تُعَدّ مدينة جرش (بالإنجليزيّة: Jerash) أصغر محافظة من محافظات المملكة الأردنيّة الهاشميّة، إذ تبلغ مساحتها 410كم2، وهي مدينة رومانيّة أثريّة تقع على بُعد 48كم تقريباً شمال العاصمة عمّان، وقد سكنها البشر منذ أكثر من 6,500 عام، وتستضيف هذه المدينةُ مهرجان جرش للثقافة والفنون، والذي يُقام سنوياً في فصل الصيف، ويستمرّ لمدّة ثلاثة أسابيع.
تُشير كلمة جرش إلى العديد من المعاني، فمعنى جرَش الشيء أي حكّه وقشّره، ومن مشتقّاتها الجاروش والجاروشة التي تعني رحى اليد التي يُجرش بها الحبّ، وتُشير الكتابات النبطية المنقوشة على البتراء إلى اسم جرش أو جرشو الذي أُطلِق على المدينة من قِبل أحد الشعوب القديمة، وبناءً على هذه الكتابات فإنّ موضع جرش كان يتواجد على التلّة الموجودة عليها آثار جرش اليوم، وقد سُمّيت مدينة جرش باسم جيراسا في الحضارة اليونانية، وهو اسم مُحرَّف من الاسم العربي جرش أو جرشو، أمّا في القرن الثاني قبل الميلاد فقد أُطلِق عليها اسم انطاكية على نهر الذهب، إذ تُشير انطاكيا إلى انطيوخوس أحد ملوك السلوقيين، في حين يرمز نهر الذهب إلى وادي جرش الحالي.
تُحاط مدينة جرش بجبال جلعاد، ويتوسّطها نهر الذهب الذي يمتدّ من الشمال إلى الجنوب، وتتميّز بتنوُّع جغرافيّ طبيعيّ، إذ تضمّ الجبال والوديان الخضراء، كما تمتلك تربة خصبة جدّاً، ولذلك تنشط فيها الزراعة، وخاصّة أشجار الزيتون، والبرقوق، والتين، والقمح، وغيرها، وترتفع جرش حوالي 500م عن مستوى سطح البحر، ممّا يجعلها مدينة مطلّة على المناطق المحيطة بها، كما يساهم هذا الارتفاع في جعل مناخها مُعتدِلاً، ويجدر بالذكر أنّ أشجار الجوز التي تنتشر على ضفاف النهر تزيد من جمال المنطقة بألوانها الخضراء.
مرَّت على مدينة جرش العديد من الحضارات والحِقب الزمنيّة المختلفة، والتي يمكن تلخيص أبرزها على النحو الآتي
عاشت مدينة جرش عصرها الذهبي في فترة الحكم الروماني، وهي اليوم واحدة من أفضل المدن الرومانية المُحافظ عليها في العالم، وقد كانت جرش مخفية تحت الرمال لعدّة قرون قبل أن يتمّ التنقيب عنها وترميمها على مدار السبعين عاماً الماضية، إذ كشفت عمليات التنقيب فيها عن الساحات العامة الواسعة، والحمامات، والنوافير، والمعابد المرتفعة على التلال، والمسارح، والشوارع المُعبَّدة، والأعمدة، وأسوار المدينة ذات الأبراج والبوابات، وفيما يأتي بعض من أهمّ الآثار الرومانيّة القديمة في محافظة جرش: