يعد قصر رأس التين من أكبر قصور الإسكندرية وتعود أهميته التاريخية إلي أنه القصر الوحيد الذي شهد على أحداث سياسية هامة فهو شهد على بداية حكم ونهاية حكم حيث كان الشاهد على قيام أسرة محمد علي باشا فى مصر والتي استمرت حوالي مائة وخمسين عاما, وفيه أدخل التليفون عام 1879م فى أواخر فترة حكم الخديوي إسماعيل قبل أن تخلعه بريطانيا عن العرش، وهو أيضاً الشاهد على نهاية حكم الأسرة العلوية فى مصر عندما خلع الملك فاروق وشهد رحيله منه على ظهر اليخت الملكي المحروسة من ميناء رأس التين
أراد محمد على بناء رأس قصر التين ليضمة إلى القصور الأخرى التي كان يملكها في الإسكندرية، وقد استعان ببعض المهندسين من الخارج حيث عهد إلى المهندس المعمارى الفرنسى يزي بك لتصميم القصر والإشراف على بنائه وقام بمساعدته كل من هم المهندسين روميو والمسيو ليفربوج، فقد أراد أن يكون القصر تحفة معمارية شاهدة على كل العصور، وقد تم تصميمة على الطراز الأوروبى واستغرق بناء القصر حوالى 11 عام حتى أكتمل وذلك عام 1845م.
و ظل قصر رأس التين من أهم القصور الملكية، حيث كان مقرا صيفيا للحكام على مر العصور ينتقلون إليه كل عام خلال فصل الصيف.
عندما تم البدء فى بناء القصر كانت المنطقة المختارة للبناء مشهورة بوفرة أشجار التين فى ذلك الوقت، وعند البناء كان القصر يشبه الحصن، وكانت أشجار التين تحاصره من جميع الجهات ولذلك سمي قصر رأس التين.
القصر يتميز بفخامته من الداخل ومن الخارج، وفى عصر الملك فؤاد قد قام بإعادة بناء القصر ليتماشى مع روح العصر الحديث، وأصبح مشابها بشكل كبير لقصر عابدين ولكن بشكل أصغر، وقد تكلف إعادة البناء وقتئذا حوالى أربعمائة ألف جنيه.
ومن القصر القديم الذى بناه محمد على باشا لم يتبق منه سوى الباب الشرقي للبوابات الخارجية للقصر والذي تم دمجه أثناء بناء القصر الجديد، وكان القصر قديماً يتكون من عدد من الأعمدة الجرانيتية والتى تعلوها تيجانا مصرية مزودة بكرات وتصميمات من النحاس كتب عليها آيات قرآنية وكلمات مأثورة عن العدل بجانب وجود بعض التماثيل مثل ذلك التمثالين على شكل أسدين وبعض التماثيل على هيئة طيور ودروع، بجانب النسران المتقابلان.
وعند زيارتك إلى القصر وعقب الدخول مباشرة ستجد أمامك حديقة ضخمة ويوجد بها نافورة قد صممت بإبداع كبير، كما ستبهر بتصميم القصر ومعمارة المشيد الفخم والذي تم تصميمه على العصر الحديث.
وعندما تدخل إلى القصر ستشعر وكأنك تدخل تاريخاً من الأحداث والأسرار، فمع كل لوحة فنية رائعة ومع وجود كل تلك المقتنيات الثمينة، والتى تمثل كل منها تاريخاً هاماً، ستشعر بالانبهار، كما ستندهش لذلك الطراز المتميز وخاصة مع التجديدات التي حدثت في عهد الملك فؤاد فقد استحدث عدد من الغرف، وعند تجولك داخل القصر ستشاهد القاعات الملكية مثل قاعة العرش الفسيحة و قاعة الفرمانات كما يضم القصر حجرة المائدة والقاعة المستديرة المقفلة الأبواب حيث وقع الملك السابق فاروق وثيقة تنازله عن العرش، بجانب حجرة النوم وحجرة المكتب ثم صالون النظارة ثم الباب السري الموصل لجناح الملكة السابقة.
كما يوجد القبو الواسع الذى يأخدك إلى السلم الموصل إلى المرسى المحنوى على العديد من اليخوت والتى يعود تاريخها إلى العصور القديمة، كما يوجد بالمرسى باخرة المحروسة التي غادر عليها الملك فاروق مصر اثناء ثورة يوليو لتحويل مصر لجمهورية من ملكية.
كما يوجد بالقصر عدد من الملحقات مثل مبنى الأميرات وهو مكون من دور أرضي وطابقين بالأعلى ومبنى إستراحة كما هناك محطة السكة الحديد التى تصل داخل القصر لانتقال الملك فاروق والعائلة الملكية حتى يدخلوا مباشرة إلى القصر، كما هناك مبنى حديث هو المسجد الموجود بالقصر وهو مسجد محمد كريم وهو أحد الابطال الذين قاوموا الحملة الفرنسية عندما قامت بغزو مصر، وهو ذات تصميم فاخر ومغطى بالرخام ويعود تصميمه إلى عهود العصر الأندلسي.
عند دخولك لقصر رأس التين يمكنك إلتقاط الكثير من الصور فى الحديقة الرائعة الخاصة بالقصر، وخاصة مع وجود تلك النافورة المصممة بإبداع هندسي كبير، كما يمكنك إلتقاط الصور مع واجهة القصر والتى تتميز بطراز معمارى عتيق.
كما أن القصر من الداخل لا يقل جمالاً عن واجهته، فبعد الانتهاء من مشاهدة القصر من الخارج عليك الدخول إلى القصر، والاستمتاع بمشاهدة اللوحات والمقتنيات الأثرية الثمينة، ثم اتجهة إلى القبو الواسع الذي يؤدي إلى سلّم ليصل بك إلى اليخوت الملكية التاريخية العريقة.
كما يمكنك المرور على القاعة الشهيرة المستديرة حيث وقع الملك السابق فاروق وثيقة تنازله عن العرش.
كما يمكنك الوقوف ومشاهدة سكة القطار الحديدي المتصل بالقصر، والتي كانت تستخدم من قبل العائلة الملكية للدخول إلي القصر مباشرة.
أهم ما يميز قصر رأس التين هو وقوعه على البحر الأبيض المتوسط مباشرة على ضفاف مدينة الاسكندرية.
رسوم الدخول إلى قصر رأس التين خمسة جنيهات فقط للفرد الواحد.
العربية
