"
تعرف على تاريخ تركيا من البداية-الموضوع الثاني عشر: إمبراطورية الأويغور في تركيا
المبحث الثاني: الإمبراطوريات التركية في العصور القديمة
إمبراطورية الأويغور (745-1250م)
عرفت في التاريخ الإسلامي بدولة "" التغزغز = الطوغوز- أوغوز""
وهي إمبراطورية تركية عظيمة ورثت إمبراطورية ال ""كوك-ترك"" الشرقية.
عاصمتها قره-بلغاسون في منغوليا على نهر أورخون.
دامت هذه الإمبراطورية خمسة قرون (505 سنوات) ابتداء من تأسيسها عام 745م (وهي سنة سقوط دولة الكوك الترك ) وحتى سنة 1250م،
حين قضي عليها تماما على يد جيوش جنكيز خان فأصبحت جزءا من إمبراطورية المغول الهائلة.
هذه الإمبراطورية عاصرت الدولة العربية الإسلامية منذ أواخر العهد الأموي وحتى قريبا من سقوط الخلافة العباسية ببغداد (سنة 1258م ) على يد هولاكو.
حدود الإمبراطورية :
امتدت إمبراطورية الأيغور في أقصى اتساعها من سهول منشوريا شرقا مرورا بمنغوليا وشمالي الصين شاملة إقليم قانصوه وتركستان الشرقية حتى حدود نهر سرداريا (سيحون) غربا.
صورة حدود إمبراطورية الأويغور في عام 800م
في عهد خاقانهم الثالث "" ماو-يو"" (759-780م) الذي تحول عن دينه الشامانية معتنقا الدين الإيراني (المانوية) ، وكان هذا سببا في اغتياله.
ملاحظة: المانوية دين ذو مذهب أخلاقي، يحرم قتل الإنسان بل وحتى الحيوان, أوجده الفيلسوف الإيراني ماني
زار الرحالة العربي المسلم ""تميم بن بحر"" عاصمتهم (قره بالغاسون) ووصفها بعبارات مليئة بالإعجاب بهذه المدينة المحصنة في بلد غني ببساتينه.
في عام 840م هاجمت قبائل القرقيز إمبراطورية الأيغور وأزاحوها عن منغوليا نهائيا، فتقلصت دولتهم،
وتمركزت في الإقليم الذي يعرف باسمهم اليوم بالصينية (سنع يانغ أيغور) وهو تركستان الشرقية.
وهم اليوم خاضعون لحكومة بكين المركزية الشيوعية التي تضطهدهم وتستغل مواردهم الغنية جدا بالمعادن واليورانيوم والذهب والبترول وغيرها...وهم اليوم مسلمون سنيون جميعا.
خريطة تركستان الشرقية في يومنا هذا
وصل الإسلام إلى بلاد الأيغور على نطاق ضيق في أول الأمر من جيرانهم الأتراك المسلمين في بلاد ما وراء النهر( سمرقند-بخارى-كاشغر..) ولكن الانتشار الكامل والجماعي كان في عهد دولة القره خانيين (القارلق)= الدولة الأفراسيابية المعاصرة للسامانيين في القرن 4 هجري فقد كان ملوكها شديدي التمسك بالإسلام وشعائره وفروضه، وكانوا على جانب عظيم من التقوى والصلاح.
صحيح أن الأيغور جميعا اليوم هم مسلمون، ولكنهم قديما عرفوا الشامانية والبوذية ثم المانوية والمسيحية ثم دخلوا الإسلام.
الأيغور هم أغلب الأتراك الذين وجدهم العزاة العرب المسلمون ببلاد ما وراء النهر حين فتحوها في أواخر القرن الأول الهجري بقيادة قتيبة بن مسلم
انتشرت الكتابة الأيغورية بين شعوب أسيا الوسطى انتشارا واسعا بعد سقوط دولتهم.
اذ ظلوا يلعبون كأفراد دورا سياسيا وثقافيا كبيرا في دول الترك والمغول رغم زوال دولتهم سياسيا.
فمنهم كان مؤدبو الأمراء المغول الذين قامة على تنشئة أولاد جنكيز خان وتعليمهم وتثقيفهم ، وقد أرخوا للمغول وللدولة التيمورية قيما بعد وعملوا في دواوينهم (أي الوظائف الدبلوماسية).
في بلاد الأويغور عرف العرب المسلمون ورق الكتابة لأول مرة ، ليطلعوا العالم القديم عليه بدورهم بعد ذلك.
صورة خاقان الأيغور في العام 800م
"
العربية
