تعرف على بديع الزمان سعيد النورسي في تركيا

الكاتب: رامي -
تعرف على بديع الزمان سعيد النورسي في تركيا
"

تعرف على بديع الزمان سعيد النورسي في تركيا

بديع الزمان :هو سعيد بن ميرزا بن علي بن خضر بن ميرزا خالد بن ميرزا رشان من عشيرة أسباريت (وهي من قبائل الهكارية في تركيا )ولد في قرية نورس شرقي الاناضول في تركيا عام 1877 في زمن اللخلافة العثمانية .وهو كردي الاصل .

طلبه للعلم:


التحق سعيد النورسي بمجموعة من الكتاتيب والمرافق التعليمية المبثوثة في تلك النواحي من حول قريته نورس. وكان يستوعب كل ما يقدم له من علم، وسرعان ما أضحى لا يجد ما يستجيب لنهمه التحصيلي في المراكز التي يقصدها.

و وبفضل المحصول العلمي الكبير الذي اكتسبه في طفولته المبكرة تلك استطاع أن يجلس إلى مناظرة ومناقشة العلماء وأنعقدت له عدة مجالس تناظر فيها مع أبرز الشيوخ والعلماء في تلك المناطق وظهر عليهم جميعًا. وأنتشرت شهرته في الآفاق. وفي سنة 1314هـ الموافق عام 1897م ذهب إلى مدينة وان، و انكب فيها بعمق على دراسة كتب الرياضيات وعلم الفلسفة و التاريخ و الفلك وغيرها من العلوم حتى تعمق فيها إلى درجة التأليف في بعضها فسمي بـبديع الزمان اعترافًا من أهل العلم بذكائه الحاد وعلمه الغزير وأطلاعه الواسع.

فشد الرحال إلى استانبول عام 1325هـ الموافق عام 1907م وقدم مشروعًا إلى السلطان العثماني عبد الحميد الثاني لإنشاء جامعة اسلامية في شرقي الأناضول أطلق عليها اسم ""مدرسة الزهراء"" - على غرار جامع الازهر - تنهض بمهمة نشر حقائق الاسلام وتدمج فيها الدراسة الدينية مع العلوم الكونية الحديثة على وفق مقولته:

«ضياء القلب هو العلوم الدينية ونور العقل هو العلوم الحديثة فبامتزاجهما تتجلى الحقيقة فتتربى همة الطالب وتعلو بكلا الجناحين وبافتراقهما يتولد التعصب في الأولى والحيل والشبهات في الثانية.»

جهاده و نضاله:باندلاع الحرب العالمية الاولى كان بديع الزمان في طليعة المجاهدين فشكل فرقاً فدائية من طلابه واستمات معهم في الدفاع عن حمى الوطن في جبهة القفقاس وجرح في المعارك مع الروس وأسر في عام 1334ه ,واقتيد شبه ميت إلى "" قوصتورما"" من مناطق سيبيريا في روسيا حيث قضى سنتين وأربعة أشهر، أثناء الثورة البلشفية استطاع الفرار فعاد إلى بلاده في 19 رمضان 1336هـ الموافق 8 يوليو 1918م وأستقبل أستقبالاً رائعًا من قبل الخليفة وشيخ الإسلام والقائد العام وطلبة العلوم الشرعية ومنح وسام الحرب وكلَفته الدولة بتسلم بعض الوظائف، رفضها جميعًا إلا ما عينته له القيادة العسكرية من عضوية في ""دار الحكمة الإسلامية"" التي كانت لا توجه إلا لكبار العلماء فنشر في هذه الفترة أغلب مؤلفاته باللغة العربية منها: تفسيره القيم ""إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز"" الذي ألفه في خضم المعارك و""المثنوي العربي النوري"".

بعد دخول الغزاة إلى استانبول في 13 نوفمبر عام 1919م أحس سعيد النورسي أن طعنة كبيرة وجهت إلى العالم الاسلامي فكان حتماً أن يقف في طليعة من يتصدى للقهر والهزيمة فسارع إلى تحرير كتيب ""الخطوات الست"" حرك به همة مواطنيه ووضع تصوره لرفع المهانة وإزالة عوامل القنوط و الياس التي ألحقتها الهزيمة بالدولة العثمانية و المسلمين عامة. وفي هذه الفترة - أي منذ عام 1922م - تغير الوضع تماما في تركيا ووضعت قوانين واتخذت القرارات لقلع الاسلام من جذوره في تركيا وإخماد جذوة الإيمان في قلب الأمة التي رفعت راية الاسلام طيلة ستة قرون من الزمن. فأُلغيت السلطنة العثمانية في الأول من نوفمبر عام 1922م وأعقبه إلغاء الخلافة الاسلامية في 3 مارس عام 1924م. وقام الشيخ سعيد بيران البالوي النقشبندي (13/2/1925) بالثورة ضد السلطة آنذاك وطلب قائد الثورة من بديع الزمان أستغلال نفوذه لإمداد الثورة إلا أنه رفض المشاركة وكتب رسالة إليه جاء فيها:

«إن ما تقومون به من ثورة تدفع الأخ لقتل أخيه ولا تحقق أية نتيجة فالأمة التركية قد رفعت راية الاسلام وضحّت في سبيل دينها مئات الألوف بل الملايين من الشهداء فضلاً عن تربيتها ملايين الأولياء لذا لا يُستل السيف على أحفاد الأمة البطلة المضحية للاسلام الأمة التركية وأنا أيضًا لا أستلُّه عليهم.»

اعتقاله و نفيه:

ورغم ذلك الموقف المحايد لم يسلم بديع الزمان من شرارة الفتن والاضطرابات فنفي مع الكثيرين إلى بوردو ووصل إليها في شتاء عام 1926م. ثم نفي وحده إلى ناحية نائية وهي بارلا جنوب غربي الأناضول. ويقول عن نفسه في هذه الفترة:

«صرفت كل همي ووقتي إلى تدبّر معاني القران الكريم. وبدأت أعيش حياة سعيد الجديد أخذتني الأقدار نفيًا من مدينة إلى أخرى وفي هذه الأثناء تولَّدت من صميم قلبي معاني جليلة نابعة من فيوضات القران الكريم أمليتها على من حولي من الأشخاص تلك الرسائل التي أطلقت عليها رسائل النور»

وهكذا أستمر النورسي على تأليف رسائل النور حتى عام 1950م، وهو ينقل من سجن إلى آخر ومن محكمة إلى أخرى وهكذا طوال ربع قرن من الزمن لم يتوقف خلاله من التأليف والتبليغ حتى أصبحت أكثر من 130 رسالة جمعت تحت عنوان كليات رسائل النور ولم يتيسر لها الطبع في المطابع إلا بعد عام 1954م , وكان النورسي يشرف بنفسه على الطبع حتى أكمل طبع الرسائل جميعها. وكانت تدور مواضيعها حول تفسير آيات القران الكريم بأسلوب علمي عصري.

مرحلة سعيد الجديد:
"
شارك المقالة:
62 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook