تعرف على بصمات عثمانية خالدة في حياة الأتراك

الكاتب: رامي -
تعرف على بصمات عثمانية خالدة في حياة الأتراك

تعرف على بصمات عثمانية خالدة في حياة الأتراك

تعرف على بصمات عثمانية خالدة في حياة الأتراك

لقد ترك العثمانيون عبر دولتهم التي امتد عمرها لقرون مثمرة، تركوا بصمتهم على الأتراك بشكل واضح وكبير، فإن ذكرنا العادات الأصيلة والمميزة لدى الأتراك، لا يمكننا إلا أن نذكر التاريخ العثماني وما تركه من آثار في حياة الشعب التركي، وكذلك الثقافة والآداب والآثار والمعمار المتميز للمساجد والمتاحف والقصور، لتصل حتى العادات اليومية من طعام وتزاور وزواج.


تعد الدولة العثمانية واحدة من أطول الدول عمرا في العالم، حيث بلغ عمرها مدة 625 عاما، حكمت من خلالها مساحات كبيرة وواسعة من الأرض، وأصبح لديها العديد من العادات والتقاليد الفريدة التي أصبحت تقترن باسمها إلى يومنا هذا. وبالتالي كان منطقيا أن تترك الدولة العثمانية بصماتها على الحياة التركية وتستمر تلك العادات حتى اليوم رغم مرور أكثر من قرن على انتهاء الدولة العثمانية. كأس ماء مع القهوة من البصمات العثمانية في حياة الأتراك والموروثة عن ثقافتهم العثمانية هي تقديم كأس الماء مع القهوة. وتعود هذه العادة إلى عهد العثمانيين، حيث كانوا يقدمون الماء مع القهوة عند استقبال ضيوفهم، ففي حال كان الضيف شبعانا يمد يديه إلى القهوة، أما في حال تفضيل الضيف الماء، فيفهم صاحب البيت أنه جائع، فيشمر عن سواعده لإعداد المائدة، بهذه العادة صاحب البيت يطعم ضيفه دون أي حرج. وما زالت هذه العادة موجودة لدى الأسر التركية حتى اليوم، وتُعد القهوة، ثاني أفضل مشروب للضيافة عند الأتراك، ويفضّلون القهوة الثقيلة دون سكر، وذات نكهة أصيلة، خالية من أي إضافات أو نكهات خاصة.


للقهوة في الحضارة التركية مكانة رفيعة وأهمية كبيرة، فقد رسخت في قيمهم وحياتهم حيث ضربت بها الأمثال وقيلت فيها الأشعار ولحّنت حولها الأغاني فقيل مثلا إكرام فنجان من القهوة يحمد أربعين سنة. وقد دخلت القهوة إلى بلاد الأناضول في عهد السلطان سليمان القانوني وتحديدا في حوالي عام 1540 جيء بها من اليمن إلى إسطنبول فولع بها السلطان وأفراد القصر الآخرين، فصارت تقدم في كل المناسبات، في الاجتماعات الرسمية، واستقبال أصحاب المناصب، وقبول الوفود الأجانب، وفي الحفلات. وانتشرت ثقافة القهوة من القصر إلى عامة الشعب، وكانت مقاهي الانكشاريين من أشهر المقاهي الإسطنبولية آنذاك، وفي عهد السلطان مراد الثالث وصل عدد المقاهي في إسطنبول إلى 600 مقهى.


عُرفت القهوة التركية أكثر من غيرها رغم انطلاقها من الجزيرة العربية، لأنها تختلف عن باقي أنواع القهوة برائحتها الزكية ولذتها المشبعة وخفتها على المعدة وبلونها الكاشف البني، تغلى بتريث واهتمام بالغ حسب الرغبة، سادة، وسط أو حلوة. فانطوت الأيام في ذاكرة الماضي واشتهرت القهوة التركية في كافة أنحاء البلاد، وبلغ صيتها أقاصي أوروبا، وما زالت القهوة التركية حتى اليوم تشتهر بمذاقها الخاص والفريد داخل تركيا وخارجها.

كانت توضع في العهد العثماني على أبواب المنازل مـطرقتان، واحدة صغيرة، وا?خــرى كبيرة. فعندما يُطرق الباب بالصغيرة، يُفهم أن الذي يطرق الباب امـرأة، فكانت تـذهب سيدة البيت، وتفتح الباب. وعندما يُـطرق بالكبيرة، يُفهم أن على الباب رجــل، فيذهب رجل البيت، ويفتح الباب لاستقبال ضيفه. وكانت توضع على باب المنزل الذي فيه مريض، باقة ورد حمراء، ليعلم المارة، والباعة، والمتجولون، بوجود مـــريض في هذا المنزل، فلا يصدرون أصـواتا عالية. وما زال الأتراك يفضّلون وضع مطرقة على أبوابهم منازلهم، فهم يرونها عادة جميلة، ذات صوت خفيف، لا تزعج أهل البيت، ويطلقون عليها اسم “يد فاطمة”، بالتركي.


الزواج بأمرأة واحدة

عُرف عن التركمان، وخاصة الأمراء منهم، أنهم يتزوجون من امرأة واحدة فقط، فلم تُعرف عندهم “الضرة” كما تسمى في الدول العربية، ولا الشريكة. وهذه الخصوصية جديرة بالاهتمام لدرجة كبيرة. وكان يلاحظ على التركمان معاملتهم اللطيفة واحترامهم لزوجاتهم، حيث كانوا يتبعون في أمور كثيرة نصائح زوجاتهم، ويتصرفون بموجبها، ويخاطبونها، بكلمة كوزلم (أي جميلتي). وكان أمراء وأبطال التركمان، يفضلون أن يقترنوا بفتيات فارسات ومحاربات، تركبن الخيل، وتتقلدن السيف مثلهم، حيث كانت للنساء مكانة مرموقة عند التركمان القدماء. وما زالت هذه العادة متبعة في تركيا ومقنّنة كذلك، فيحظر القانون التركي تعدُّد الزوجات، ويفرض عقوبات على ذلك، قد تصل إلى الحبس على كل من أجرى زواجا خارج إطار القانون التركي، أو وفقا للمراسم الدينية فقط.


المطبخ التركي أحد العناصر التي كان لها أكبر الأثر في المطبخ التركي هو الإرث الضخم والمميز الذي أوجده وخلّفه مطبخ السلطان العثماني، فعهد السلاطين العثمانيين يشكّل مرحلة مهمة، وقد أثّر تأثيرا بالغا على المطبخ التركي. عند زيارة قصر «توبكابي» في إسطنبول، نجد المساحات الهائلة التي خُصّصت للمطبخ الذي توزّع على عدة مبان منفصلة بنيت تحت 10 قباب. وتشير الوثائق التاريخية إلى أن ما لا يقل عن 1300 طاه عاشوا في قصر «توبكابي» في القرن السابع عشر، وتَخصَّص كل طاه منهم في مجال معين من الطهي كصنع الأرز بيلاف أو الحلويات أو المربيات أو اللحوم أو الأسماك أو الخضار أو الأجبان أو الخبز أو الفطائر وهذه الأكلات ما زال المطبخ التركي يتميز بها حتى اليوم ويتفرد بها. ولا يزال الشعب التركي حريصا على الاجتماع حول المائدة لتناول الوجبات الرئيسة يوميا، وعادة ما تكون وجبة الإفطار «قاهفالتي» على الخبز والجبن والزيتون والشاي الساخن.


شارك المقالة:
84 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook