تعرف على المكتبات في منطقة الحدود الشمالية في المملكة العربية السعودية.
أ - مكتبات المدارس الأولى (التابلاين):
سبق أن ذكرنا أن شركة خط الأنابيب (التابلاين) كانت ملزمة باتفاقيتها مع حكومة المملكة العربية السعودية بإنشاء المرافق الحيوية ومن ضمنها المدارس. وقد أنشئت هذه المدارس بين عامي 1371 و 1372هـ / 1952 و 1953م، وهي: مدرسة هارون الرشيد في رفحاء (كان اسمها في البداية مدرسة محافظة خط الأنابيب، ثم المدرسة الأميرية، ثم مدرسة رفحاء الأولى)، ومدرسة محمد بن عبدالوهاب في مدينة عرعر، ومدرسة حطين في مدينة طريف (وكان اسمها مدرسة طريف الأولى). كانت هذه المدارس تضم مكتبات جمعت لها الكتب في كل التخصصات والموضوعات، كما كانت تلك المكتبات تتيح الاستعارة. ومن ضمن ما كانت تضمه مكتبات هذه المدارس: الكتب والمراجع الدينية، وكتب الأدب والفكر، والمجلات التي كانت تصدر في تلك الأزمنة الأولى. وكان الطلاب والمدرسون يستفيدون من هذه المكتبات. كما أشاد خريجو تلك المدارس بمجلة قافلة الزيت وبمجلة المنهل.
ب - المكتبات العامة:
تسهم المكتبات العامة في الحركة الثقافية والأدبية في أي مجتمع؛ وذلك لما تضمه من العلوم في حقول المعرفة المختلفة؛ ما تؤدي في نهاية المطاف إلى إثراء العقول والارتفاع بالمستوى العلمي والفكري والأدبي في أي مجتمع. وشهدت منطقة الحدود الشمالية حركة ثقافية وأدبية لمسنا بعض معالمها، كما حظيت باهتمام مناسب في مجال المكتبات العامة التي أسهمت بطريقة مباشرة في رفع المستوى الثقافي في مجتمع منطقة الحدود الشمالية، وكان للجهود التي تبذلها وزارة التربية والتعليم (المعارف سابقًا) أثرها من خلال إنشاء المكتبات، حيث شهد عام 1419هـ / 1998م آخر جهودها بإنشاء المكتبة العامة في مدينة رفحاء منظرًا لانتقال آلية المكتبات العامة إلى وزارة الثقافة والإعلام فلقد استمر الجهد المتميز للمكتبات العامة في الحدود الشمالية، وألحقت بثانوية رفحاء لتخدم المجتمع والطلبة على حد سواء. ومن المكتبات الأخرى:
1 - المكتبة العامة في مدينة عرعر:
أسست المكتبة العامة رسميًّا عام 1404هـ / 1984م، واستقلت في مبناها الخاص عام 1409هـ / 1989م، وهو يضم حاليًّا عددًا من الأقسام منها: قاعة الندوات والمحاضرات، ومكتبة الطفل، وقسم الفهرسة والتصنيف، ووحدة النشاط الثقافي والإعلامي، وقسم الدوريات، وقسم الكتب. وتشغل مساحة إجمالية تبلغ 2260م . على الرغم من حداثة تأسيسها إلا أنها تحتوي على أكثر من 4500 كتاب، وأغرت هذه الكتب كثيرًا من القراء؛ إذ شهدت فور افتتاحها إقبالاً كبيرًا من المواطنين من محبي الاطلاع والثقافة. وإذا أخذنا عدد المرتادين والمستعيرين من واقع السجلات خلال الفترة من عام 1421 - 1425هـ / 2000 - 2004م، يتضح لنا الدور الذي تؤديه من خلال ما تبرزه السجلات لحركة الرواد والاستعارة، فقد بلغ عدد المرتادين والمستعيرين لعام 1421هـ / 2000م أكثر من 1385 مرتادًا و 319 مستعيرًا. وفي عام 1422هـ / 2001م بلغ عدد المستعيرين 291 مستعيرًا، في حين حافظ عدد الرواد على مستواه وإن انخفض قليلاً، إذ وصل إلى 1355 مرتادًا.
وبلغ العدد 307 مستعيرين و 1299 مرتادًا عام 1423هـ / 2002م، و 113 مستعيرًا و 1178 مرتادًا عام 1424هـ / 2003م، و 239 مستعيرًا و 977 مرتادًا عام 1425هـ / 2004م.
وتفتح المكتبة العامة أبوابها يوميًا على فترتين لتناسب أوقات الجميع، فهناك فترة صباحية تبدأ مع الدوام الرسمي حتى الساعة الثانية ظهرًا، ثم تأتي الفترة المسائية من الساعة الرابعة عصرًا حتى التاسعة ليلاً. ويتواصل هذا النسق في شهر رمضان المبارك فتكون زيارة المكتبة على فترتين: صباحية تبدأ من الساعة العاشرة صباحًا وتنتهي في الساعة الثالثة عصرًا؛ وأخرى مسائية تبدأ من الساعة الثامنة مساء حتى الساعة الواحدة من فجر اليوم التالي. وتضم المكتبة مجموعة قيّمة من الدوريات الشهرية منها والفصلية وعدد من المجلات؛ كما تضم بعض الموسوعات العلمية والتعليمية. ولعلها من المكتبات القليلة التي أولت الطفل أهمية خاصة، إذ خصصت له قسمًا خاصًا.
2 - مكتبة كلية المعلمين في عرعر:
تؤدي الكليات والجامعات عادة دورًا تثقيفيًا مهمًا في المجتمعات التي تنشأ فيها؛ وهذا ما حققته كلية المعلمين في مدينة عرعر؛ إذ جاءت إسهاماتها من خلال تطوير مكتبتها التي أنشئت أصلاً لخدمة طلابها لكن الفائدة امتدت إلى المجتمع المحيط بالكلية. فأسهمت إسهامات لها قيمة في الرقي بالمستوى الثقافي والفكري لروادها على الرغم من قصر المدة. وقد بدأت المكتبة نشاطها حال إنشائها عام 1409هـ / 1989م.
ويرتاد طلاب الكلية المكتبة لما تضمه من كتب متخصصة، إذ يراوح عدد الرواد بين 80 و 100 زائر يوميًا موزعين بين طلاب وأعضاء هيئة التدريس وزوار آخرين. وقد بلغت مساحة المكتبة 600م وتفخر بأنها تضم ما يربو على 33188 كتابًا تحت عناوين عدة في مختلف المعارف والعلوم والتراجم والسير بالإضافة إلى الصحف والدوريات، ونسخ عدة من وسائل النشر الإلكتروني.
ولما كان هذا العصر عصر نضج المخرجات التعليمية المختلفة، من مدارس التعليم العام والتعليم الجامعي، فقد كان من المتوقع بروز فئات من المجتمع تُعنى بالكتب وسبل المعرفة، ولهذا لا نستغرب إذا نشأت بعض المكتبات الخاصة. ومن بينها مكتبة الدكتور خلف بن رشيد الحربي التي تبلغ مقتنياتها ما يقارب 2000 عنوان، في مجالات متخصصة وعامة. وكما هو معروف، فإن لمثل هذه المكتبات الخاصة دورها الفاعل في بث المعرفة والثقافة والفكر، وإن لم يكن من العمومية بالدرجة نفسها التي تتمتع بها المكتبات العامة ومكتبات الكليات. ولكن مثل هذه المكتبات، تسهم في إثراء المعرفة والثقافة ذات الطابع الواعي والمهتم، وتلبي الحاجة المتخصصة التي قد لا تفي بها عمومية المكتبات العامة. والاطلاع على مكتبة الدكتور الحربي متاحًا للزملاء والأصدقاء، خصوصًا طالبي المعرفة وروّاد الفكر.