تعرف على جيني كريج نجمة في عالم الأعمال
عندما رزقت جيني كريج بطفلتها الثانية شعرت بسعادة غامرة لا تعدلها سعادة ولا يؤثر فيها إلا الضيق الذي عانته لاحقاً من الوزن الزائد الذي اكتسبته خلال أشهر الحمل، ولم تتمكن من التخلص منه، لكن المفاجأة أن كريج والتي لم تعتد الخضوع للواقع، نجحت بإرادتها ليس فقط في خسارة الوزن الزائد وإنما في بناء امبراطورية أعمال عملاقة من خلال التجربة، واليوم تدير شركتها أكثر من 650 مركزاً لإدارة الوزن في مختلف أنحاء العالم .
جيني كريج نجمة في عالم الأعمال
ولدت كريج في ليويزيانا عام 1932 ومن ثم انتقلت مع عائلتها إلى نيواورليانز خلال مرحلة الركود، وعانت أسرتها صعوبة العيش حتى ان والد كريج اضطر إلى العمل في 3 وظائف بدوام جزئي لتأمين الحياة لأسرته . كانت فترة عصيبة للأسرة لكن الأب عمل جاهداً بحيث تعيش الأسرة حياة كريمة .
ومرت السنوات لتكبر كريج وتتزوج لتبدأ بدورها في تكوين أسرتها الصغيرة لكنها اكتشفت مع الوقت ان الأمور لم تكن بالسهولة التي تبدو عليها، وتقول كريج “كانت والدتي طاهية ماهرة، لكنها كانت تستخدم في وصفاتها الكثير من الزبد والدسم، وذلك ما دفعني لتصور أن هذه هي طريقة الطهي الصحيحة” .
لكن الأمور تبدلت بعدما رزقت كريج بابنتها الثانية عندما تعذر عليها فقدان الوزن الزائد بعد الولادة، فقد ازداد وزنها بحوالي 20 كيلوجراماً .
ورغبت في القيام بشيء بالمعالجة، إلا أنها لم تدرك تحديداً ما هو الحل المناسب بعد أن فشلت الأنظمة الغذائية المعتادة في مساعدتها على خسارة الوزن الزائد هذه المرة .
وتقول كريج “كانت والدتي تعاني من مشكلة الوزن الزائد خاصة وأنها رزقت بستة أطفال، ولعل ما تسبب في وفاتها في سن صغيرة، إذ أصيبت بأزمة قلبية أودت بحياتها عندما لم يكن سنها يتجاوز التسعة والأربعين ربيعاً، وبالإضافة إلى ذلك فإن 9 من قريباتها من جهة والدتها توفين قبل بلوغهن سن الخمسين بسبب له صلة بزيادة الوزن” .
وعن تلك الفترة تقول كريج: كنت انظر في المرآة لأرى أن حالتي تقترب كل يوم مما عانته والدتي ولأدرك أن عليّ القيام بشيء ما ان رغبت في العيش لتربية ابنتي . إلا أن الحلول المعتادة لم تجد كريج نفعاً فأطباء التغذية كانوا يقولون لها إن عليها أن تقلل وجباتها، كما أن التمارين الرياضية المعتادة لم تساعدها على خسارة الوزن الزائد .
لذلك قررت كريج أن تأخذ المهمة على عاتقها فالتحقت بناد للرياضة، وصممت لنفسها برنامجاً غذائياً ساعدها على استعادة لياقتها بشكل تدريجي، وتقول كريج ان ما دفعها بعد ذلك للتفكير في إنشاء شركتها هو أنها خلال بحثها عن أنواع الأغذية التي يجب أن تتناولها اكتشفت أنها لم تكن الوحيدة التي تدور في تلك الدوامة، بل وجدت ان هناك الكثير من الأشخاص الذين يبحثون مثلها عن حلول وإجابات شافية لمشاكل زيادة الوزن، يبحثون عن الشخص القادر على مساعدتهم على تجاوز هذه المشكلة، وقررت كريج ان تكون هي هذا الشخص .
وتقول كريج: لم يكن هناك الكثير من الناس الذين يفهمون معنى كلمة كوليسترول وعندما بدأت عملي عام 1959 فالناس وقتها لم يكن لديهم أي اهتمام بطبيعة الأغذية التي يتناولون، وهذا يعني أنني لاحظت مدى الحاجة لمثل هذه الخدمات قبل أن تتحول إلى قطاع متكامل .
وسيطرت فكرة إنشاء شركة تعنى بخدمات مراقبة الوزن على كريج لتقدم على التمهيد لذلك بشكل فعلي في الستينات، حيث بدأت بالعمل في المركز الرياضي الذي كانت عضوة فيه وتوطد علاقاتها بأعضاء النادي بحيث استمعت الى قصة كل منهم وشكوى معظمهم من الجهود غير المجدية لخسارة الوزن، وسرعان ما ترقت في عملها بفضل أسلوبها الاجتماعي .
وأصبحت كريج المسؤولة عن المركز بأكمله، وبعد فترة وجيزة اتسع نطاق عملها ليشمل إدارة أربعة مراكز رياضية إضافية ضمن الشركة نفسها، بيد أنها كانت تحلم بالاستقلالية، وبدأت تدرس بالفعل إمكانية إطلاق شركتها الخاصة وقامت برهن ملكية منزلها لتوفير التمويل اللازم لهذه الخطوة، وبالفعل افتتحت مركزها الرياضي الخاص الذي أطلقت عليه اسم “هيلث تك” .
وبفضل ما تتمتع به كريج من شغف وخبرة حقق المركز بسرعة النجاح الذي كانت تحلم به، واثبتت كريج لنفسها ومن حولها انها قادرة بالفعل على تحقيق النجاح، وانها تملك كل المقومات اللازمة لذلك، وبعد وقت قصير قامت كريج ببيع المركز للشركة التي كانت تعمل لديها سابقاً لتتفرغ هي لحلم جيد وتأسيس شركة جديدة .
وفي تلك الفترة التقت رجل الأعمال سيد كريج الشريك في سلسلة مراكز بودي كونتور للياقة البدنية للنساء، وتوطدت بينهما صداقة وشراكة عمل تطورت إلى علاقة حب كللت بالزواج عام 1979 بعد أن انتهى الطرفان من معاملات طلاق سابق لكل منهما .
وفي تلك المرحلة تألق نجم الشركة ليبدأ الزوجان التفكير في خطط توسعية بحيث تقدم المراكز التابعة لها خدمات المتابعة الغذائية للاعضاء إضافة إلى التدريب الرياضي، لكن الفكرة لم ترق لشركاء كريج وقرر الزوجان بيع نصيبهما من الشركة والسفر لتطبيق فكرتهما في شركة جديدة باستراليا حيث ان عقد الشركة القديمة يمنعهما من التنافس في الولايات المتحدة لمدة عامين بعد انتهاء العقد، وبالفعل أثبتت الفكرة نجاحها وحققت شركتهما الجديدة واسمها “جيني كريج” النجاح الذي حلما به .
وبحلول عام 1987 كانت سلسلة المراكز التابعة للشركة في استراليا تدر سنوياً 50 مليون دولار، وبعد انتهاء مدة عام التنافس عاد الزوجان إلى الولايات المتحدة وقاما بافتتاح 13 مركزاً فيها، وفي عام 1991 تم طرح اسم الشركة للاكتتاب العام في صفقة وصلت قيمتها إلى 73،5 مليون دولار وبعد مرور 5 أعوام توسعت خلالها الشركة في كافة أرجاء الولايات المتحدة فقرر الزوجان بيعها مقابل 600 مليون دولار .