تعرف على صراع الدولة العثمانية مع البرتغاليين في تركيا

الكاتب: رامي -
تعرف على صراع الدولة العثمانية مع البرتغاليين في تركيا

تعرف على صراع الدولة العثمانية مع البرتغاليين في تركيا

تعتبر حركة الكشوف الجغرافية من العوامل الحاسمة التي ترتّب عليها انتقال أوروبا من العصور الوسطى إلى العصور الحديثة. وقد سارت حركة الاستكشاف الجغرافية في خط مواز لحركة إحياء التراث القديم وحركة الإصلاح الديني، لكن أهم أسباب هذه الكشوف على الإطلاق كان الثورة التجارية: تتمثل هذه الثورة في البحث عن طريق جديد يؤدي إلى الهند وهذا الطريق الجديد سوف يعمل على انتقال مركز التجارة في أوربا من البحر المتوسط إلى المحيط الأطلسي، حيث طرق التجارة الجديدة، إذ أدت حركة الكشوف الجغرافية إلى انتقال مراكز التجارة إلى البحار الغربية والجنوبية، وبالتالي نهاية عهد البحر المتوسط، وانتقال القيادة إلى دول أوروبا الغربية. كما أنها مهّدت لتدفق الذهب والفضة، وكانت أكثر دولتين استفادتا من هذا في أول الامر هما البرتغال وإسبانيا، وبالفعل تمكّن البرتغاليون من الوصول إلى المحيط الهندي عن طريق (رأس الرجاء الصالح) وبسطوا سيطرتهم على تجارة المحيط الهندي والبحر الأحمر وعطّلوا تجارة البحر المتوسط وأصبحوا يشكّلوا خطرا على المناطق المطلّة على سواحل البحر الأحمر والأراضي المقدسة التي كانت تحت حماية دولة المماليك لكن دولة المماليك كانت في تلك الفترة ف
ي أسوأ حالات ضعفها.

نتيجة لتلك التطورات التي تمثّلت في تغلغُل القوة البرتغالية في تلك الجهات، وجد العثمانيون المسرح مهيّأ للقضاء على دولة المماليك وإنقاذ تلك الجهات من الخطر البرتغالي، وبالفعل تمكّن العثمانيون من القضاء على دولة المماليك، وبدأوا يواجهون الخطر البرتغالي، في نفس الوقت استولى العثمانيون على اليمن وبعض المناطق المهمة مثل عدن وزبيد وأقاموا هنالك بكلربكية، كذلك تمكّن القائد العثماني أوزدمير باشا (1500/1562) من القيام بحملات في مملكة الحبشة التي كانت لها علاقات مع البرتغاليين وأستطاع أن يحقق نتائج باهرة حيث تمكّن من الاستيلاء على المناطق الشمالية الغربية من الحبشة وأُقيمت هنالك أيضا بكلربكية، وتمكّن من الوقوف في وجه النشاط الذي كان يقوم به الأسطول البرتغالي في مياه البحر الأحمر وتصارع العثمانيون مع البرتغاليين في خليج البصرة أيضا، كل هذه الأعمال كانت ضربة للبرتغاليين الذين كانوا يحملون التوابل وتجارة الهند من وراء البحار ويحققون أرباحا طائلة.

وكانت سيطرة العثمانيين على النقاط المهمة في البحر الأحمر وخليج البصرة منذ عام 1540م قد هيأت السبيل من جديد لعودة السفن والقوافل المحملة بالبضائع لطريق التجارة القديمة، ومن ثم انتعشت تجارة البحر المتوسط وعاد الازدهار إلى موانئ سوريا وإلى الإسكندرية .
ولمّا سيطر العثمانيون على مياه البحر الأحمر ومنعوا البرتغاليين من ممارسة تبشيرهم الديني الذي كان يستهدف الأراضي المقدسة للمسلمين فضلا عن ممارسة الإعمال التجارية والسيطرة على تجارة الشرق، نهضت في تلك الأثناء حلب وطرابلس الشام والإسكندرية والقاهرة واليمن وسواكن ومعظم المناطق العثمانية المطلة على البحر الأحمر والتي كانت معظمها أبواب الخروج إلى البحر الابيض المتوسط، وعاد إليها الازدهار التجاري من جديد، وبعض هذه المدن تحول إلى عثمانية نمطية يغلب عليها طابع الحياة اليومية في إستانبول، وازدهرت الحياة في هذه المدن ازدهارا كبيرا نتيجة للنشاط التجاري.
وفي أواخر القرن القرن السادس عشر بدأ يتضاءل أثر العثمانيين في مياه المحيط الهندي بعد أن تخلّى البرتغاليون عن أماكنهم هناك واستولى عليها الإنجليز والهولنديون.
شارك المقالة:
72 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook