تُعتبر مدينة بودابست عاصمة لدولة المجر، وهي واحدةٌ من أكبر مدن الاتحاد الأوروبيّ، هذا فضلاً عن كونها واحدةً من أجمل المدن الأوروبية، حيث تُشكل موطناً لأكبر نظام كهف حراريّ للمياه في العالم، ولذلك تشهد إقبالاً سياحياً كبيراً؛ إذ يزورها كل عام أكثر من 4.4 مليون نسمة، ما جعلها المدينة المدينة السادسة، والأكثر شعبيّةً في القارة الأوروبيّة،كما تعدّ المدينة المركز السياسيّ، والإداريّ، والصناعيّ، والتجاريّ للمجر،وتتميز بريادتها في العديد من المجالات، وخاصة التجارة، والإعلام، والفنّ، والتكنولوجيا، والتعليم، والترفيه، وغيرها، هذا بالإضافة إلى كونها مقر الحكومة الوطنيّة، والقصر الملكيّ وهو مقر رئيس المجر.
تتمتّع العاصمة المجرية بموقع استراتيجيّ مميز؛ إذ تقع في حوض الكاربات، وتتواجد على بعد 216 كيلومتراً إلى الجنوب الشرقيّ من مدينة فيينا النمساوية، كما تبعد 1,565 كيلومتر إلى الجنوب الغربيّ من العاصمة الروسيّة موسكو، ويمرّ عبرها نهر الدانوب، والذي يفصلها إلى قسمين، وتبلغ مساحتها 525 كيلومتراً مربعاً.
تتميّز مدينة بودابست بمناخ انتقاليّ بين الظروف المناخية القاسية، والمعتدلة، وتتميز بهطول كميات وافر من المياه، ويصل الهطول السنوي إلى 600 ملم، كما يصل معدل الحرارة سنوياً إلى نحو 11 درجة مئوية، والذي يتراوح من 22 درجة في شهر تموز، إلى -1 درجة مئوية في كانون الثاني.
كانت مدينة بودابست مستوطنةً صغيرةً، ثمَّ نمت وأصبحت عاصمة رومانيا المعروفة باسم بانونيا السفلى، وخلال القرن التاسع عشر بدأ مواطنو المجر يسكنون فيها، وفي القرن السادس عشر أصبحت تحت سيطرة العثمانيين وذلك بعد معركة موهاج، واستمر العثمانيون في حكمها مدة 150 عاماً، وخلال هذه المدة ازدهرت بودابست كمدينة عالمية، وبعد توحيد مقاطعة بست على الضفة الشرقية من نهر الدانوب تشكّلت المدينة، وذلك في 17 من شهر تشرين الثاني عام 1873م، وكانت المدينة تُمثل العاصمة المشتركة للإمبراطورية النمساوية الهنغارية مع فيينا؛ وذلك قبل سقوط الإمبراطورية في عام 1918م، وقد شكّلت المدينة نقطة محورية في العديد من الثورات والمعارك على مدى قرون، ما جعلها الخيار الأول لاختيارها عاصمة للمجر بعد الاستقلال في عام 1918م.[٣]
تضمّ مدينة بودابست العديد من الأماكن السياحيّة التي يمكن زيارتها، ومنها ما يلي: