان الهلالية. وقد تكونت الكثبان المستعرضة والبرخانية جميعًا نتيجة هبوب رياح تكاد تكون أحادية الاتجاه من الجنوب الغربي، وغرب الجنوب الغربي.
 
وفي شمال النُّفُود ووسطه وشماله الشرقي نجد أن أغلب الكثبان طولية الشكل، ولكنها مع ذلك تعدُّ طرازًا مختلفًا وغير عادي لهذا النمط من الكثبان الطولية. فبدلاً من أن تتخذ شكلاً يكاد يكون مثلثًا في مقطعها العرضي، كما هي الحال في كثبان السيف الطولية الموجودة في صحراء الربْع الخَالِي وكثير من بحار الرمال بالصحراء الكبرى، نجد أن كثبان النُّفُود الطولية حيود تتسم بالانخفاض والاتساع ذات سلسلة من الأوجه الهلالية المنفصلة على الجانب لكل حيد. وقد تكونت تلك الكثبان الفريدة الطولية الشكل، على الأرجح، في ظل نظام ريحي ثنائي الاتجاه جنوبي غربي وشمالي غربي.
 
وفي شرق النُّفُود الكَبِير تغدو الكثبان الطولية أصغر حجمًا، كما تتسع الفواصل بينها عندما تشرع الكثبان في الاتجاه جنوبًا. ويقترب شكل تلك الكثبان المتجهة نحو الجنوب من الشكل التقليدي للكثبان الطولية. أما الكثبان النجمية الضخمة فتتركز في الجزء الجنوبي الشرقي من النُّفُود الكَبِير، ويبلغ ارتفاع بعض الكثبان النجمية 200م وهي ذات أذرع يراوح عددها بين 2 و 6 وتنبثق هذه الأذرع من القاعدة المستقرة وهي ذات رمال نشطة، وتدور هذه الأذرع حول القاعدة مستجيبة لتقلبات محلية في اتجاه الرياح، ومشيرة إلى أن هذا الجزء من النُّفُود الكَبِير يتأثر بالرياح من اتجاهات عدة.
 
أما عن الرياح المسؤولة عن تكوُّن الكثبان الرملية الضخمة في النُّفُود الكَبِير فقد أتت بصورة رئيسة من الجنوب الغربي والغرب والشمال الغربي. أما الكثبان في غرب النُّفُود الكَبِير وشرقه فقد نجمت عن الرياح التي هبت من اتجاه غربي واحد؛ بينما تكونت الكثبان الطولية في وسط النُّفُود الكَبِير وشماله نتيجة الرياح الشمالية الغربية والرياح الجنوبية الغربية كلتيهما. وتميل الكثبان الطولية عند الحافة الشرقية للنُّفُود إلى أن تضرب نحو الجنوب، وهو اتجاه يعكس تأثير الرياح الشمالية والشمالية الشرقية. كما تدل المناطق الشاسعة ذات الكثبان النجمية في شرق النُّفُود الكَبِير وأجزاء من الدَّهْنَاء على أهمية تعدد اتجاهات الرياح. ويمتد فصل الرياح في شمال المملكة العربية السعودية من أواخر الخريف حتى أواخر الربيع، فيما ترتبط الرياح الغربية القوية في الأغلب الأعم بتغير التيار النفَّاث شبه المداري من موقعه الصيفي فوق البحر المتوسط وبحر قزوين إلى موقعه الشتوي شمال شبه الجزيرة العربية  
 
شارك المقالة:
78 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook